أين كانوا يكتبون؟
من أين تبدأ حميمية الكتّاب والأدباء: من العالم الخارجي أم من داخل بيوتهم ومكاتبهم؟ الجواب عن هذا السؤال وجدته في هذا الكتاب، "أين كانوا يكتبون، بيوت الكتاب والأدباء في العالم"، الذي قامت زوجتي المهندسة والمترجمة رجاء ملاح بالعمل على ترجمته، بتشجيع مني؛ فأسلوب الكتاب مختلف تماما عما نقرأه في التحقيقات الصحافية الأخرى، لأنه يروي حياة الكتاب والأدباء من داخل الجدران، ويسجل كيف التصقت أعمالهم وحياتهم بها، بأدق التفاصيل، من ديكورات الجدران إلى طاولات الكتابة وستائر غرف النوم وكل ما يتعلق بالعالم الحميمي للكتابة، وكيف ولدت أعمالهم الأدبية بكل نبضاتها وأفكارها؛ يضاف إلى ذلك أنه ثمرة جهود ثنائية بين صحافية ومصورة، فهو كتاب أنثوي بالدرجة الأولى، تشعر بذلك من خلال كلماته وصوره، حيث اعتنينا بتفاصيل ربما لا يرتكز عليها الرجل. الكتاب الحالي تناول عددا من الكتاب والأدباء، ولكل كاتب ذكرياته عن البيت الذي عاش فيه. فعلى سبيل المثال، كانت مارجريت دوراس تحت منزلها، لأنه يحتوي على حديقة تعيش فيها طيور محلقة وقطط مسترخية وسناجب تلهو.