«العودة إلى الديار» .. حنين الإنسان والحيوان

«العودة إلى الديار» .. حنين الإنسان والحيوان
«العودة إلى الديار» .. حنين الإنسان والحيوان

يذكرنا فيلم A Dog’s Way Home بمقولة "التاريخ مليء بالأحداث التي أثبتت فيها الكلاب وفاءها على خلاف بعض البشر"، التي انبثقت مع غيرها من العبارات الشهيرة من وقائع ملموسة حول وفاء الكلب الذي يظهر محبته وولاءه لصاحبه أكثر من بعض البشر، ولقد كثرت الأفلام السينمائية التي تتناول هذا الموضوع نظرا إلى الحكمة التي يغرسها في عقول المشاهدين، لكن فيلم A Dog's Way Home جاء ليقدم فكرة وفاء الكلب بطريقة معبرة واستثنائية، ولم تقتصر الرسالة على القصة بل جاءت تعابير الكلبة نفسها مميزة وفيها كثير من الأحاسيس والتعبيرات الشاعرية. ويقدم الفيلم مساحة درامية لافتة ليست حصرا على محبي هذا النوع من الأفلام، ولا سيما أنه من الأفلام العائلية، الذي يقدم دروسا في قيمة الترابط الانساني والتضحية.

الثروة الحيوانية في خطر
بدأ الفيلم في مشكلة الثروة الحيوانية، حيث تحاول السلطات أن تهدم مخبأ للقطط والكلاب من أجل بناء مشروع سكني، وفي هذا الوقت يحاول لوكاس - يؤدي دوره جونا هاور كينج - أن ينقذها، ويبلغ جمعية الرفق بالحيوان، وأثناء تفقد تلك الحيوانات الأليفة ظهرت كلبة أليفة وأخذت تلاعب لوكاس وصديقته بكثير من المرح، وفي هذه اللحظات قرر لوكاس أخذها إلى منزله رغم اعتراض صاحب المنزل على تربية الكلاب في شقته، ولقد كان هذا الأمر شرطا في عقد الإيجار، إلا أن لوكاس أصر على تربية الكلبة بيلا - تؤدي صوتها بريس دالاس هوارد - وبدأت تتوطد العلاقة منذ تلك اللحظة إلى أن أصبحت "بيلا" الرفيق الدائم والأساسي للوكاس.
لقد كانت فكرة الكلبة تتكلم معبرة جدا ولا سيما أن تعابير وجهها كانت تساعدها على أسر المشاهد واستعطافه، فتغمض عيونها عندما تحزن وتفتحها عندما تفرح، وفي كلتا الحالتين كانت أدوارها أكثر من رائعة. عاشت "بيلا" حياة مثالية مع لوكاس الذي كان يداعبها باستمرار، علمها كيف تلعب وكيف تنام وكيف تأكل، وفي مشهد يجسد تعلم الكلب إثر التكرار كان لوكاس في كل ليلة قبل أن تنام "بيلا" يطعمها قطعة صغيرة من الجبنة، وتغط في سبات عميق بعدها.

خطر يدهم «بيلا»
وفي أحد الأيام وجدت الشرطة هذه الكلبة في الشارع وتوعدت لوكاس أنه إذا ما تمت رؤيتها تتجول مجددا فسيتم القبض عليها لأنها تشكل خطرا على البشرية، والطريقة الوحيدة لحمايتها هي أن تبقى داخل المنزل ولا تخرج بتاتا.
وأدرك لوكاس أنه لا بد من تدريبها على الهرب عند سماعها عبارة "عودي إلى المنزل". وحصل أن تجول لوكاس بصحبة "بيلا" والتقيا الشرطة، فأمرها بالهرب لكنها بقيت إلى جانبه خوفا عليه، فقبض عليها.

بين الكلاب المشردة والمنزلية
انقلبت حياة "بيلا" بعد احتجازها، فعلى الرغم من مجهود لوكاس لتحريرها من جديد وإيجاد مأوى بديل لها، إلا أن القدر اختار لها أن تعود إلى الشارع من حيث أتت، فأصبحت من الكلاب المشردة تأكل مع باقي الكلاب من النفايات، وتتجول داخل الطرقات بحثا عن المنزل الذي يشكل الأمان بالنسبة إليها. ولقد علمتها حياة الشارع كيف تعتمد على نفسها، لكن في كل ليلة كانت تتذكر لوكاس وتتذكر مداعبته لها وكلماته.
لقد أظهر المخرج تشارلز مارتن سميث حياة الكلاب المشردة والمهملة التي تجول في الشوارع من دون أي اهتمام يذكر من قبل جمعية الرفق بالحيوان، واستمر وضع "بيلا" على ما هو عليه تتنقل بين مدينة وأخرى وتتجول في الأزقة إلى أن عادت إلى منزل لوكاس بعد سنتين، وقطعت لأجله نحو 400 ميل.

العودة إلى الديار
جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد وصولها، وجدت "بيلا" أناسا جددا داخل المنزل، إنه لم يعد منزل لوكاس ولا أثر لوالدته، حتى إن رائحته لا توجد في المكان، فخرجت يائسة تفكر فيما ستفعل، فخطر ببالها أن تذهب إلى مكان عمله، وحققت مرادها في رؤيته، وكان العناق مؤثرا.
لقد كانت قصة الكلبة بيلا التي هي من تأليف بروس كاميرون وكاثرين ميشون وجميع المشاهد محبوكة بطريقة جيدة، لكن تم إغفال كل ما يتعلق بحب لوكاس للكلبة أو فقدانه لها. ولقد استمر الفيلم في عرض معاناة "بيلا" للعودة إلى منزلها من دون أن يتم عرض حالة لوكاس بعد فراق "بيلا"، فكأن الكلبة تعذبت وحدها وهو لم يكترث لغيابها، حتى إنه غير سكنه ولم يتم إلقاء الضوء في الفيلم على أي مشاهد عذاب عاشها لوكاس بعد غياب "بيلا"، في وقت كانت هي كل ليلة تتذكره وتحاول المشي مئات الأميال للعودة إليه.
يذكر أن فيلمA Dog's Way Home حقق إيرادات وصلت إلى 12 مليون دولار بعد ثلاثة أيام من طرحه في الولايات المتحدة الأمريكية.

الأكثر قراءة