ملخص أوراق العمل لندوة الاقتصاد العالمي وأسواق النفط
النفط والاقتصاد العالمي
كينيث روجوف ـ جامعة هارفارد
هناك إجماع على أن تقلبات أسعار النفط لم تعد تؤثر في الاقتصاد العالمي, على الرغم من أنه قد يكون من الخطأ استنتاج أن النفط قد فقد مفعوله بالكامل.
هجرة الصناعات إلى الجنوب من الشمال أو ما يُعرف بـ Outsourcing أفضت إلى انكشاف اقتصادات الدول النامية بشكل مماثل لانكشاف الاقتصادات الصناعية إبان أزمة السبعينيات.
إن مركز الأزمة ينتقل بصورة متزايدة إلى الدول المنتجة, وفي ظل الإسهام الضئيل للنفط في الناتج المحلي الإجمالي العالمي Global GDP (نحو 4 في المائة تقريبا) يطرح السؤال نفسه: لماذا يفضي انقطاع من 5 إلى 10 في المائة من إمدادات النفط إلى انعكاسات بالغة التأثير؟
و تقضي تقلبات أسعار صرف الدولار إلى الإيحاء بتحرك حاد لأسعار النفط, لكن في الاتجاه المعاكس, خاصة عندما يقاس بأسعار عملات أخرى, وهناك, على ما يبدو, ارتباط كبير ما بين أسعار النفط وتقلبات نمو الإنتاجية في الولايات المتحدة.
مبدئيا, من شأن صدمات أسعار النفط أن تفضي إلى توقف الإنتاج بتهميشها قطاعات من السوق الرأسمالية, وتعطيل كل من رأس والعمالة في صناعات الطاقة المكثفة.
السياسة النقدية: المتهم
مع انهيار نظام بريتون وودز (الذي أنشأ البنك والصندوق الدوليين وربط الدولار بالذهب بعد الحرب العالمية الثانية) ذي أسعار الصرف الثابتة مطلع السبعينيات من القرن الماضي, بات العالم في وضع سيئ للتعامل مع تزعزع توقعات التضخم الذي نتج عن الصدمة السعرية النفطية ما بعد 73/1974.
تقدير تأثير صدمات أسعار النفط
إن التأثير يتفاوت من إقليم لآخر, إلا أنه يؤثر بفارق طفيف في آسيا أكثر من تأثيره في أوروبا والولايات المتحدة, أما التأثير في أمريكا اللاتينية فلا يكاد يكون, وإن حدث فهو طفيف نسبيا.
التقلبات طويلة الأجل ومعالجتها
الملحوظ في سوق النفط, وفي استهلاك الطاقة عموما, هو أن مواءمتها مع الأسعار المرتفعة في المدى القصير أكثر تكلفة مما إذا حدث الارتفاع في الأجل الطويل.
إن تكاليف عدم التيقن من أسعار النفط في الأجل الطويل تمثل إشكالية بالغة التعقيد للدول التي تعتمد بشكل كبير على إنتاج النفط.
الخلاصة
إجمالا, فإن تقلبات النفط يمكن التحكم فيها حاليا أكثر مما كان عليه الوضع في السبعينيات, ومن المرجح أن تظل شغلا شاغلا لرجال الصناعة, المستهلكين, وصانعي السياسات طوال عقود مقبلة.
تحديات نمو صناعة النفط
إعداد: مركز أبحاث كامبردج للطاقة
توسيع الطاقة الإنتاجية من البئر إلى المستهلك هو التحدي الرئيسي, إلا أن الإجابة يمكن العثور عليها في زيادة الطاقة الإنتاجية من المنبع (العمليات الأمامية).
إن ما يجعل ذلك الأمر واعدا, هو ما يلوح من المقدرة على التوصل إلى الاستفادة من الاستثمارات الجديدة الواسعة.
من جهة أخرى, فإن السؤال هو: ما الذي يمكن أن يحول دون صحة الافتراض السابق؟ هناك مخاطر تشغيلية, تأثيرات مناخية وبيئية, مهددات التأميم, ظهور النزعات الوطنية المنغلقة, التشدد في الإنفاق المالي, علاوة على العنف وعدم استتباب الأمن.
آفاق الذروة النفطية: أي ذروة؟
على الرغم من أن النفط مادة ناضبة, إلا أننا ما زلنا لا نملك التقديرات الدقيقة حول إجمالي الاحتياطي منه, في حين أن المفترض هو استمرار توسع الموارد العالمية منه. من جهة أخرى, فإن توقيت الذروة العالمية في إنتاج النفط يظل عنصرا مثيرا للجدل. بيد أن منظورنا لا يكشف عن أي دليل من أن ذروة الإنتاج النفطي العالمي ستحدث قبل عام 2020.
الطاقة التشغيلية للمصافي
هناك تحديات جديدة في صناعة النفط تحتل الصدارة, لأنها قد شهدت خلال العامين الماضيين, ضغطا غير مسبوق على المقدرة التشغيلية وتحديات هائلة لصناعة التكرير في مواجهة الطلب الزائد الذي بدا وكأنه لن يتوقف عن الاستمرار.
على صناعة التكرير أيضا أن تواجه تغير الطلب على المزيج المنتج, ونقلات التركيز على الطلب, ضوابط الأسعار, واستيفاء المتطلبات المتزايدة، التشدد في شأن نوعية مواصفات المنتج.
إن الطفرة في نمو الطلب على النفط في 2004 تكشف عن حقيقة صارخة, هي ضيق الطاقة التشغيلية للتكرير, وأن تحديات التكرير تتفاوت من إقليم لآخر.
الحوار العالمي للمنتجين والمستهلكين حول الطاقة
أوليفييه أبير
سيواصل كل من النفط والغاز تمثيل القدر الأكبر من الطلب على الطاقة, طوال النصف الأول من القرن الحالي.
لقد لعبت التقنية دورا مهما دائما في صناعة النفط والغاز, على الرغم من أن التقنيات التي صُممت خصيصا لأوضاع جغرافية مختلفة, يمكنها أن تمهد الطريق للترشيد ولنمو الإنتاج على النطاق العالمي. في المستقبل يمكن للتطورات الجديدة للتقنيات أن تدفع حدود الموارد الهايدروكربونية, إلا أن تحسين الاستخراج يظل تحديا ماثلا.
المناطق الأمامية للتحدي تكمن في المياه العميقة, المناطق القطبية, والمكامن المدفونة في أعماق الأرض, والتي يعتمد استخراجها على تقنيات جديدة متقدمة في مستوى تلك التحديات.
الموارد غير التقليدية للنفط لم تتم الاستفادة منها على التقريب, ولكن بفضل التقنيات الجديدة في العمليات الأمامية والنهائية, فإن هناك توقعا بجذبها المزيد من الاستثمارات.
تنويع مصادر الطاقة لإنتاج وقود السيارات هو التحدي التقني الأخير.
أما التراجع العام في جهود الأبحاث والتطوير فإن من شأنه إثارة القلق, من أن التقدم التقني قد يتباطأ خلال الأعوام المقبلة مما كان عليه في السابق.
المعلومات وسوق النفط
وليد خدوري
تسهم المعلومات الشاملة في التخطيط السليم في الأزمنة العادية وخلال الأزمات على حد سواء. إلا أن الشفافية لن تمنع تقلبات الأسعار, طالما أن السبب فيها قد يعزى إلى عوامل فنية طارئة, ليست من أساسيات السوق.
إن تنافسية الشركات وسيادات الدول أسهمتا في إرساء تاريخ من الشح في ترويج المعلومات, بعدم الكشف إلا عن القليل منها عند الضرورة.
ولعب غياب الحوار ما بين المنتجين والمستهلكين دورا في الإبقاء على النظام المحدود لتبادل المعلومات.
أما الآن والأسواق في وضع تحول, بات هناك ثبات في تقلب متغيراتها, علاوة على أبعاد أخرى ذات صلة بها.
إن مسعى نشر المعلومات في ظل دعم الحكومات له, يسهم في أن تقدم الصحافة تغطية أفضل, وتخدم الاستخدام المستخدم النهائي للطاقة, أي المستهلك.
ويأتي إطلاق "جودي" في 2001 ليعكس الاعتراف بالحاجة إلى نظام أفضل للمعلومات عن بيانات النفط, فيما تجسد الأمانة العامة الدائمة النمط الجديد السائد من التفكير حاليا.