نماذج مضيئة
يحقق مبتعثونا نجاحات متتالية في تحسين سمعة بلادهم، وتأكيد الإنسانية والتفاعلية الاجتماعية التي تميزنا في الدول التي يعيشون فيها. هذه النجاحات تنال بعض حقها من الثناء في بعض الدول التي يدرس فيها أبناؤنا وبناتنا، وهو أمر نحتاج إلى تعميمه ليكون ديدن الجميع.
المسؤولية الاجتماعية التي تمثلت في إنقاذ المصابين وإعانة المحتاجين والتطوع في مواقع الخدمة العامة، جزء من تركيبة متكاملة تصنع هوية الشخص، وتعطي الانطباع الجيد عنه حيث يعيش. شاهدنا عمليات قام بها مبتعثونا في أكثر من موقع، وهناك مزيد مما لم يكشف عنه؛ إما لأنه لم يظهر في وسائل الإعلام أو لأنه لم ينل حقه من التكريم في هذه المجتمعات وهو ما يستدعي أن تقوم الملحقيات التعليمية بتعميمه وتوعية جميع المبتعثين به.
إن الوجود في هذه الدول يجعل الطالب سفيرا لبلاده، هذه المهمة تعني أن نظرة المجتمع للشخص هي في واقعها معممة لما يبنيه الناس من صور نمطية عن المملكة. أسهم بعض ممن سلكوا طرقا مرفوضة في أعوام سابقة في تشويه سمعتهم، فتأثرت بذلك سمعة البلاد كلها، وتأثر زملاؤهم نتيجة تجاوزاتهم. الدور المهم الذي يتبناه المبتعثون الجدد إيجاد صورة مشرقة جديدة تغير المفاهيم التي أثرت في أبنائنا في بعض الدول.
هذا يعني أن يقتطع الطالب والطالبة من وقتهما لتقديم الخدمة العامة والتطوع في اللجان والجمعيات الخيرية التي تهتم بها المجتمعات هناك. هذا واحد من أهم عناصر تغيير الصورة النمطية التي تكونت خلال العقدين الماضيين، وهنا أمثل بنشاط الطلبة من جنسيات معينة في مجتمعاتهم وكيف أثرت في سمعة تلك الدول مثل الهند والصين لدى مواطني دول أوروبا وأمريكا.
الجزئية الأخرى تتعلق بالسلوك الشخصي، وهنا لا بد من التذكير بأهمية التسامح والبساطة والبعد عن الشكليات التي تؤثر في سمعة الطالب أو تثير تحفظ المجتمع الذي يعيش فيه. التذكير المستمر بأن الطالب يعيش في بيئة جامعية ولا بد له من الابتعاد عن المواقع المشبوهة والتجمعات غير المرغوبة مهم ونحن نعد أبناءنا وبناتنا للابتعاث، بل إن مراقبة التجاوزات والتعامل الفوري معها ضروري لتحسين السمعة وتسهيل حياة الجميع في الخارج. أذكر وأشكر في الختام المبتعث خالد المطيري الذي كرمته شرطة مدينة سانت بول لإنقاذ سيدة أمريكية من الغرق، وهو مثال لما نتمنى أن نشاهده من الجميع.