وزير الخزانة الأمريكي مهووس بأدوات التمويل الإسلامي.. وبالأفاعي والعناكب!
هنري بولسون وزير المالية الأمريكي ، جالس في المقعد الخلفي لسيارة تويوتا ذات الاستخدامات الرياضية من طراز 4Runner، وهي تزحف على طول إحدى الطرق الطينية البركانية. وأكثر شيء يريده الآن هو الوصول إلى المكان الذاهب إليه وإجراء اتصال هاتفي مهم. والمقصود بالمكان الذاهب إليه هو حين يضغط جيسون، سائق السيارة، على المكابح ويقول بهدوء، "انظروا، هذه أفعى."
يصرخ بولسون: "أين؟ قف!" ثم يقفز خارجاً من السيارة بمنتهى الاندفاع إلى درجة أن مسافراً في السيارة الموجودة خلف وزير الخزانه قال في نفسه "لا بد أن (بولسون) شاهد جثة شخص أو شيء من هذا القبيل". يندفع بولسون أسفل الطريق، وهو يفتش بين الأشجار. يخفق في العثور على هذا الحيوان الزاحف. ويقول بحزن "أنا أحب.." ثم يذوب صوته شيئاً فشيئاً، بحسب رواية مراسل مجلة فورتشن. فتسأله بارتريشيا سيلرز :"الأفاعي؟" فيقول بلهجة عادية وكأنه يقرر حقيقة معروفة "نعم. أحب أن أمسكها وأنظر إليها". كان لا يزال يشعر بخيبة الأمل من إخفاقه في الإمساك بالأفعى. تستطيع زوجته وندي أن تعرف على الفور أن زوجها مر بتجربة "مع الزواحف". وتقول: "رأيت في عينيه النظرة المعروفة حين يكون تفكيره يدور حول الأفاعي".
هذا هو الرجل الذي لا يعرف عنه منافسوه في "وول ستريت" وعملاء بنك جولدمان ساكس إلا أنه أحد أقوى الشخصيات الفولاذية في المجتمع الاستثماري والذي يتمتع بتأثير اقتصادي قوي، ويتصرف بمنتهى الهدوء والحذر والتكتم حتى لا يلفت إليه الأنظار. فالكثيرون لا يعرفون أن بولسون يولي اهتماما "دفيناً" بأدوات التمويل الإسلامي. وقليل من الناس من يعلم أن بولسون، بعيداً عن "وول ستريت"، يوجد لديه وجود لا يقل شدة عن وول ستريت، بصفته من محبي الحياة البرية ومن حماة البيئة.
نشأ بولسون كأحد أعضاء الكنيسة التي تؤمن بالشفاء عن طريق المعالجة الروحية، في مزرعة في بلدة بارينجتون في ولاية إلينوي. ويقول: ":كنت أريد أن أصبح مسؤولا عن إدارة وحماية الغابات. وظلت هذه الرغبة لدي حتى بدأت دراستي الجامعية." ولكن الجانب العملي تدخل وغير خططه. درس أولاً في كلية دارتموث، ثم في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد. وبعد أن تزوج وندي، وهي خريجة من ويلزلي Wellesley، اشترى خمسة فدادين من مزرعة عائلته وأنشأ مسكنه هناك. كان مسكنه عبارة عن حديقة حيوانات بكل ما في هذه الكلمة من معنى. فقد كان يربي، إضافة إلى طفلين، أربعة من حيوان الراكون، وسناجب طيارة، وتماسيح، وفئران، وطيورا، وكلابا، وسلاحف، وضفادع، وسحالي، عنكبوت ذئبية، إلى جانب الأفاعي، بطبيعة الحال. يقول ولسون، الذي كان يحب أن يترك أفراد حيوان الراكون تتحرك وتركض بحرية في أنحاء المسكن: "من الصعب أن تفكر في حيوان لا أهتم به".
بولسون وزوجته في أوقات فراغهما غالباً ما يذهبان إلى أماكن غريبة غير مألوفة مثل بليز Belize أوالبرازيل للاطلاع على الحياة البرية فيها. فالحيوانات التي يحبها بولسون بشكل خاص هي الطيور والحيوانات المفترسة. ويقول: "أنا مسحور بها لأنها تقع في أعلى السلسلة الغذائية".
ويضيف قائلاً إنها إذا كانت في وضع صحي جيد فإن النظام البيئي سيكون في وضع صحي جيد. وحين يتعامل مع مخلوقات مثل الطيور الجارحة أو الأفاعي أو العناكب، فإنه يبدو في منتهى الهدوء، ويعتقد البعض أن شجاعته ناشئة عن معتقداته الدينية.
وبعيدا عن اهتمامات بولسون البيئية ، فإنه، يولي اهتماما بالتمويل الإسلامي. و بحسب أحد المصادر الملازمة لبولسون و الذي تحدث مع "الاقتصادية" شريطة عدم الكشف عن هويته ، فإن سبب اهتمام بولسون بالتمويل الإسلامي ناشئ من " شعوره بالقلق من أن السندات المهجنة ربما تكون بمثابة كعب أخيل التي أجهزت على النظام المالي بأسره، وأن انهيار سوق القروض السكنية لضعاف الملاءة سار عبر هذه السندات وعمل على تقويض الاستقرار." وعليه فقد تكون الصكوك بمثابة الترياق الذي يبحث عنه رجال بولسون. ولكن هل ياترى ينجح مصرفي جولدمان ساكس المخضرم في قيادة وزارته لاعتناق أدوات التمويل الإسلامي ؟