انقسامات تهدد مستقبل المسلمين في كينيا

انقسامات تهدد مستقبل المسلمين في كينيا

تشهد الجالية المسلمة في كينيا حالة مختلفة تماماً عن الأجواء التي تعيشها الشعوب المسلمة في الدول العربية أو الدول الإسلامية، وذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل من بينها المتغيرات السياسية في الساحة الكينية والاعتبارات الثقافية والاجتماعية التي تتحكم في نسيج الحياة داخل كينيا.
بحسب تقرير أعده موقع رسالة الإسلام فقد حاول عديد من الجهات استغلال وقوع مثل تلك الحوادث لمحاولة ربط الإسلام بالعنف أو الإرهاب على الرغم من أن حقيقة مثل هذه الحوادث وملابساتها ترجع إلى أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية.
ورغم أن تعداد المسلمين في كينيا ليس بالقليل إلا أن مركز الجالية المسلمة في هذه الدولة لم يرق حتى الآن إلى المستوى الذي يليق بحجمها، وذلك بسبب حالة الانقسام والتباين التي تسود الجالية المسلمة في كينيا وأساسها وجود اختلافات عرقية واختلافات بين مسلمي الريف والحضر واختلافات ثقافية جذرية بين عديد من أوساط الجالية المسلمة.
وأكثر المؤسسات الإسلامية في كينيا لها مساجدها الخاصة، فهي التي تقوم على بنائها وتمارس جهداً مشتركاً في إدارتها مع بقية أفراد الجالية وتنتخب لجنة محلية للإشراف على شؤون المسجد وتعتمد في الدعم المالي على ما يتم جمعه من التبرعات وغيرها، ولكن تنشأ حالة من الصراع فيما يتعلق بعضوية اللجنة المشرفة أو من يشغل الإمامة وغيرها من التفاصيل, التي إن بدت بسيطة إلا أنها تكشف في حقيقتها عن عدم وجود العلماء أصحاب المكانة ليكون لهم صلاحية حسم مثل هذه الخلافات تمهيداً لخلق حالة من الانسجام بين أفراد الجالية المسلمة.
ويقول المحللون إن خلافات كثيرة داخل الجالية المسلمة الكينية تكون أسبابها عرقية ونابعة من اختلافات في اللغة أو الأصول التي تنحدر منها كل شريحة، وتزداد الخصومات في بعض الأحيان إلى الحد الذي يتم اللجوء معه إلى السلطات الحكومية في كينيا لفض النزاع.

تهديدات تواجه مسلمي كينيا
يواجه المسلمون في كينيا رغم حالة الانقسام التي يعانونها تحدياً مزدوجاً يتمثل في النصرانية والعلمانية، ويحاول قادة الجالية حماية القيم الإسلامية الصافية التي يؤمن بها كل أفراد الجالية وتعتبر قاسماً مشتركاً فيما بينهم، ومن أهم القضايا التي تشكل نقاط اصطدام مع العلمانيين في كينيا مسألة تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية والعلاقة بين الدين والدولة والسماح لأفراد الجالية بارتداء الملابس التي تعبر عن الهوية الإسلامية, إضافة إلى معايير الأغذية الحلال شرعاً وغيرها.

تهديدات تواجه مسلمي كينيا
لم تسلم الجالية المسلمة في كينيا من الحرب التي قادتها الإدارة الأمريكية على ما سمته "الإرهاب" حيث تعرض أفراد الجالية لحالة من التضييق الشديد من قبل السلطات الأمنية وأصبح كل مسلم في كينيا متهماً بـ"الإرهاب" أو التعاطف مع الجماعات المسلحة إلى أن يثبت العكس.
وفي الوقت نفسه يعاني مسلمو كينيا حملات مشبوهة تحركها أيد صهيونية من وراء الستار تستهدف في الأساس القضاء على السمات والأسس الراسخة في كيان المسلمين الكينيين، وتمارس جماعات ومؤسسات يهودية ترتدي ثوب النصرانية ضغوطاً على الجالية المسلمة من خلال الظهور بمظهر الجماعات الإغاثية أو المهتمة بالتنمية، بينما في حقيقتها تهدف إلى طمس معالم الشخصية المسلمة في كينيا.

الأكثر قراءة