الدولار مهدد بفقدان عرشه كعملة أكثر استقرارا في العالم

الدولار مهدد بفقدان عرشه كعملة أكثر استقرارا في العالم

يقدر الخبراء أن الولايات المتحدة وحدها تستهلك أكثر من 25 في المائة من إنتاج النفط العالمي في نشاطاتها الصناعية وكوقود للسيارات ولأغراض التدفئة، إلا أنها تسيطر على أقل من 3 في المائة منه.
يؤكد الكتاب أن هذا النمط غير المتوازن والذي تنتج عنه فجوة بين الإنتاج والاستهلاك يتيح للحكومات الأجنبية والقادة السياسيين الفاسدين والمنظمات الإرهابية وشركات النفط العالمية أن تضع الاقتصاد الأمريكي ومصير المواطنين الأمريكيين في قبضة يدها، ولا يوجد دليل على هذا أكبر من العلاقة المباشرة بين الارتفاع الكبير لأسعار النفط وتدفق الثروات على من يتحكمون في الإنتاج العالمي من النفط ويمتلكون احتياطا نفطيا كبيرا.
يتضح هذا الأمر في أن ارتفاع أسعار النفط ينعكس بصورة فورية وأكيدة على أسعار معظم السلع والخدمات، لتأثيره على الأنشطة التجارية والصناعية وأسعار النقل والمواصلات.
يستعرض الكتاب الاستنتاجات التي توصل إليها سابقا الدكتور توماس جولد، وهو أستاذ في جامعة كونيل، في كتابه "أسطورة الوقود الحفري" الذي نشر عام 1998.
تتلخص نظرية دكتور توماس في أن النفط والفحم والغاز الطبيعي ليست ناتجة عن تحلل الحفريات والغابات في عصور ما قبل التاريخ، وبالتالي هي ليست موردا غير متجدد للطاقة، على خلاف ما اعتقده الناس منذ عشرات السنين، وإنما يؤكد الدكتور جولد أن النفط هو ناتج بيولوجي لتفاعلات بيوكيماوية مستمرة في أعماق الأرض، والذي تدفعه بالقرب من سطح الأرض القوة الطاردة المركزية لدوران الأرض، ما يجعله موردا لا ينضب من الطاقة، وبالتالي لا يوجد داعٍ للمخاوف العالمية من نضوب النفط ووجوب إيجاد مصدر آخر بديل متجدد للطاقة للاعتماد عليه في حال نفد النفط أو ندر إلى حد ترتفع معه أسعاره إلى أرقام خرافية.
يستكشف الكتاب السياسات المحلية والعالمية لإنتاج واستهلاك النفط بما فيها الثروة والهيمنة التي تحظى بها كبار الدول المنتجة للنفط، ويقدم آراء جديدة فيما يتعلق باستهلاك النفط والاعتماد عليه وتوافره.
كما يقدم الكتاب عرضا لسيطرة أسعار النفط على اقتصاديات العالم، ويصف الجهود الحكومية الرامية إلى الحفاظ على احتياطي النفط الواقع تحت سيطرة الولايات المتحدة بقلة البصيرة.
يستعرض الكتاب تاريخ الربط الخطير لعملة الدولار بالمعادن الثمينة النادرة كالذهب، كما يتناول الدمار الذي قد يلحق باقتصاد الولايات المتحدة إذا ما قررت دول الشرق الأوسط الاستمرار في خططها الحالية الرامية إلى جعل اليورو هو العملة الرسمية للتعاملات التجارية الخاصة ببيع وشراء النفط بدلا من الدولار. يؤدي هذا الأمر إلى تعرض الدولار لهزة كبيرة جدا في الوقت الحالي الذي نجد فيه أن تهديد اليورو للدولار متزايد بشكل يعرض الدولار لفقدان عرشه الذي اعتلاه منذ عشرات السنوات كالعملة الأولى والأكثر استقرارا في العالم.

الأكثر قراءة