5 تكتلات تدق باب بيت تجار الرياض تزامنا مع يوبيلها الذهبي
كشفت المرحلة الأولية من الاستعدادات لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض في دورتها الـ 15 المزمع إجراؤها خلال الربع الرابع من العام الجاري، وجود خمسة قوائم أبدت رغبتها في الترشيح للمنافسة على مقاعد مجلس الإدارة، وهو المجلس الذي يأتي استثنائيا هذه المرة، كونه يتزامن مع بلوغ بيت تجار الرياض سنوات يوبيله الذهبي الذي يكتمل نصابة خلال سنوات الدورة الجديدة.
إتاحة الفرصة للدماء الجديدة
وفيما لا تزال اللجنة الإشرافية لانتخابات أعضاء مجلس إدارة غرفة الرياض في دورته المقبلة (1429هـ - 1433هـ)، تعكف على استقبال الترشيحات ووضع الترتيبات اللازمة التي من شأنها المساهمة في إتمام العملية الانتخابية، بينت لـ "الاقتصادية" مصادر ذات صلة، أن هذه القوائم الخمس تضم تكتلا يتكون أعضاؤه من مزيج من شباب الأعمال وبعض أصحاب الخبرات التجارية والصناعية، إضافة إلى أربعة تكتلات أخرى ـ بينها تكتل نسائي منفرد ـ جميع عناصره من النساء ـ إضافة إلى التكتل الذي يتولى مجلس إدارة الغرفة الحالي، في حين لم تتضح الرؤية بعد حول الاثنين الباقيين بسبب عدم اكتمال معظم عناصرهما حتى الآن.
الجريسي خارج المنافسة
وبحسب المعلومات الأولية فإن تكتل مجلس إدارة الغرفة الحالي سيدخل انتخابات الدورة المقبلة من دون عبد الرحمن الجريسي الذي كان يقوده طيلة الـ 16 سنة الماضية، وذلك بعد أن أكد الجريسي في أكثر من مناسبة أنه لن يدخل انتخابات الدورة المقبلة بغية إتاحة المجال أمام الدماء الجديدة كي تأخذ فرصتها في دفع أداء الغرفة.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن عدم دخول الجريسي في الدورة الحالية سيشكل نوعا من الضعف لتكتل "التطوير" الذي كان يتكئ على "أبو علي" لأربع دورات متتالية من الـ 11 إلى الـ 14، إلا أنه ليس من المستبعد أن يعدل الجريسي عن قراره ويتراجع عن هجرة فريقه في اللحظات الأخيرة، خاصة أن مثل هذا الموقف سبق أن حدث في الدورة السابقة.
سمات استثنائية
ويبدو أن الانتخابات التي تدخل غرفة الرياض أتونها خلال الأيام المقبلة، ستكون مليئة بالأمور الاستثنائية، حيث تشير المعلومات إلى أنه من بين التكتلات الخمسة التي ترغب في ترشيح أنفسها، هناك قائمة تضم مجموعة من الوجوه الشابة في قطاع المال والأعمال وشخصيات اقتصادية وتجارا بارزين، تعتزم خوض المرحلة بقوة من خلال العزف على أوتار "الغد" تلبية لتحقيق مطالب المرحلة الحالية التي تشهدها المملكة من تطور على كافة الأصعدة.
6 آلاف منتسبة
كما أنه من السمات الخاصة التي ستشهدها انتخابات غرفة الرياض في دورتها المقبلة، مشاركة سيدات الأعمال كمرشحات لأول مرة في تاريخ الغرفة وليس الاقتراع فقط، وذلك في ثالث تجربة لانتخاب أعضاء في الغرفة من السيدات، بعد تجربتي جدة والدمام، وذلك بعدما كانت السعوديات ينظرن إلى الترشح لمثل هذه الانتخابات بشيء من الاستحالة في الفترة الماضية، بسبب الأنظمة التي كانت تحد من دخولهن في كثير من المجالات.
وتشير الإحصاءات إلى أنه يوجد نحو ستة آلاف منتسبة في الغرفة التجارية في الرياض، وهو ما يرفع درجة الأمل لدى تلكم السيدات في تحقيق مراكز لا بأس بها في هذه الانتخابات ودخول أكثر من امرأة إلى مجلس إدارة الغرفة.
السيدات أكثر نشاطا
وفي ذات الصعيد فقد بدت التكتلات النسائية (سيدات الأعمال) أكثر نشاطا من بين التكتلات الأخرى في خوضها هذه المرحلة من خلال تنظيم العديد من البرامج التوعوية التي أطلقها الفرع النسائي في الغرفة لمن سيخضن تجربة الترشح للانتخابات، إلا أنه ـ حسب مراقبين ـ كان هناك مبالغة في درجة الحماس بالاندفاع نحو تكوين قوائم منفردة تضم أكثر من 100 سيدة أعمال جميعهن يرغبن ترشيح أنفسهن في الانتخابات، على الرغم من أنها التجربة الأولى لهن.
ماذا لو فازت السيدات؟
وهنا يتفق بعض المراقبين على أن سيدات الأعمال أصبحن يشكلن رقما صعبا، وأن استثماراتهن تنمو باستمرار ويحق لهن إيجاد من يمثلهن في الغرفة التجارية، لكن دخولهن في قائمة منفردة قد ينطوي على نسبة كبيرة من الخطورة التي قد تجعلهن يخرجن من جولة الانتخاب بخفي حنين، ليبقى الأمل في التعيين، وهو ما ليس مستبعدا مع الثقل الكبير لسيدات غرفة الرياض. أما في حالة فوزهن في جميع مقاعد مجلس الإدارة فكيف سيكون وضع غرفة الرياض ذات الميراث الطويل في مسيرة المدرسة النيابية!؟
تكتم وحذر
هذا وتشهد الفترة الحالية العديد من التحركات المكثفة التي يتخللها الكثير من الاتصالات واللقاءات بين رجال الأعمال إما بهدف "تجميع" الأعضاء وإما "تنظيف" مسودة القوائم بالنسبة للتكتلات التي استعدت لهذا الأمر مبكرا، في حين يعكف آخرون على وضع اللمسات الأخيرة على قوائمهم الانتخابية، دون أن يخلو الأمر من حذر وتكتم ملحوظ على أسماء عناصر تلك التكتلات، كذلك تحاشيا لتسريب بعض تفاصيل البرنامج الانتخابي قبل الإعلان عنه رسميا لاعتبارات تنافسية. لكن من المرجح أن تبدأ هذه المعلومات في التكشف خلال الأيام القليلة المقبلة تزامنا مع انتهاء هذه التكلات من وضع الخطط التي يمكن من خلالها الحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات قبل أن تتصاعد وتيرتها خلال الأيام الأخيرة من حلول موعد الانتخاب.
بعيدا عن "الضجيج الانتخابي"
وتطمح الأوساط الاقتصادية إلى أن يقدم لهم المرشحين الذين اقتحموا ميدان التنافس للفوز بمقعد عضوية مجلس إدارة "بيت التجارة" خلال الفترة المقبلة برامج انتخابية تتصف بالعقلانية والاتزان بعيدا عن "الضجيج الانتخابي"، طمعا في نيل ثقة وقناعة المجتمع التجاري والصناعي في العاصمة السعودية.
مقار للحملات الانتخابية
وفي السياق ذاته فإنه يتردد بين عدد من المهتمين في انتخابات غرفة الرياض أن هذه الدورة ستشهد مظاهر انتخابية مختلفة على رأسها استعداد أمانة منطقة الرياض للعمل على إيجاد مقار لتجمع الناخبين "الحملات الانتخابية" على شكل مخيمات تتم إقامتها في محيط الغرفة في الساحة الشرقية تحديدا، كي يلتقي فيها المرشحون مع الناخبين وهو ما يعد تطورا في التنظيم يضاف إلى الترتيبات التي كانت تتم كل عام في هذا الشأن.
فروع الغرفة
ويبدو أيضا أنه سيكون لفروع الغرف التجارية الصناعية المنتشرة في عدد من المحافظات التابعة لمنطقة الرياض كلمة في هذه الدورة الانتخابية، إذ تدور نقاشات حول ترشيح بعض فروع الغرفة التجارية وعددها نحو ثمانية فروع ممثلين لها في مجلس إدارة غرفة العاصمة، خاصة بعد التوسع الذي بدأت تشهده الغرفة أخيرا في فتح فروعها لها في عدد من المحافظات.
وبحسب المعلومات فإن عدد منتسبي غرفة الرياض يتجاوز 70 ألف منتسب، في حين أن من يحق لهم الانتخاب قد لا يتجاوز 30 ألفا، حيث يستثنى فروع المؤسسات الفردية، وكذلك المتخلفين عن تجديد عضوية الاشتراك في الغرفة التجارية أو ما يسمى "الانتساب".
انسجام بين أعضاء التكتل
وبحسب نظام الانتخابات فإن كل تكتل من المجموعات المرشحة يتكون من 12 رجل أعمال (نصفهم تجاريين وبالمثل صناعيين) التي عادة ما تكون لهم رؤية واضحة في برنامجهم الانتخابي، الأمر الذي يحدث حالة من الانسجام تسهم في تقديم خدمات أفضل للقطاع الخاص والمساهمة في دفع عجلة التنمية في البلاد.
ومن المتعارف عليه أن التكتل الذي ينجح بأصوات الناخبين من التجار والصناعيين يحمل دلالات أكيدة على الثقة الكبيرة بأعضائه وأنهم سوف يسعون لتحقيق مطالب الناخبين، لكنه إذا فشل في تنفيذ تلك المطالب فإن التجار ورجال الأعمال سوف يعاقبونه بعدم انتخابه في المستقبل.