حداثة وأصالة

حداثة وأصالة

تأليف رياض عصمت، من إصدار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، نقرأ من الكتاب: نجيب محفوظ حداثته في أصالته أشعر أن شهادتي في نجيب محفوظ ستكون مجروحة إلى حد ما، لأن إعجابي به بدأ مبكرا جدا منذ مستهل حياتي وتجربتي الأدبية، إذ بدأت بقراءته منذ أواسط الستينيات من القرن الـ20، وتأثرت به تأثرا غير مباشر، وكأنه كان يشكل لي تحديا وإلهاما في الوقت نفسه، وقد عبرت عن ذلك صراحة في عديد من المقابلات، إذ كنت كلما أنهيت قراءة رواية له في مطلع حياتي الأدبية، أجد نفسي أكتب قصة قصيرة أو أكثر. الغريب أن إعجابي بمحفوظ لم يفتر، ورأيي في إبداعه لم يتغير على مر السنين. لذلك، أصدرت عنه كتابي النقدي (نجيب محفوظ: ما وراء الواقعية) في عام 1997، وحمله إليه الصديق المشترك جمال الغيطاني، ليقرأه له مع مجموعة من تلامذته ومحبيه، هدية غير متوقعة في عيد ميلاده الـ85، وكان ذلك مبعث سرور له.. أثلج صدري كثيرا، أنا الذي لم ألتق به في حياتي قط. والواقع، أنني كنت أفوت الفرصة تلو الأخرى، رغم دعوات الأصدقاء، لأنني كنت أود الاحتفاظ بالهالة السحرية لتلك القامة الفارعة في أدبنا الحديث، التي لم أكن أرغب في أن أراها وقد عصفت بها رياح السنين، وناء كاهلها بسبب وهن الشيخوخة.

الأكثر قراءة