التجارة .. أوضح انقسام في سياسة ماكين وأوباما تجاه آسيا

التجارة .. أوضح انقسام في سياسة ماكين وأوباما تجاه آسيا

أوجه الاتفاق بين مرشحي الرئاسة الأمريكية باراك أوباما وجون ماكين أكثر من أوجه اختلافهما فيما يتعلق بالتحديات الدبلوماسية والأمنية في آسيا لكنهما يختلفان بشدة بخصوص التجارة مع المنطقة.
وتظهر البيانات والمناقشات المتعلقة بالسياسة بين مستشاري الحملتين المتنافستين قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى يوم الثلاثاء الاختلافات بشكل رئيسي في الأسلوب والوتيرة وسط اتفاق أوسع بشأن قضايا تشمل أفغانستان، باكستان، الصين، وكوريا الشمالية.
لكن في انتخابات تتفوق فيها أزمة مالية عالمية نشأت في الولايات المتحدة والمخاوف الاقتصادية للناخبين الأمريكيين على قضايا السياسة الخارجية فإن التجارة هي خط انقسام واضح.
وقال أوباما بشكل يعكس موقف الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس إنه يعارض اتفاق تجارة حرة ثنائي مع كوريا الجنوبية ما لم يجر التفاوض عليه من جديد لمنح شركات السيارات الأمريكية وصولا أكبر إلى هذه السوق.
كما أبلغ سيناتور إيلينوي الشهر الماضي مجموعة أمريكية للمنسوجات أنه سيراقب واردات المنسوجات من الصين وسيدرس فرض قيود وقائية طارئة على واردات البضائع الصينية بموجب القانون الأمريكي.
كما تعهد أوباما باستخدام جميع التدابير المتاحة للضغط على بكين لتغيير سياسة الصرف الأجنبي التي يقول منتقدون إنها تخفض من قيمة عملتها لتعزيز الصادرات ما يسهم في عجز تجاري أمريكي مع الصين بلغ 260 مليار دولار.
أما الجمهوري ماكين صاحب السجل الطويل من السياسات المؤيدة للتجارة فقد دعم بوضوح اتفاق التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية والذي أبرم عام 2007. ويقول مساعدوه إن الاتفاقية ستزيد التجارة السنوية بنحو عشرة مليارات دولار وستعزز العلاقات مع حليف رئيسي للولايات المتحدة.
وقال دانيال بلومينتال وهو مستشار لماكين للشؤون الآسيوية "إضافة الصادرات للوظائف الأمريكية... هو مفتاح فحسب والسيناتور أوباما شن حملة شديدة ضدها.. معطيا الديمقراطيين بالكونجرس مجالا للقول إنهم ليسوا بصدد تمريرها".
وقال مايكل جرين وهو مستشار ثان لماكين للشؤون الآسيوية في نقاش في الآونة الأخيرة في واشنطن "إذا انسحبنا من أكبر وأفضل اتفاقية تجارة حرة جرى التفاوض عليها حتى الآن في آسيا سيضعف دورنا بشدة".
وقال فرانك جانوزي ممثلا عن الديمقراطيين في النقاش "أوباما مع التجارة الحرة من القلب لكن اتفاقية التجارة الأمريكية الكورية "بها خلل" في التعامل مع قضية صادرات السيارات الأمريكية، وأضاف أن الاتفاقية "سيجرى إقرارها خلال إدارة لأوباما لكن ستقر بضمانات أفضل".
وتحدث ماكين بشكل أقل تفصيلا عن التجارة مع الصين لكنه دعا إلى سعر صرف صيني أكثر مرونة وأشار إلى "ممارسات اقتصادية تجارية" بين ما يعتبرها تصرفات صينية مثيرة للمشاكل على الساحة الدولية.
وكتب مايكل فوليلوف وهو باحث زائر بمعهد بروكينجز في تحليله للاختلافات في السياسة بين ماكين وأوباما أن على المدافعين عن التجارة الحرة ألا يسألوا أي من المرشحين سيكون أكثر إخلاصا بل أيهما سيكون في موقف أفضل لتهدئة النزعات الحمائية للكونجرس المقبل والذي سيكون ديمقراطيا بشكل قوي".
وخلافا للتجارة فسيرث من سيفوز بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء من الرئيس جورج بوش عملية نزع سلاح نووية مضنية مع كوريا الشمالية وعلاقة مع الصين اتسمت بالهدوء لكنها تحمل في طياتها مشكلات محتملة بشأن قضايا عسكرية وتايوان وحقوق الإنسان.
وسيكون من سيتولى السلطة من بوش في 20 كانون الثاني (يناير) بحاجة إلى العمل لدعم العلاقات الأمريكية مع كوريا الجنوبية واليابان وهما حليفان أعربا عن استيائهما من تنازلات أمريكية في الآونة الأخيرة في المفاوضات النووية المعقدة مع كوريا الشمالية.
وفيما يتعلق بهذه القضايا تشير بيانات المستشارين والحملتين الانتخابيتين إلى اختلافات في الأسلوب والتأكيد وليس الفحوى، فكل من المرشحين سيواصل العمل بسياستين رئيسيتين لبوش وهما مفاوضات نووية سداسية بشان كوريا الشمالية مع قوى إقليمية ومشاورات ثنائية منتظمة مع الصين ويقول محللون إن مكاين بطبيعته حذر من الصين ومرتاب من كوريا الشمالية أكثر من أوباما. وقال جرين إن سيناتور أريزونا سيتشدد في تأكيده على أهمية ديمقراطية تايوان في مواجهة ضغط صيني لعزل الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، لكن أوباما مثل ماكين تحدث بشدة لمصلحة بيع تايوان أسلحة تحتاجها للدفاع عن نفسها. وقالت المستشارة ويندي شيرمان إن أوباما لن يتردد في إثارة قضايا حقوق الإنسان وغيرها من القضايا المتعلقة بالقيم مع الصين، وأضافت "لن نكون أمريكا إذا لم نفعل ذلك".

الأكثر قراءة