وفد سعودي زراعي يستكشف فرص الاستثمار في الأرجنتين
أكد لـ "الاقتصادية" عصام بن أحمد الثقفي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأرجنتين، أن الميزان التجاري بين المملكة والأرجنتين لا يزال يميل لصالح الثانية، وذلك لأسباب أهمها بعد المسافة بين البلدين وغياب المعلومات التجارية عن المملكة والأرجنتين.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في المملكة عام 2007 إلى أن قيمة الواردات الأرجنتينية لسوق المملكة بلغت نحو 2.1 مليار ريال مقابل 71 مليون ريال قيمة للصادرات السعودية للأرجنتين في العام نفسه.
وذكر السفير الثقفي أن علاقات المملكة والأرجنتين تشهد تطورا كبيرا في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، مشيرا في هذا الخصوص إلى زيارة قادمة لوفد من وزراة الزراعة في المملكة لاستشراف آفاق الاستثمار الزراعي في الأرجنتين لتوقيع اتفاقيات في هذا الخصوص.
وقال السفير عصام الثقفي الذي يشغل أيضا منصبي سفير غير مقيم للمملكة في دولتي الأوروغواي وتشيلي لدى استقباله في مقر السفارة الوفد الإعلامي السعودي زائر لبوينس آيريس، إن العلاقات بين المملكة والأرجنتين علاقات قديمة، حيث فتحت المملكة سفارة لها في الأرجنتين في عام 1976، وخلال السنوات الماضية تطورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير جدا إن كان على مستوى زيارات عدد كبير من المسؤولين السعوديين للأرجنتين"، مضيفا أن أهم تلك الزيارات الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد وافتتح خلالها مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين.
وتابع قائلا: خلال تلك الزيارة أيضا وقع البلدان عددا من الاتفاقيات. ومن عام 2000 إلى الآن تم البدء في تفعيل عدد كبير من هذه الاتفاقيات على المستويات: الرياضي والثقافي والسياسي، ونجد الآن تبادل زيارات عدد كبير من الوفود بين الجانبين. كما أن وجودكم (الوفد الإعلامي السعودي) أيضا هو أحد أوجه تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبيّن أن اللجنة السعودية الأرجنتينية المشتركة عقدت اجتماعا لها في نيسان (أبريل) الماضي في الرياض، كما أنه تم خلال الاجتماعات الاتفاق على تشكيل وفد من وزارة الزراعة لزيارة الأرجنتين لاستكشاف آفاق الاستثمار الزراعي في الأرجنتين بهدف توقيع اتفاقيات في هذا الجانب.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالجانب الأرجنتيني من مسؤولي قطاع الزراعة، فإن لديهم عروضا تبين إمكانات ومجالات الاستثمار الزراعي في بلدهم، مرجحا أن تتم خلال الزيارة توقيع اتفاقيات مع الجانب الأرجنتيني في المجال الزراعي، وبالتالي ستكون هناك فرصة للاستثمار الزراعي السعودي في الأرجنتين من أجل تصدير الإنتاج إلى المملكة وأيضا لتصدير الفائض من الإنتاج إلى دول الخليج.
وأشار الثقفي إلى أن شركات سعودية متخصصة ومهتمة بالشؤون الزراعية نفذت زيارات خاصة للأرجنتين، حيث عقدت لقاءات مع شركات تعمل في المجال نفسه، مبينا أن اللجنة السعودية - الأرجنتينية المشتركة ستعقد اجتماعها الرابع في العام المقبل في الأرجنتين.
ورجح أن يزور وفد وزارة الزراعة الأرجنتين في مطلع العام المقبل، مشيرا في هذا السياق إلى وجود ترحيب قوي بهذه الزيارة سواء على المستوى الرسمي لوزارة الزراعة الأرجنتينية أو على مستوى القطاع الزراعي الخاص وهو صاحب القرار والمعني بموضوع الاستثمارات الزراعية، مؤكدا أن الجانب الأرجنتيني يرحب بشكل كبير وقوي للاستثمار السعودي في القطاع الزراعي هناك.
وقال بطبيعة الحال فإن خطة المملكة الآن في مواجهة الأزمات الغذائية العالمية هي في إيجاد مناطق خارج المملكة للزراعة بالاتفاق مع حكومات الدول الشقيقة والصديقة، وعقد في هذا الخصوص اتفاقيات والتوجه الآن هو للاستفادة من هذه التجربة في دول أمريكا اللاتينية، ليس فقط في الأرجنتين وإنما تشمل التجربة أيضا تشيلي والأوروغواي.
وفيما يتعلق بمجالات التعاون الثنائي الأخرى بين البلدين، أشار إلى تأسيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأرجنتينية، موضحا أن الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس مجلس الشورى زار الأرجنتين العام الماضي، حيث عقدت اللجنة اجتماعها الأول، كما يجري العمل حاليا على أن يكون الاجتماع الثاني للجنة في الرياض وفي القريب العاجل.