أسهم النفط .. مكاسب كبيرة ومستقبل غامض

أسهم النفط .. مكاسب كبيرة ومستقبل غامض

متابعو سوق الأسهم والصناديق الاستثمارية التبادلية اتجهت أنظارهم في الآونة الأخيرة إلى مجال لم يعهدوه من قبل .. سوق النفط. وإذا كان من أول عناصر جذب المستثمرين تحقيق معدلات أرباح عالية والاستمرار فيها لوقت معقول، فإن صناديق الاستثمار التي تركز على النفط والموارد الطبيعية المماثلة حققت نجاحات ملموسة ومكاسب كبيرة وذلك للعام الثالث على التوالي.
لكن هناك عددا قليلا حقق مثل ما حققه دان رايس الذي يدير صندوق "بلاك روك جلوبال ناتشورال بيسورسس"، أو بما يمكن ترجمته "صندوق الصخرة السوداء العالمي للموارد الطبيعية"، ويبلغ حجم الأموال التي يتعامل بها 1.1 مليار دولار، فقد حقق عائدا بلغ 60 في المائة عام 2003، و47.6 في المائة العام الماضي، و53 في المائة في الوقت الذي مضى من هذا العام.
ولرايس رسالة بسيطة ومختصرة حول الأسهم في سوق النفط: لا تنزعجوا، فهناك المزيد من الفرص المستقبلية.
وبما أن الناس يتذكرون فقاعة أسهم الشركات العاملة في ميدان التقنية وانفجرت فيما بعد، فالخوف من تكرار التجربة بالنسبة للأسهم في ميدان الطاقة، لكن رايس يقول إن هناك فرقا كبيرا، فحساباته لا تقوم على سعر البرميل أو السهم اليوم، وإنما يأخذ هذا كمؤشر على المدى البعيد لتكلفة الصناعة النفطية نفسها ومقارنته بما يدور في سوق التعاقدات المستقبلية حيث يكون التسليم للشحنات بعد سنوات.
الأسواق المستقبلية بالنسبة للنفط شهدت نموا منذ أكثر من عقدين من الزمان. وفي البداية تعامل معها الجميع بشيء من الاستخفاف وعلى أساس أنها نوع من المغامرة، وبالتالي كان عدد الشركات العاملة فيها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، والمبالغ المتداولة فيها في حدود بضع ملايين دولار.
حاليا تغير الوضع وبصورة جذرية، إذ ارتفع عدد الشركات وبيوت السمسرة إلى المئات، كما أن حجم المبالغ المتداولة وصل إلى تريليونات الدولارات.
أسعار أسهم شركات النفط التي يتم تداولها حاليا على أساس أن سعر البرميل سيكون في حدود الأربعينات بالنسبة للبرميل، ويمكن أن يحقق تحسنا بنسبة 40 في المائة فيما إذا صعدت الأسعار إلى أعلى، والشيء نفسه يحدث للأسهم المتعلقة بالفحم والغاز.
لكن تبقى الحقيقة وهي عدم معرفة أحد بالضبط ماذا يمكن أن يحدث للأسعار على المدى البعيد، بل وأهم من ذلك رؤية ومشاعر المستثمرين تجاه أسهم الطاقة ووضعها المستقبلي، فالسجل التاريخي يشير إلى تأثير مثل هذه الانطباعات على أداء الأسهم.
فإذا ظلت النظرة وردية بقيت الأسعار في معدلاتها العالية، وإذا ظللتها سحابات من الشك والقلق تراجعت إلى معدلات دنيا كما كان شأنها لفترة طويلة من الزمن، وبما أن أسعار الطاقة ظلت عصية على التوقع بصورة أكثر تحديدا، فإن الانطباعات العامة تكتسب أهمية إضافية.

الأكثر قراءة