ابتهال البَحّار

ابتهال البَحّار

وأنتِ، يا بحاراً،
كنتِ تقرأين الأحلامَ الأكثر اتساعاً،
هل ستتركيننا ذات مساءٍ إلى منابر المدينة،
بين الساحة العامة،
وعناقيد البرونز؟
أكثرُ رحابةً، أيها الحشد،
مجلسُنا على هذا المنحدر من
عصرٍ بلا انحدار: البحر،
هائلاً وأخضرَ كفجرٍ في شرق البشر،
البحر معيّداً على أدراجه
كأنشودةٍ من الحجر: بَيْرمَونُ وعيدٌ
على تخومنا،
صخبٌ وعيدٌ بعلوِّ البشَر -
البحر نفسه سَهرُنا،
كأنّه إيذانٌ إلهيّ...
عبير الوردة المأتميُّ
لن يحيط بعد بسياج القبر؛ الساعة
الحية في النخيل
لن تُسكتَ بعد روحها الغريبة..
وشفاهنا الحية هل
كانت أبداً، مرةً؟
في نيران اللجّ
رأيت الشيء الكبير المعيِّد يبتسم: البحر
محتفلاً بأحلامنا،
فِصْحاً من العشب الأخضر وعيداً يُعيّد،
البحر كله يُعيِّدُ عيد التخوم،
تحت مصقرتهِ من الغيوم الكثيفة
البيضِ، كمنطقةِ عبورٍ وكأرضٍ موقوفة،
كإقليم عشبٍ مجنونٍ
قُومِرَ به..
اغمز، أيها النسيم، ولادتي!
ولتتّجْه رعايتي إلى ملعب
الحدقاتِ الأكثر اتساعاً!
حراب الظهيرة تتمايل عند أبواب الفرح.
طبول العدم تنحني لمزامير الضوء.
والمحيط، من كلّ
صوبٍ، يَدُوسُ عبثه من الورود الميّتة.
وفوق شُرُفاتنا الكلسيّة
يرفع رأسه الوالي!

الأكثر قراءة