صناعة حفارات النفط تنعش سنغافورة
في كل مرة يتطلع شوو شيان بينغ من نافذة مكتبه ليرى منطقة واجهة المياه في سنغافورة، لكن أخيرا بدأت أعمال الإنشاءات والتصنيع تحجب المشهد، وترسم في ذات الوقت ابتسامة عريضة على وجه شيان، الذي يترأس مجلس إدارة شركة "كيبل" للمياه المغمورة والأنشطة البحرية, فحجب المنظر يتم لأن ثلاث حفارات جديدة يتم بناؤها وثلاثا أخرى يجري إصلاحها بوساطة العاملين في شركته.
وها هي أسعار النفط المرتفعة بدأت تلقي بثمارها حتى على سنغافورة البعيدة . . . والمستهلكة، لأن فيها شركات تصنع الحفارات. وساهم في مفاقمة الوضع أن الإعصار كاترينا أدى إلى عطب عدد من الحفارات أصبحت محتاجة إلى إصلاح.
وحتى قبل ذلك تعيش سوق الحفارات ازدهارا لم تشهده منذ مطلع الثمانينيات. "كيبل" حصلت على عقود عمل بقيمة 7.5 مليار دولار، مقابل 1.3 مليار العام الماضي، بينما رصيفتها "سيمب كورب" حصلت على عقود بقيمة 3.9 مليارا هذا العام مقابل 2.1 مليار العام الماضي. بناء الحفارة الجديدة يحتاج إلى عامين وشركة مثل "كيبل" تقوم ببناء ثماني حفارات فقط في العام. ولهذا حققت أسهم الشركتين ارتفاعا بنسبة 48 في المائة و116 في المائة على التوالي منذ بداية هذا العام.
فوزارة التجارة والصناعة تقول إن المؤشرات الأولية للربع الثالث من هذا العام تنبئ بأن النمو الاقتصادي على طريق تجاوز التوقعات الحكومية ليراوح بين 3.5 و4.5 في المائة.
أحد الأسباب الرئيسية لذلك الطلب المتزايد على تصنيع أو إصلاح الحفارات التي تعمل في الصناعة النفطية، حيث تسيطر كل من "كيبل" و"سيمب كورب" على 80 في المائة من السوق العالمية للحفارات إصلاحا وبناء، إذ تلقتا طلبات لإصلاح أو بناء حفارات جديدة بمبالغ تبلغ ثمانية مليارات دولار، وهو ما انعكس على مؤشر السوق, الذي حقق في يوم واحد نسبة ارتفاع بلغت 1.7 في المائة هي الأعلى منذ شهرين. (10/10) والطلبات الجديدة عليها الانتظار حتى عام 2009 ليتم التسليم. وسنغافورة ليست فقط أكبر سوق للحفارات وإنما نجحت في إحداث نقلات تطويرية, إذ تمكنت من بناء حفارات تعمل على عمق 500 قدم.
فقطاع الأنشطة الهندسية المغمورة والبحرية شهد زيادة بلغت 28 في المائة في أدائه في تموز (يوليو) الماضي مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، والقطاع يشكل ما نسبته 7 في المائة مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن هناك نحو 350 حفارة تم بناؤها قبل 20 عاما وتحتاج إلى تطوير أو إحلال، و70 أخرى بنيت خلال السنوات العشر الماضية و50 تحت الطلب.
على أن هذه الصورة الزاهية قد لا تستمر بسبب وصول الورش العاملة إلى طاقتها القصوى، كما أن الأسعار المرتفعة للبناء والإصلاح أصبحت تشكل هاجسا لدى العملاء.