مستثمرو وادي السليكون يتجهون نحو التلال هربا من أزمة الأسواق

مستثمرو وادي السليكون يتجهون نحو التلال هربا من أزمة الأسواق

كان الانهيار في أسواق الدين يرسل رعشة عبر أرجاء وادي السليكون منذ أواخر الشهر الماضي، محدثاً التوقعات بتخفيضات حادة في النفقات في شركات التكنولوجيا الناشئة في المنطقة، والمتفائلة في العادة.
سينتهي الأمر بعديد من الشركات التي ظهرت خلال الطفرة الأخيرة في إنشاء الشركات، وهي "تتناثر على ألواح الزجاج الأمامية، وشبكات أنابيب التدفئة، ويتم نسيانها"، حسبما قال مايكل مورتيز، وهو شريك لدى سيكويا كابيتال، ومن أوائل مساندي جوجل وياهو. إن لتوقف أسواق الدين تأثيراً قليلاً مباشراً في شركات التكنولوجيا الناشئة، لأن القليل منها يعتمد على الدين لتمويل نفسها.
وعلى أية حال، فإن التأثيرات غير المباشرة تتحرك فعلياً خلال النظام البيئي المالي لـ "الوادي"، الذي يمتد إلى أبعد من رأسماليي المشاريع الاستثمارية، الذين يشكلون الوجه العلني لتمويل الشركات الناشئة، الذين ما زال لديهم اكثير من الأموال التي يمكنهم استثمارها.
وعند النهاية الأولى للطيف، فإن الجفاف الذي امتد عاماً كاملاً في السوق للاكتتابات العامة الأولية أصبح أكثر قسوة في اللحظة ذاتها التي كانت تأمل فيها الشركات الناشئة، ومؤيدوها، أن ينتهي هذا الجفاف.
ولن تكون هناك "اكتتابات عامة أولية، وقليل من عمليات الدمج والاستحواذ، أو أنها ستكون غير موجودة على الإطلاق"، نتيجة جيشان السوق الأوسع نطاقاً، حسبما قالت تيريزا غواو رانزيتا، الشريكة لدى "اكسل بارتنرز".
إن الشركات التي اضطرت فعلياً إلى تأجيل الخطط المتعلقة بالاكتتاب العام الأولي، ستبقى الآن مهجورة "لستة أشهر، وربما لعام"، حسبما قال مساعد مالي آخر محنك في "الوادي". كما أن المصادر الخارجية الأخرى للأموال كانت تجف أيضاً.
أصبحت شركات الأسهم الخاصة، وصناديق التحوط، مستثمرين كباراً في المرحلة الأولى لشركات التكنولوجيا خلال الطفرة، ولكنها انسحبت فعلياً خلال العام الماضي عندما انتشرت الاضطرابات في أسواق الدين. وقال مورتيز: "إن لم تذهب فعلياً، فإنها ستفعل ذلك قريباً".
وفي النهاية الأخرى من الطيف، من المحتمل أن يقوم المستثمرون الممولون – أفراد من القطاع الخاص يضعون في بعض الأحيان الأموال الأساسية في المشاريع الاستثمارية الناشئة – بتخفيض نشاطاتهم بحدة لأنهم يعانون الخسائر في أماكن أخرى، حسبما قال روجر مكنامي، مؤسس "اليفيشين بارتنرز".
وسيتم لمس خسارة أولئك الممولين بشكل أعمق مما يدرك كثيرون في "الوادي"، لأنهم أصبحوا المصدر الرئيس للسيولة للمشاريع الاستثمارية الجديدة، حسبما أضاف مورتيز. في غضون ذلك، فإن هبوطاً حاداً متوقعاً في الدورة الاقتصادية نتيجة أزمة الدين، دفع فعلياً بعض رأسماليي المشاريع الاستثمارية إلى النظر ببرود إلى الشركات التي ربما لن تنجو في محافظهم. وقال مورتيز: "من الواضح للغاية أن الطلب سيتراجع بصورة موسعة لكل شركة – ولن يهم ما إذا كنت تبيع إلى زبائن أو شركات".
وقال أندريه ستافروبولوس، المدير العام لـ "درابر فيشر جورفيتسون"، إن الهزة المقبلة بنهاية طفرة الإنترنت، رغم أن تلك كانت "نسخة أكثر تضخماً من الالتفافات التي نشهدها الآن".
وقال ستافروبولوس: "يجب أن تكون موضوعياً للغاية، وتنظر إلى محفظتك بأكملها. وإذا لم تكن الشركات تحقق أهدافهم، يجب أن يقولوا (أليس من الأفضل أن نصرف الوقت في تنفيذ شيء آخر). وستكون تلك الضغوط ملموسة أكثر بين جيل "الشبكة 2.0" من شركات إنترنت المستهلك، التي كانت تأمل معظمها في أن تدعم نفسها بالإعلانات. رغم أنهم يتوقعون أن يستمر التحول الأطول أمداً للإعلان على الإنترنت"، إلا أن خبراء المال في "الوادي" يستعدون لهبوط دوري سيضرب في اللحظة ذاتها التي يتم فيها التشكيك بنماذج عمل شركات الشبكة 2.0.
وقال مكنامي: "لدينا جميعاً آمال كبيرة إزاء فضاء المحتوى الذي يولده المستخدم، ولكن يتبين أنه ليس مهماً للغاية على الصعيد الاقتصادي". ويضيف: "إن جميع عوائد الشبكة 2.0 تشكل تقريباً نحو مليار دولار من العوائد في العام الخامس. وناضلت الشبكة من أجل إخراج شركات ذات معنى منذ جوجل". في الوقت ذاته، فإن عديدا من الشركات الناشئة في "الوادي" تعزي نفسها بناحية من أكثر النواحي استدامة من تحويل الذات إلى أسطورة: أن معظم الشركات الأكثر نجاحاً تشكلت في الغالب خلال الهبوط. غير أنه سيكون عزاء محدوداً للغاية على أية حال، لخشيتها من ألا يستطيع عدد أكبر من الشركات أن ينجو.

"فاينانشيال تايمز" خاص بـ "الاقتصادية"

الأكثر قراءة