الأسهم الخليجية تنتكس بعد رفض الكونجرس خطة الإنقاذ المالي
فاقمت أسواق الأسهم الخليجية من خسائرها لليوم الثالث على التوالي أمس بعد صعودها القياسي مطلع الأسبوع, وتفاعلت الأسواق سلبا مع رفض الكونجرس الأمريكي الموافقة على خطة وزير الخزانة لإنقاذ المؤسسات المالية المتعثرة من خلال ضخ 700 مليار دولار.
واقتفت الأسواق الخليجية أثر الأسواق الدولية التي سجلت انخفاضات قوية, وبددت سوق دبي المالية كامل المكاسب التي حققتها الأحد الماضي, التي بلغت 10 في المائة, حيث سجلت في جلسة أمس أكبر انخفاض بنسبة 4 في المائة, وكانت قد فقدت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين أكثر من 6 في المائة.
وحلت سوق الدوحة في المرتبة الثانية بانخفاض 3.7 في المائة وسوق أبو ظبي 2.3 في المائة وسوق الكويت 0.68 في المائة بعدما تمكنت من تقليص كثير من خسائرها التي بلغت 2 في المائة, وانخفضت سوق مسقط 1.7 في المائة وكانت سوق البحرين أقل الأسواق خسارة بانخفاض أقل من ربع في المائة.
ووفقا للمحللين والوسطاء فإن ترقب حركة الأسواق المالية وتفاعلات الأزمة المالية لا يزال يخيم على الأسواق الخليجية التي باتت أكثر ارتباطا بالأسواق الدولية في الوقت الذي فقدت فيه الثقة تماما بعودة النشاط إلى الأسواق في ظل بقاء محافظ الاستثمار المحلية الخاصة وشبه الحكومية خارج السوق في حالة ترقب لحركة الاستثمارات الأجنبية.
وشهدت سوق دبي مع بداية افتتاحها عمليات بيع مكثفة طالت جميع الأسهم المتداولة, التي سجلت جميعها هبوطا 25 شركة من دون ارتفاع لسهم واحد, وسجلت الأسهم القيادية كافة وفي مقدمتها الأسهم الثلاثة الثقيلة "إعمار", "الإمارات دبي الوطني", و"دبي الإسلامي" تراجعات قوية.
وانخفض سهم "إعمار" بنسبة 3.7 في المائة إلى 7.22 درهم ووصل إلى أدنى سعر 7.03 درهم, وخفض تقرير لـ "كريدي سويس" تقييمه سهم "إعمار" من 15 درهما إلى 9.25 درهم وأرجع السبب إلى تباطؤ النمو العقاري في دبي وانخفاض القيمة السوقية لشركتين تابعتين لـ "إعمار" هما "إعمار المدينة الاقتصادية في السعودية" و"أملاك للتمويل في الإمارات" في حين انخفض سهم "الإمارات دبي الوطني" 4.8 في المائة إلى 8.40 درهم و"الإسلامي" 7.1 في المائة إلى 5.35 درهم.
لكن لوحظ أن سهمي "أملاك" و"شعاع كابيتال" سجلا تراجعات حادة بنسبة 11 في المائة للأول إلى 3.10 درهم و11.4 في المائة للآخر إلى 3.95 درهم, وأفادت أنباء عن تحقيقات تجريها سلطة دبي للخدمات المالية مع شركة شعاع بشأن مخالفات شراء أسهم "موانئ دبي" حيث كانت "شعاع" أحد مديري الاكتتاب الذي جرى قبل عام لإدراج سهم "موانئ دبي" في بورصة دبي الدولية
وجاء الهبوط في سوق العاصمة أبو ظبي بالحدة نفسها بضغط من تراجع قطاع الاتصالات بقيادة سهم "الإمارات للاتصالات" الذي انخفض 3.2 في المائة إلى 16 درهما حيث تفاعلت السوق سلبا مع صفقة استحواذ الشركة على 45 في المائة من شركة الاتصالات الهندية بقيمة 900 مليون دولار.
كما ضغطت أسهم العقارات والطاقة على مؤشر السوق الذي انحدر دون 3.900 نقطة, حيث انخفض سهم "الدار العقارية" 1.1 في المائة إلى 7.75 درهم و"صروح" 1.6 في المائة إلى 6.04 درهم و"دانة" 1.3 في المائة 1.32 درهم, في حين خالف سهم "ميثاق" مسار السوق مرتفعا بنسبة 5 في المائة إلى 7.95 درهم بعدما تصدر قائمة الأسهم النشطة بقيمة 120.8 مليون درهم من إجمالي 537.6 مليون درهم
كما منيت سوق الدوحة بخسائر فادحة هي الأخرى بضغط من انخفاض قوي من الأسهم الثقيلة كافة, وهو ما أثر في جميع الأسهم المتداولة, حيث تراجعت أسعار 37 شركة مقابل ارتفاع أربع شركات فقط وانخفضت أحجام وقيم التداولات إلى النصف بقيمة 410.2 مليون ريال من تداول 8.6 مليون درهم.
قاد سهم "صناعات قطر" حركة الهبوط القوية للمؤشر الذي بات يختبر مستوى 9.000 نقطة وانخفض السهم بنسبة 3.3 في المائة إلى 135.80 ريال, كما سجلت أسهم البنوك كافة انخفاضا قويا أيضا بواقع 5.1 في المائة لسهم البنك التجاري إلى 99.60 ريال و4.4 في المائة لبنك الدوحة إلى 57.50 ريال والريان 3.6 في المائة إلى 18 ريالا, وعلى العكس ارتفع سهم "العامة للتأمين" من بين الأسهم الأربعة الصاعدة بالحد الأعلى 9.1 في المائة 12 ريالا.
نجحت البورصة الكويتية في تقليص كثير من خسائرها التي تجاوزت 2 في المائة بدعم من عدد من أسهم التأمين وعدد من الأسهم القيادية التي حولت مسارها من الهبوط إلى الاستقرار أو الارتفاع الطفيف وسط تداولات لا تزال ضعيفة لليوم الثاني على التوالي بقيمة 91.5 مليون دينار.
سجلت أسهم ثقيلة قيادية بحجم "بيت التمويل الكويتي" انخفاضات قوية بنسب 3.4 في المائة إلى 2.260 دينار و"زين" 5 في المائة إلى 1.520 دينار في حين تمكن سهما "الكويت الوطني" و"الكويت التجاري" من تحويل مسارهما من الانخفاض إلى الاستقرار من دون تغير حيث أغلق الأول عند 1.720 دينار والآخر إلى 1.220 دينار, في حين ارتفع سهم "دبي الأولى" 5.4 في المائة إلى 0.485 دينار مع إعلان الشركة تغطية الاكتتاب بزيادة رأسمالها في أسبوعين واقترابها من الاستحواذ على شركة الواجهة المائية الأولى.
كما استمر التراجع في سوق مسقط, حيث تخلى المؤشر عن مستوى 8.500 نقطة, وتراجعت أسعار 31 شركة مقابل ارتفاع أسعار خمس شركات فقط, وانخفضت قيم وأحجام التداولات إلى 6.3 مليون ريال من تداول 8.3 مليون سهم.
سجل سهم بنك مسقط الأنشط بتداولات قيمتها 1.8 مليون ريال انخفاضا بنسبة 2.9 في المائة إلى 1.127 ريال, ولم يفلح إعلان البنك عدم وجود استثمارات له تتعلق بأزمة الرهن العقاري كما لا يمتلك استثمارات مع بنك ليمان براذرز في وقف الهبوط المتواصل للسهم.
كما انخفضت الأسهم القيادية كافة نتيجة ضغط عمليات البيع المكثف, حيث انخفض سهم "عمانتل" 1.8 في المائة إلى 1.957 ريال و"جلفار" 1.3 في المائة إلى 1.421 ريال.
جاءت سوق البحرين أقل الأسواق الخليجية خسارة بأقل من ربع في المائة بدعم من ارتفاعات لأسهم البنوك وإن واصلت قيم وأحجام التداولات انخفاضها إلى 456.1 ألف دينار من تداول 890.2 ألف سهم.
واصل سهم بيت "التمويل الخليجي" تسجيل انخفاضات حادة بنسبة 3.8 في المائة إلى 2.750 دولار والبنك البحريني السعودي 1.3 في المائة إلى 0.146 دينار, والأهلي المتحد 0.97 في المائة إلى 1.020 دولار, ومصرف السلام 0.94 في المائة إلى 0.210 دينار.
وارتفع سهم "الأثمار" 1.6 في المائة إلى 0.600 دينار وسجل سهم "البحرين الوطني" أعلى ارتفاع بنسبة 4.8 في المائة إلى 0.818 دينار بدعم من إعلان البنك رفع رأسماله من خلال إصدار 129.6 مليون سهم بسعر 645 فلسا (بقيمة اسمية 100 فلس للسهم الواحد), وذلك على أساس حقوق الأفضلية للمساهمين الحاليين بنسبة سهم واحد لكل ستة أسهم مملوكة، بما يعادل مبلغاً وقدره 83.6 مليون دينار بحريني وزيادة رأسمال البنك المصرح به من 100 مليون دينار بحريني (1.0 مليار سهم بقيمة 100 فلس للسهم الواحد) إلى 150 مليون دينار بحريني (1.5 مليار سهم بقيمة 100 فلس للسهم الواحد) وتأتي هذه الزيادة في رأس المال ضمن خطط البنك الاستراتيجية الهادفة إلى التوسع في مجالات التمويل والاستثمار المتعددة.