توقعات بنمو سوق التأمين السعودية 100% إلى 17 مليار ريال في 4 سنوات
توقع علي سليمان العايد الرئيس التنفيذي لشركة ملاذ للتأمين وإعادة التأمين التعاوني، أن يصل حجم سوق التأمين في السعودية إلى أكثر من 17 مليار ريال خلال الأربع سنوات المقبل أي بنسبة نمو تصل إلى 100 في المائة مقارنة بتقديرات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" له عند 8.6 مليار ريال لعام 2007م.
ولم يؤيد العايد في حوار له مع "الاقتصادية" فكرة فصل قطاع التأمين عن مؤسسة النقد بإيجاد جهة مستقبلة تتولى شؤونه، بقوله: "إن وجود قطاع التأمين تحت مظلة "ساما"، كجهة مسؤولة عنه كان له دور كبير في تنظيم القطاع وساعد على إعادة الثقة لهذه الصناعة، ويحسب للمؤسسة هذا العمل"، مشيدا بالجهود التي بذلتها المؤسسة في إنشاء نظام التأمين التعاوني, كما سجل لها النجاح في القطاع المصرفي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك تأثيرا إيجابيا ستظهر نتائجه الجيدة على سوق التأمين خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وإيمانا بالمعادلة الاقتصادية التي تشير إلى أن التأمين هو الملاذ الآمن للقطاع المالي في أي دولة في العالم، توقع العايد على هذا الأساس أن يقابل نمو القطاع المصرفي في السعودية تطور ونمو في قطاع التأمين خاصة وأن سوق التأمين السعودية تعد الأكبر في الشرق الأوسط.
وأشار العايد الذي يملك خبرة متميزة في سوق التأمين السعودي تمتد لأكثر من 28 عاماً، إلى أن مجلس إدارة شركة ملاذ للتأمين وإعادة التأمين التعاوني يضم نخبة من رجال الأعمال الذين يملكون خبرة عالية وممارسة في القطاعات الاقتصادية المختلفة كافة، وهو ما انعكس بدوره على استراتيجية عمل الشركة ورؤيتها المستقبلية حتى أصبحت في مصاف أكثر شركات التأمين نجاحا في السوق السعودية. إلى التفاصيل:
ما هي آخر التطورات في أعمال شركة ملاذ للتأمين وإعادة التأمين؟
إن شركة ملاذ تركز على التأمين العام وفروعه والتأمين الصحي، وقد بدأت الشركة نشاطها فعلياً في تشرين الأول (أكتوبر) 2007، وتشهد أعمال الشركة حاليا نموا مستمرا نتيجة استراتيجيتها للتغلغل في السوق، وإن كنا ما زلنا نعمل على إكمال البنية التحتية للشركة، حيث تم الانتهاء من تأسيس المركز الرئيسي للشركة في الرياض، إضافة إلى افتتاح ثلاث إدارات إقليمية للمبيعات لمناطق الوسطى والغربية والشرقية، ومركز لخدمة تعويضات السيارات في الرياض ومكاتب لخدمة تعويضات السيارات في جدة والخبر، إضافة إلى مركز خدمة العملاء بطاقم نسائي كامل، كما أنه تم التطبيق الفعلي للنظام الحاسوبي وإتمام ميكنة نظم العمل في الشركة.
الوعي التأميني
يقع على عاتق شركات التأمين دور مهم في رفع مستوى الوعي التأميني لدى المجتمع بشرائحه كافة، ماذا قدمت "ملاذ" في هذا الشأن؟
لقد قامت الشركة منذ أكثر من عام بإعداد برنامج علاقات عامة تحت عنوان (الحماية التأمينية المتكاملة)، وذلك بهدف التواصل مع المهتمين بصناعة التأمين من عملاء وأصحاب الاختصاص والباحثين من خلال إقامة وتنظيم مجموعة من الندوات وورش العمل والدورات التدريبية في مختلف مدن المملكة، للمساهمة في الارتقاء بمستوى صناعة التأمين وزيادة الوعي التأميني وتطوير المهارات والمعرفة، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهمية التأمين على اقتصادنا المحلي، وقد حصلنا على نتائج إيجابية من هذا البرنامج الذي تم تطبيقه في عدد من مناطق المملكة ووجد تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور المستهدف.
التأمين الصحي
تم في السعودية أخيرا تطبيق التأمين الصحي الإلزامي على المواطنين والمقيمين، هل للشركة نصيب من هذا التأمين؟
نعم، سيكون للشركة حصة جيدة من سوق التأمين الصحي في السوق السعودية، وقد تم إنشاء مركز لخدمة عملاء التأمين الصحي تحت اسم "ملاذكير"، حيث بدأت الشركة في نشاط مبيعات التأمين الصحي في الربع الثالث لهذا العام، ولا شك أننا نعول كثيرا على هذا النشاط في النهوض بالشركة، كما نتوقع تحقيق أرباح جيدة، خاصة وأننا نقدم حلول تأمين متكاملة متمثلة في منتجات وخدمات ولا نركز على تقديم المنتج فقط. ويعزز هذه التوقعات ارتباط "ملاذ" بعلاقات عمل متميزة مع نخبة من أفضل شركات إعادة التأمين العالمية ذات تصنيف مالي مرتفع وهذه دلالة على مدى ثقتهم في التعامل مع شركتنا رغم عمرها القصير في السوق.
ومن المتوقع أن يبدأ تطبيق التأمين الصحي الإلزامي على السعوديين في عام 2009م حسب تصريحات مسؤولي مجلس الضمان الصحي التعاوني.
شركات التأمين و"ساما"
كيف تنظر إلى العلاقة بين شركات التأمين ومؤسسة النقد، وهل تؤيد فكرة فصل قطاع التأمين في جهة مستقلة تتولى شؤونه؟
أعتقد أن وجود قطاع التأمين تحت مظلة مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، كجهة مسؤولة عنه كان له دور كبير في تنظيم هذا القطاع وتطبيق نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني، كما أن النظام ساعد وبشكل كبير على إعادة الثقة إلى صناعة التأمين بشكل عام وإلى دور شركات التأمين في السوق السعودية، وسيظهر هذا التأثير خلال الأعوام القليلة المقبلة. ونحن بدورنا نشكر للمؤسسة جهودها المبذولة في المساهمة بتطوير صناعة التأمين من خلال قوانينها الفاعلة في فرض التنظيمات على جميع الشركات دون استثناء.
خسارة متراكمة
أعلنت الشركة أخيرا عن تحقيقها خسائر بلغت نحو 30 مليون ريال، هل لكم أن تطلعونا على أسباب هذه الخسائر؟
أغلب الخسارة المتراكمة هي مصروفات ما قبل التشغيل التي تشكل مبلغ 21 مليون ريال تكونت خلال فترة تأسيس الشركة التي تجاوزت السنتين تقريباً، حيث تبلورت الفكرة لتأسيس ملاذ للتأمين عام 2004م عند قبول دراسة الجدوى ثم أخذت إجراءات التسجيل والإجراءات الحكومية فترة طويلة حتى صدور القرار الوزاري في نيسان (أبريل) 2007م.
المبلغ المتبقي من هذه الخسائر هو نتيجة للمصروفات التشغيلية، حيث قامت الشركة بتجهيز جميع هيكلتها الإدارية وبنتيها التحتية كما ذكرنا سابقاً لتطوير أعمالها وقدرتها على خدمة العملاء. وهنا يجب القول إن أداء الشركة الفعلي الذي بدأ في تشرين الأول (أكتوبر) 2007م بعد الحصول على الترخيص النهائي من مؤسسة النقد العربي السعودي، يعد أفضل من التوقعات في دراسة الجدوى وخطة العمل الخاصة بالشركة.
الوضع المالي للشركة
كيف هو الوضع المالي بشكل عام في الشركة؟
الوضع المالي في الشركة معقول ويتم وفق الاستراتيجية المخطط لها ففي نظرة إلى أقساط التأمين المكتتبة فالمقارنة بين الربع الثاني والربع الثالث لهذا العام ارتفعت الأقساط من 13 مليون ريال إلى 32.4 مليون ريال محققة زيادة قدرها 182 في المائة، ونتيجة لزيادة أعمال الشركة وتركيزها في الفترة الأخيرة على نمو أعمال تأمين المركبات والتأمين الصحي.
وعادة ما تكون نسبة العلاقة طردية بين زيادة أقساط التأمين والمطالبات المتكبدة، لذلك ارتفعت المطالبات المتكبدة خلال الربع الحالي 6.2 مليون ريال مقارنة بـ 2.5 مليون ريال خلال الربع السابق أي بزيادة قدرها 151 في المائة. لكن يجب الأخذ بالاعتبار أن إجمالي الأقساط غير المكتسبة وإجمالي عمولات إعادة التأمين غير المكتسبة 25.26 مليون ريال وتعتبر هذه المبالغ دخلاً للشركة سيظهر أثرها المالي في الفترات المالية المقبلة.
استثمارات "ملاذ"
كيف استثمرت الشركة رأسمالها، وما أهم الشركات التي تملك "ملاذ" فيها حصصا استثمارية؟
نعم، الشركة تستثمر 27 في المائة من رأسمالها أي 111 مليونا في ودائع متوافقة مع الشريعة الإسلامية لدى البنوك، كما تستثمر 7 في المائة من رأسمال في محفظة استثمارية لدى البنوك، ولديها 10 في المائة من رأسمالها أي 30 مليون ريال كوديعة نظامية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" وذلك تماشياً مع نظام مراقبة التأمين التعاوني الصادر من المؤسسة، كما أنها تستثمر 20 في المائة أي 60 مليون ريال في صكوك إسلامية لشركتي "سابك" و"الكهرباء"، في حين تستمر 14 في المائة من رأس المال كمؤسس في شركتي نجم لخدمات التأمين وهي شركة سعودية ذات مسؤولية محدودة، والسعودية لإعادة التأمين (إعادة) وهي شركة مساهمة مدرجة في سوق الأسهم السعودية.
#2#
حجم سوق قطاع التأمين
إلى أين وصل حجم قطاع التأمين في السعودية، وما توقعاتكم لمستقبل هذا القطاع؟
لقد وصل حجم سوق التأمين في المملكة عام 2007 حسب تقرير "ساما" إلى 8.6 مليار ريال، ونتوقع نمو السوق في ظل توجهات الحكومة لتطوير أعمال التأمين بمنتجاته المختلفة ليصل إلى الضعف في عام 2013م، والتأمين قطاع مالي/اقتصادي في الأصل ومعيار على قوته، فالتأمين هو الملاذ الأمن للقطاع المالي في كل دول العالم، وتوجهات رؤوس الأموال الاستثمارية تكون حسب قدرة القطاع المالي لأي دولة فمع تطور ونمو القطاع المصرفي في السعودية لابد من أن يقابله تطور ونمو في قطاع التأمين، خاصة أن سوق التأمين السعودية تعد الأكبر في الشرق الأوسط.
شح في الكوادر المؤهلة
تعاني شركات التأمين من بعض التحديات وعلى رأسها شح في الكوادر المؤهلة للعمل في هذا المجال، كيف واجهت "ملاذ" هذا التحدي؟
صحيح، لكن على الشركات أن تتحرك في هذا المجال وتضع برامج للتدريب والتأهيل وتسعى للبحث عن الكوادر، فهناك تعاون مستمر مع كثير من المؤسسات التعليمية كالجامعات والكليات والمعاهد وقد أتاحت الشركة الفرصة لعدد من خريجي تلك المؤسسات للتطبيق العملي في الشركة كمتطلب دراسي للتخرج وقد تم منحهم مكافأة تشجيعية تحفيزا لهم على الاستمرار في العمل مستقبلاً. كما تمت مخاطبة وزارة التعليم العالي للاستفادة من مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للطلبة للمبتعثين في الخارج لدراسة تخصص التأمين.
والشركة الآن بصدد توقيع اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لتأهيل وتدريب عدد من طالبي وطالبات العمل ضمن برنامج دعم التدريب على رأس العمل. فمن خلال تطوير وتنمية الأفراد وتحديد البرامج التدريبية وفقاً للاحتياجات الداخلية للشركة كل ذلك يؤدي إلى زيادة عملية المعرفة وارتقاء المهارات والقدرات وفي جميع المجالات. علماً بأننا قمنا بتأهيل عدد من الشباب للعمل في الشركة من خلال حصولهم على المؤهلات المهنية بمجال التأمين أو في مجالات أخرى.
خطة للتطوير الوظيفي
إذا كيف تقيم وضع الموارد البشرية بشكل عام في الشركة؟
الحقيقة أن الشركة اهتمت منذ بدايتها ونجحت في استقطاب أفضل الخبرات في مجال التأمين وبناء فريق عمل يتمتع بخبرات متميزة لتطبيق جميع الاستراتيجيات المخطط لها وعلى مستوى جميع الإدارات. ونستطيع القول إن متوسط الخبرة لدى مديري "ملاذ" التنفيذيين تتجاوز 13 سنة في التأمين.
وتعمل الشركة حاليا على تطوير نظام فعال لإدارة الأداء وربطه باستراتيجيات الشركة وباحتياجات الموظف التدريبية من خلال وضع خطة سنوية للتطوير الوظيفي لجميع العاملين وتطوير المسار الوظيفي والحوافز والمكافآت والزيادات والترقيات التي يستحقونها بناء على أدائهم ومساهمتهم في تطوير أعمال الشركة.
68% سعودة
هل لنا أن نعرف كم نسبة السعودة التي وصلت إليها الشركة حتى الآن؟
وصلت نسبة الموظفين السعوديين في الشركة حاليا إلى 68 في المائة، والشركة تحرص كثيرا على عقد دورات تدريبية دورية لجميع الموظفين وفقا للاحتياجات لضمان تحسن الأداء والنوعية وزيادة عملية المعرفة والقدرات للأفراد. وقامت الشركة بتعديل سلم الرواتب بما يتماشى مع سوق العمل وتعديل رواتب وحوافز جميع الموظفين، وقد أسهمت هذه المبادرة في إعطاء الموظفين دفعة لمزيد من العمل والاجتهاد في مرحلة تأسيس الشركة.
التوظيف النسائي
ماذا عن التوظيف النسائي في الشركة؟
تهتم الشركة بالتوظيف النسائي، إذ إن مركز خدمة العملاء يدار بطاقم نسائي متكامل حيث تم تجهيز بيئة عمل مناسبة لضمان الخصوصية ومن خلال مكاتب مخصصة ليقمن بدورهن على أكمل وجه. ويقدر حجم الطاقم النسائي حاليا بنحو 9 في المائة من إجمالي موظفي الشركة.