29 عاما لم تنسني موقفا حنونا أدخل السرور في قلبي
الحديث مع رجل بقامة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الدويش المشرف على مؤسسة المربي الإسلامية يفتح آفاقا جديدة ويقدم نموذجا لنوعية رجل الدعوة الذي يحمل الهموم ويضع الحلول بعمق ويترك للآخرين النهل منها، هذا الحوار الذي بين أيديكم وإن كان عن جوانب من حياته الشخصية إلا أنه يكشف جوانب مهمة من مسيرته وأسلوبه في التعاطي مع أموره الخاصة، تعامله مع أسرته وأبنائه, وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار:
نود في البداية أن تعرفوا القراء بجانب من سيرتكم الذاتية؟
أنا أخوكم في الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الدويش ولدت بتاريخ 24/6/1383هـ والميلاد الرسمي في 1/7/1384هـ في محافظة الزلفي الولادة والنشأة إلى الرابع الابتدائي ثم انتقلت إلى الرياض فأكملت المتوسطة والثانوية في معهد إمام الدعوة العلمي، ثم انتقلت إلى كلية الشريعة، تخصص اقتصاد إسلامي ثم حصلت على البكالوريوس ثم حصلت بعدها بفترة على الدبلوم التربوي العالي ثم الماجستير والدكتوراة في طرق تدريس العلوم الشرعية.
لماذا توجهت للتدريس.. ومتى فكرت أن تتوجه للتعليم؟
كانت تراودني هذه الفكرة وأنا في المراحل الأخيرة من الجامعة، وكنت أشعر بأن التعليم يحقق رسالة، في بناء الأجيال والتربية، وهذا دفعني للتدريس طبعا درست في المعاهد العلمية، وباعتبار أنني تخرجت في كلية الشريعة وقبلها في المعاهد العلمية، فهذا فيه بعد شرعي، وباعتبار أنني خريج اقتصاد إسلامي فهو بعد آخر ولذلك كان التدريس عندي مزدوجا بين الرياضيات والعلوم الشرعية، وفيما بعد بقيت في العلوم الشرعية، ومكثت معلما ما يقارب عشر سنوات وبعدها تركت التدريس في المعهد.
المسار الذي أرسمه لنفسي
هل كان هذا حلم الطفولة؟
في الواقع كان المسار الذي أرسمه لنفسي هو مسار العلوم الشرعية على اعتبار النشأة، لأنني نشأت في أسرة محافظة وكان عندي توجه مبكر للقراءة والاهتمام بالعلم الشرعي.
ليتكم تحدثونا عن الوالدين رحمهما وتأثيرهما عليك وبعض المواقف التي لا تزال حاضرة في الذاكرة؟
الوالد، رحمه الله، لا أذكره لأنني كنت صغيرا جدا حين وفاته وربما لا أتذكره، والذي في ذاكرتي منه هو موقف واحد فقط، حينما كان قادما من الحج وأتذكر أن كان بحوزته حقيبة معدنية أظن لأنه توفي وأنا في السنة الثانية تقريبا من عمري لكن الوالدة رحمها عشت معها كثيرا، فهي لم تكمل عاما من وفاتها بعد، لكن الأثر الذي تركه الوالد في – في نظري- له جوانب عديدة، الجانب الأول أن والدتي كانت كثيرا ما تحدثني أن عندي خصائص من الوالد، رحمهما الله، الجانب الثاني أن والدتي كالناس فيما مضى يتزوجون مبكرين، وحينئذ يصبح لزوجها أثر كبير في بناء شخصيتها، فجزء كبير مما اكتسبته من شخصية والدتي هو من آثار الوالد، الأمر الثالث أنني عشت في رعاية أخوي الكبيرين بعدما مات الوالد رحمه الله، ولا شك أن كان للوالد أثر فيهما، فأشعر أنني اكتسبت شيئا قد لا أستطيع أن أحدده بصورة واضحة، لكن اكتسبت شيئا من الوالد بطريقة غير مباشرة، أما الوالدة فعشنا معها وقتا طويلا، غفر الله لها ورحمها وكانت حريصة جدا على الحفاظ علينا، على أخلاقنا على سلوكنا، وفي الوقت نفسه فيها عاطفة الأم فلا تواجهنا، وهذا جعلنا لا نعيش صراعات يومية يعني لا أذكر يوما من الأيام أن يكون حصل بيني أي مشاكل أنا وأخي الأصغر أو أننا واجهنا صراع مع الوالدة، لا في فترة المراهقة ولا الطفولة يعني كان الجو وديا وقلما تلجأ إلى عقابنا، ولا أذكر أنها عاقبتني عقوبة بدنية مع أن هذا اللون من العقوبة سائد عند هذه الفئة.
والحرص خاصة عندما انتقلنا إلى الرياض من الزلفي كنا في منطقة محافظة كانت دائما تسأل عن الأصدقاء والزملاء، وأذكر أنني خرجت في رحلة مع طلاب المعهد وأنا في المرحلة المتوسطة، ومعي أخي الأصغر- شفاه الله- فكانت تسألني كثيرا هل فيهم أحد يتعاطى التدخين؟ لا يصلي؟ إلى آخره.
وهذا الحرص ربما يشعر بعض الناس أنه غير كاف لكن كان يوصل إلينا رسالة جيدة، كذلك أتذكر أن الوالدة كانت تستبشر بما تراه من نشاطنا الدعوي والعلمي واعتنائها بأولادنا – أحفادها - كان يترك أثرا جيدا في نفوسنا.
قضية مهمة جدا
هل هناك موقف معين تذكره بالنسبة للوالدة رحمها الله؟
نعم من الأشياء التي أتذكر فيها الوالدة حينما أصل وحينما أعود من سفر، خاصة من خارج المملكة، كنت معتادا منذ أن أصل إلى المطار خارج المملكة أن أتصل عليها مباشرة وحينما أعود إلى المطار هنا أفعل مثل ذلك، ولأن هذه قضية مهمة جدا بالنسبة لها ويساورها القلق كثيرا عندما أسافر، وهي في الواقع تتمنى أن لا أسافر، أيضا كانت لا تحب أن تواجهنا بشيء نكرهه، وهي تشعر أن السفر فيه رسالة وأنه على خير، لكن أيضا في نفس الوقت لا تخفي قلقها وأحيانا تقول هذا الشيء، كلما وصلت اليوم إلى مطار وأنا أتصل بأولادي أتذكر الوالدة رحمها الله.
أذكر موقفا في بداية الزواج ونحن كنا نرتب الغرفة، فدخلت علينا ونحن ننظف الغرفة ونطيبها، كان أثر التفاعل عليها والدعاء، وأشعر أن جزءا كبيرا من النجاح الذي حصل ولله الحمد في حياتي الأسرية يعود إلى دعائها رحمها الله، وهذا الموقف الذي مر عليه الآن أكثر من تسع وعشرين سنة، ولا أزال أذكره حتى اللحظة.
حدثني عن حياتكم مع أبنائكم .. وأظن الجمهور بشوق ليأخذ لمحة عن تعامل التربوي الدكتور محمد الدويش مع أبنائه؟
أنا أشعر أن لدي تقصيرا كبيرا مع الأبناء وجزء منه يعود إلى شخصي وجزء منه يعود إلى الانشغال والنجاح الذي تحقق مع أبنائي أحيل جزءا كبيرا منه إلى زوجتي وفقها الله، تبذل جهدا كبيرا وتسد في الواقع فراغا كبيرا وأراحتني كثيرا في هذا الجانب، لكنني أقول دائما إن البيئة التربوية هي التي تترك أثرا أكبر من آلية التعامل مع المراهق، فمثلا أنا في كثير من المشكلات قلما أحتاج إلى صرامة وأواجه مشكلة لأن طبيعة العلاقة ودية، وهو أفضل ما حققته مع أبنائي، كذلك فأنا لا أتوتر في تعاملي معه، وقد تأتي مواقف لكن عندي عدد من أولادي إن لم يكن معظمهم لا أذكر أني عاقبتهم عقابا بدنيا، لم أحتج في يوم من الأيام إلى عقوبة بدنية، بل حتى التعنيف حتى لو حاولت أن أتذكر شيئا فهو نادر جدا، وأشعر – وأنا أقول دائما للآباء والأمهات – كثير من أمور حياتنا إذا أدرناها بهدوء يمكن أن نتجاوز كثيرا من المشكلات والأمور.
رغبات معينة
هل تتدخلون في القرارات التي يتخذونها في حياتهم .. واختيار التخصصات أو توجه معين لا يناسب جانبا تميلون إليه؟
هناك فرق بين المراحل فالذي في المرحلة المتوسطة قد يكون له رغبات معينة قد لا يكون ناضجا وواعيا لهذه القرارات وعادة في هذه الحالة أنا أنوب عنه في اتخاذ القرار وأقنعه، وغالبا ما تكون مسارات عامة لا تؤثر فيه كثيرا، لكن فيما بعد أترك لهم حرية الاختيار، فمثلا أبنائي ثلاثة دخلوا الجامعة: الابن الأكبر والبنت والأخيرة دخلت الجامعة هذه السنة، هم يختارون التخصص أحيانا قد لا أحتاج النقاش معهم وإذا احتجت فأتناقش معهم من خلال الدوافع لاختيار هذا التخصص، وهل تعتقد أنه سيخدم، وهل لديك القدرة على الاستمرار فيه، وإذا رأيت أنه محتاج اقترحت عليه بدائل أخرى وأعطيه المبررات وفي النهاية يتخذ القرار الذي يراه في هذا المجال.
مرحلة التدريس
عندي ضعف في الذاكرة عندي حرج كبير من بعض الناس الذين أقابلهم ويفترضون أني أعرفهم، أنا فرغت من كتابة كتاب لا يزال مسودة حتى الآن وينتظر إن شاء الله النشر بعنوان :"عشر سنوات معلما" وهو تدوين لتلك المراحل ومعظم التجارب التي مرت بي خلال فترة التعليم، وأكثر ما ركزت عليه هو النمو والتحولات التي مرت علي خلال هذه المرحلة، وأعتقد أن مرحلة التدريس كانت من أخصب المراحل التي مرت علي في عمري، وهي المرحلة التي بدأت فيها العطاء وخرجت فيها من إطار ضيق، لأنني عشت في قرية ثم حتى لما جئت الرياض كانت علاقاتي محدودة وهذا جعلني لا أعيش واقع المجتمع، لكن التدريس فتح لي أبوابا عظيمة جدا وقادني إلى تغيير كبير، سواء نتيجة التجربة أو النمو الطبيعي لي شخصيا.
بعض المواقف المحرجة والطريفة
المواقف كثيرة وهي تتنوع، أغلب المواقف المحرجة كانت في أوائل بداية التدريس لأن المعلم عنده قلق وذاكرته لا تزال، أذكر مثلا حينما بدأت التدريس وكان جسمي في ذلك الوقت أقل من أجسام عدد كبير من الطلاب الذين يتمتعون بأجسام عالية، فتعرضت أكثر من مرة لأن يوقفني حارس المعهد يعتبرني طالبا، ومرة من المرات وجه لي نصيحة، لأني كنت آتي أحيانا في منتصف الدرس الأول إن لم يكن عندي درس في الفترة الأولى، فوجه لي نصيحة : أنت كبير وعاقل لماذا تأتي متأخرا؟!، والموقف نفسه واجهني مع أحد المسؤولين في الجامعة، كنت أراجع في موضوع للمعهد فقال: الأخ طالب في ثالث ثانوي؟! أخذ أعلى ما يتوقع .. فقلت له: لا أنا مدرس، فاعتذر مني اعتذارا حارا، فقلت له الوضع طبيعي.
وأذكر مرة أن طالبا فيه شيء من البلاهة، لكنه كان طويل القامة فيمسح السبورة ويتم ذلك بوضع "المسّاحة" في أعلى السبورة، طبعا مضحك بالنسبة لي الموقف، إن عاتبته صارت مشكلة وإن حاولت أتطاول صارت مشكلة وإن أخذت كرسيا صارت مشكلة، فاستدعيته وطلبت منه أن ينزلها، وبعد فترة اكتشفت أن الطالب يتصرف بعفوية.
ومن المواقف التي أحرجتني كثيرا أن أحد الطلاب يتخلف كثيرا عن الدروس وينام ووضعه غير طبيعي، وقتها ما كان إعدادي التربوي يؤهلني للتعامل مع هذا النوع من الناس، كنا نتعامل مع مثل هذه المواقف بأساليب غير تربوية، وكان كثير الغياب، وأول زيارة للمشرف التربوي لي وهي زيارة مهمة حضر الطالب، وتضايقت كثيرا أن المشرف زارني في هذا الفصل وأن هذا الطالب كان موجودا، فنام أثناء الدرس ولولا أن المشرف يرى لما أيقظته، نام فأيقظته فنام مرة أخرى فأيقظته فنام وأيقظته وأوقفته فنام واقفا، قبلها طلبت من الطلاب يكتبون ولم يكن معه كراسة، قلت أخرج ورقة من أي دفتر آخر، فإذا به ليس معه أي دفتر آخر، قلت: خذ من زميلك، فجعلته يذهب إلى دورة المياه، والمشكلة أن الفصل قريب جدا من دورة المياه، وكنت أتمنى أن يتأخر، ولكنه عاد مبكرا على خلاف العادة ثم نام مرة أخرى، فانفعل المشرف وكنت أفترض أن أداء المشرف أفضل تربويا لكنه انفعل وعاتب الطالب، فصارت المشكلة الآن بينه وبين الطالب، وكنت أعتبر أن هذا محك لأدائي التقويمي، ربما لو كان المشرف غير موجود وقتها لكانت هناك وسائل أخرى للتعامل مع الموقف.
شريط "يا أبت" كان مؤثرا جدا وحقق نجاحا في أوساط الأسرة كيف ترى أثر ذلك؟
"يا أبت" له طبيعته الخاصة جاءت من هذه الفكرة، كنت أشعر أن هناك أخطاء من الآباء في التعامل مع الأبناء، فكونت مجموعة أفكار وقضيت وقتا أبحث عن المدخل المناسب لعلاج الموضوع، وكنت أشعر أنني بحاجة إلى مدخل غير تقليدي في هذا الموضوع، فآثرت أن يكون رسالة من الابن إلى الأب، طلبت من عدد من طلابي أن يكتبوا رسائل إلى آبائهم، وأثرت علي رسائل الذين تفاعلوا ممن يعيشون معاناة أصلا، وقطفت جزءا منها في المحاضرة، وكان لي زميل يدرس معي في مرحلة الدبلوم العالي فطلبت منه واستكتب مجموعة كبيرة من الطلاب، كان كثير من الكتابات شكلية لكن كانت هناك كتابات صادرة من معاناة فاستفدت منها أفكارا، وجزء منها أخذت مقتطفات منها وقدمتها أثناء المحاضرة، والواقع أنها كانت من أكثر المحاضرات انتشارا، وجزء من هذا سببه أنها أعدت بشكل جيد، وجزء منها كانت مكتوبة والكتابة تتيح لك التحكم بمستوى التأصيل للأفكار والتحكم بوقت المحاضرة، واللغة وغيرها كان لها أثر لكنها سببت لي حرجا عند الآباء، الحرج من ناحية أن الأبناء يسمعونها، ومن الناس من كان يقول مازحا أو جادا أنك سلكت علينا أولادنا، وفتحت أذهانهم على أشياء يجهلونها، وبعضهم يقول إن أبنائي كانوا يقولون لي عبارات وردت في الشريط، لكن في نظري أنها كانت تجربة من أفضل التجارب التي قدمتها، وطبعا طريقة الإخراج تعود إلى الإخوة في التسجيلات، وأنت لا تفهم دائما قيمة أفكار أو طريقتها وإخراجها إلا عندما تقرأها في ظل الوقت الذي صدرت فيه، وفي وقتها كان فيه تسويق جيد والطريقة من ناحية الإخراج والتسويق كان لها أثر.
أصبحت مشروعا
أصبحت التربية بالنسبة للدكتور محمد الدويش مشروعا بعد أن كانت اهتماما في البدايات.. حدثنا عن هذا التحول؟
صحيح، وهذه فعلا أصبحت مشروعا، وأنا أقول أهم شيء أن يتسق الإنسان مع المجال الذي يعمل فيه، والحمد لله على الأقل أنني وصلت إلى هذه المرحلة، من خلال تخصصي أولا، ومن خلال عملي الرسمي، ثم من خلال نشاطي الخارجي، نحن الآن نتحدث في مؤسسة المربي، وموقع المربي، والنشاطات الأخرى والمشاريع التي أعمل فيها هي في إطار التربية، بالإضافة إلى أن النشاط الإعلامي، وأصبح النشاط خارج نطاق التربية ضيق أو محدود أو لا يمثل شيئا رئيسيا، فيعيش الإنسان اتساق في طريقة تفكيره وتخصصه وهذا من أهم عناصر نجاح أي مشروع، أيضا من المهم وجود رؤية واضحة يريد أن يحققها الإنسان، وليست بالضرورة واضحة بشكل تفصيلي دقيق لأن الإنسان لا يستطيع أن ينبأ بالمستقبل، لكن يكون هناك مسار واضح معين، ماذا نريد أن نحقق وماذا نريد أن نقدم، وهذا يوجه طاقة الإنسان بشكل مميز.
بالنسبة للمشايخ والأساتذة الذين درسوكم في هذه المرحلة من تذكرون منهم؟
دعني أبدأ من المرحلة الابتدائية الذين كان لهم أثر علي رجلان، الأول توفي رحمه الله شخص يقال له السلمان، درسني في المراحل الأولية، وكان رجل فيه صلاح وخير وفي نفس الوقت عنده قدر جيد من العلم، فترك أثرا كبيرا جدا وكنا لا نعرف إلا هو مرجعا فكنا نصلي معه الجمعة في مسجد القرية، فالصوت الذي كنا نسمعه كان صوته، ثم لما انتقلت إلى الرياض درسني أستاذ آخر ولا يزال أسأل الله أن يمد في عمره على خير، ودرست عددا من أبنائه فيما بعد، وكان له أثر كبير جدا علينا وكان مكفوف البصر، وهو الشيخ عبد العزيز الربيعة.
وفي أواخر المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة, وفقنا الله عز وجل بشخص كان يدرسنا القرآن في المسجد، وأتممنا عليه حفظ القرآن والواقع أن له أثرا كبيرا جدا علينا في أخلاقه وسمته وتقربه منا، وكذلك كان له دور في الاستمرار في وقت كانت فيه الحلقات ضعيفة وقليلة.
ثم في المعهد العلمي من أبرز من كان لهم أثر، الشيخ أحمد المنصور ولا يزال حيا، ودرسني خمس سنوات، وهو رجل أعطاه الله عز وجل الصلاح والتقوى والورع والعلم، وأيضا درسنا ممن كان له أثر الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله، وبالذات في مجال العقيدة والتوحيد، وكذلك ممن أثر في الشيخ محمد المعيوف درسني ثم زاملته وكان مكفوف البصر لكن كان فيه عبادة وصلاح وعلم.
والزملاء من تتذكرون منهم؟
المشكلة أننا قد ننقطع عنهم وممن أذكره الدكتور محمد السبيهين وهو الآن عميد كلية اللغة العربية في جامعة الإمام وقد زاملنا في المتوسطة ثم في الجامعة لكن له تقدير، والدكتور خالد المقرن زاملني في المعهد ثم في الكلية وهو الآن وكيل جامعة الإمام، والدكتور عبد الله التويجري وهو الآن عميد مركز دراسة الطالبات في جامعة الإمام وهناك قدر من الصداقة بيننا قديم من أيام المعهد، أيضا الشيخ عبد العزيز المزيد وهو يدرس في التعليم العام وله مصحف مرتل وبيني وبينه صداقة ما زالت، وهو أكثر مني برا بالصداقة ووفاء وتواصلا، فدرست أنا وإياه وكنا أصدقاء الطفولة ثم المراهقة، ثم درس بعض أبنائي، ولا تزال الصداقة بيتا متصلة مع أن بره واهتمامه أكبر.
الدكتور خالد الخشلان عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة، الدكتور راشد العليوي عضو هيئة التدريس الآن في جامعة القصيم، والواقع أن الأصدقاء يتنوعون بتنوع المراحل وربما بعض هؤلاء قد لا يلتقي بهم الإنسان إلا قليلا لكنه قد لا ينساهم.