البحرين توقع اتفاقية مع إيران لاستيراد الغاز الطبيعي

أبرمت البحرين وإيران في المنامة أمس، اتفاقية إطارية لاستيراد الغاز الطبيعي الإيراني لسد الاحتياجات والأغراض الصناعية البحرينية، وسط تفاؤل الجانبين بإتمام المفاوضات وتوقيع الاتفاقية النهائية، بعد أن تم في محادثات أمس تحديد حقل فارس الجنوبي لتصدير الغاز الإيراني إلى البحرين.
وعلمت "الاقتصادية" أن الجانب الإيراني تعهد لنظيره البحريني بأن تكون المنامة أول المستفيدين من زيادة إنتاج حقول الغاز الإيرانية التي يتم السعي لرفعها من 350 مليون إلى مليار متر مكعب يوميا.
وكان الجانبان عقدا خمس جولات تفاوضية أفضت لتوقيع مذكرة تفاهم في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، وأوضح الدكتور عبد الحسين ميرزا وزير شؤون النفط والغاز البحريني في مؤتمر صحافي بعد محادثات مغلقة مع نظيره الإيراني، أن المناقشات تناولت سير مفاوضات استيراد مليون متر مكعب من حقل فارس الجنوبي الذي يعد أكبر حقل غاز في العالم، لافتا إلى أن توقيع الاتفاقية الإطارية يعد إحدى مراحل التفاوض، على أن يبدأ في مرحلة لاحقة المفاوضات الفنية والتجارية تمهيدا للاتفاق النهائي.
وقال ميرزا خلال كلمته في افتتاح أعمال المحادثات "إن أكثر ما تحتاج إليه منطقتنا ودولنا في الوقت الراهن هو الاستقرار والازدهار، وهو ما لا يتحقق إلا من خلال منظومة متكاملة وقوية أساسها التعاون وتبادل المصالح وإقامة مشاريع مشتركة تصب في مصلحة شعوب المنطقة"، مضيفا "أن القيادة السياسية في البلدين تحمل عنوانا ورسالة واحدة قائمة على ضرورة تعزيز ودعم التعاون بين الجانبين".
وأمل الوزير البحرين أن تسفر زيارة نظيره الإيراني عن إعطاء دفعة أخرى قوية للتعاون بين البحرين وإيران في مجال استيراد الغاز الطبيعي، معربا عن أمله ـ كذلك ـ في تدخل الوزير الإيراني دائما "متى كان ذلك ضروريا لإعطاء الدفعة القوية والمناسبة لإتمام اتفاق تصدير الغاز إلى البحرين".
وأبدى تفاؤله ـ بعد توقيع الاتفاقية الإطارية ـ في الشروع في اتخاذ خطوات عملية جادة وشريعة لإنجاز هذا المشروع الحيوي وتحقيق طموحات قيادتي البلدين، مؤكدا أن التعاون في مجال استيراد الغاز الطبيعي هو بداية لتعاون أوثق في المجالات الاستثمارية والاستفادة من الخبرات المشتركة في تطوير "صناعتنا النفطية"، وأن يكون هذا التعاون "باكورة تعاون استثماري مشترك بين دول مختلفة يعود بالنفع على شعوب المنطقة بالخير والمنفعة".
من جانبه أعتبر غلام حسين نوزري وزير النفط الإيراني، مذكرة التفاهم التي تم إبرامها العام الماضي مدخلا جادا للمفاوضات، مشيرا إلى أن المحادثات تم خلالها تحديد الحقول التي سيتم عبرها تصدير الغاز الطبيعي إلى البحرين، "وهو حقل فارس الجنوبي الذي يعد أكبر حقل في العالم".
واعتبر أن المحادثات تحرز تقدما، بما في ذلك الجولات التي يعقدها الخبراء والفنيون في كلا البلدين، "واليوم وصلنا لمرحلة متقدمة بتوقيع الاتفاقية الإطارية"، منوها لبحث عدة خيارات بشأن استثمار الجانب البحريني في حقل الغاز الإيراني أو تأسيس شركة في هذا الشأن لاستيراد الغاز من إيران.