في بيتنا فلبيني
رغم أنهم يعيشون بيننا منذ سنين في منازلنا ومكاتبنا وفي المستشفيات إلا أننا لا نعرف عن عاداتهم وتقاليدهم وطريقة معيشتهم إلا القليل، ما ينتج عنه عدم فهم تصرفاتهم وزيادة الخلافات بيننا والحكم عليهم بشكل خاطئ!
يبلغ عدد العمالة الفلبينيين في الخارج نحو 2.2 مليون عامل، بحسب أحدث أرقام صادرة عن هيئة الإحصاءات الفلبينية، تستقبل السعودية وحدها 23.8 في المائة منهم وعددهم في تزايد، وتنافس السعودية أمريكا في عدد العمالة الفلبينية حيث وصل عددهم إلى أكثر من 775 ألف عامل فلبيني في المملكة!
من أكثر الأمور التي تميزهم استخدام قسمات الوجه وسيلة للتواصل وهي عندهم أكثر احتراما وأفضل من التخاطب اللفظي فعندما يرفع الفلبيني حاجبيه ويفتح فمه قليلا ويبدو لك أنه فاغر فاه وغير مستوعب لما تقول إلا أن رفع الحاجب لديهم في الواقع دلالة وعلامة على الانتباه وتشجيع لك لمواصلة حديثك كما أنه تعبير إيجابي مرادف لكلمة نعم فهو موافق على كلامك ويطلب منك الاسترسال في الحديث بطريقة غير مباشرة، لذا عندما يكلم فلبيني أي شخص ينظر إلى تعبير وجهه خصوصا حاجبيه فإن شاهدهما مرفوعين شعر بالاطمئنان واسترسل في الحديث أما العكس فيدل على عدم الاهتمام!
والأغرب استخدامهم حركات الوجه خصوصا الشفتين لتحديد الاتجاه فعندما تسأل فلبينيا عن جهة معينة ويزم شفتيه ويشير بها للأمام معناه أن وجهتك في الأمام ولا يدل أبدا على امتعاضه منك أو التقليل من شأنك ويعدون حركات الوجه أقل مجهودا من تحريك أيديهم وأصابعهم للإشارة وطريقة لحفظ طاقتهم الطبيعية!
حبهم غير الطبيعي للأكل فهم يأكلون ثلاث وجبات رئيسة كبيرة غير عديد من الوجبات الصغيرة بين الوجبات الرئيسة ولا تخلو من الرز حتى مع أطباق التحلية. حتى إنهم يعقدون اجتماعاتهم على مائدة الطعام ويسألونك هل تناولت طعامك قبل أن يرحبوا بك أو يسألوك عن أحوالك!
يتميزون باحترامهم كبار السن ووضع ألقاب قبل اسم كل شخص حتى لو كان أكبر منك بيوم ويؤدون حركة تسمى "ماه نو بو" بأخذ يد الجد أو الجدة أو رجال الدين ووضعها على الجبين احتراما له ونيلا لبركاته، حسب اعتقادهم!
لا يحبون قول كلمة لا ويستبدلونها بـ"ربما، سنرى، سأحاول" لذلك تبدو إجاباتهم عائمة لن تفهم ما يريدون قوله إلا إذا ركزت في باقي ملامحهم.
ليست لديهم طموحات ويعيشون اليوم بيومه من غير حساب للغد فتراهم أكثر العمالة حبا لأنفسهم فيشترون كل ما يخطر في بالهم حتى لو غلا ثمنه أهم شيء لديهم راحتهم وسعادتهم واحتفالهم بكل المناسبات! يحبون أي شيء مستورد ويحرصون على جعل علامته التجارية بارزة للتفاخر.