البيئة والمناخ يعيدان مشاريع استخراج الطاقة من القمامة إلى الواجهة

البيئة والمناخ يعيدان مشاريع استخراج الطاقة من القمامة إلى الواجهة

بعد سنوات من البدايات الفاشلة، فإن صناعة جديدة تؤمن الوقود للسيارات من القمامة تبدو في طريقها للبروز وعلى أسس تجارية، ولا يستبعد أن تطرح في السوق في غضون بضعة أشهر.
فالعديد من الشركات أعلنت عن خطط لبناء معامل لمعالجة القمامة من خشب وبلاستيك وبقايا محاصيل إلى غير ذلك، وتحويلها إلى وقود للمركبات. وهناك نحو 28 معملا صغيرا بعضها في مراحل تخطيطية متقدمة أو تحت الإنشاء والبعض بدأ الانطلاق فعلا.
لعدة عقود من الزمان، كان العلماء يعرفون بإمكانية تحويل هذا الفاقد إلى وقود، لكن في الفترات التي كان فيها سعر برميل النفط رخيصا، فإن الفكرة لم تكن تساوي المتابعة وبذل الجهد اللازم تجاهها، لكن الحسابات الاقتصادية تغيرت بعد الارتفاع الهائل في سعر برميل النفط، وهو ما دفع البعض لوضع آمالهم على القدرات التقنية الأمريكية، لكن النجاح ليس مؤكدا، خاصة أن بعض الشركات العاملة التي تصدر تصريحات متفائلة تبدو أحلامها أكبر من قدراتها المالية، كما يظهر أنها تركز على الاستفادة من موازنات الدعم الحكومي المبذول في مجال الطاقة البديلة. ورغم ذلك فهناك غيوم عديدة تظلل الأفق من عوائق تقنية، وحتى هذه إذا تم حلها فلا أحد يدري نتائج مثل هذه الخطوة أو آثارها الجانبية والتكلفة الحقيقية والفعلية للإنتاج.
على كل فإن أي مشاريع في ميدان الطاقة البديلة تجد أمامها أجواء مواتية بسبب قضايا الهموم البيئية والتغير المناخي، حيث يكتسب الوقود المستخرج من القمامة قيمة مضافة كونه لا تنبعث منه غازات، ولهذا فإن قائمة الشركات المهتمة بهذا المجال أصبحت تتسع باطراد، ولحقت بها أخيرا بعض الأسماء اللامعة مثل "هنيويل" و"دوبونت"، "جنرال موتورز"، و"بي. بي"، التي بدأت تتجه لأخذ شريحة أكبر من هذا السوق المستقبلي.
حلم إنتاج وقود من النبات قديم قدم السيارة نفسها، بل وكان من أحد أحلام هنري فورد نفسه، وظلت الفكرة تطفو على السطح كلما عانت السوق من شح في الإمدادات، أو ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة مثلما هو الأمر حاليا، حيث يتهيأ المناخ لجعل الفكرة أكثر رواجا.
نظريا فإن أي مواد تحتوي على الهيدروجين، الكربون، والأوكسجين يمكن تحويلها إلى وقود يصلح لماكينة السيارات. ويشمل هذا بقايا مواد الإنشاءات والأخشاب والحشائش وحتى البلاستيك.
والحكومة تخصص دعما لإقامة مثل هذه المشاريع وهناك تشريع إجازة الكونجرس العام الماضي يقضي بتوفير 36 مليار جالون من الوقود الحيوي بحلول العام 2022، وأقل من نصف هذه الكمية سيأتي من الذرة الشامي والباقي من مصادر لا علاقة لها بإنتاج الطعام مثل الحشائش والقمامة.
المستثمرون يتحدثون عن مبالغ تصل إلى 612 مليون دولار تم تخصيصها خلال النصف الأول من هذا العام لمشاريع إنتاج الوقود من القمامة وذلك مقابل رقم في حدود 375 مليونا طوال العام الماضي.

الأكثر قراءة