رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الفائزون

تتعدد مشارب الفوز في حياتنا وتختلف مكانتها من شخص إلى آخر، فهناك من يتغنى بفوز فريق على آخر، ويعتقد أنه هو الفوز الأهم لديه، وآخر يرى أن الفوز الحقيقي له هو تحقيق النجاح تلو الآخر والوصول إلى قمة مبتغاه، وثالث ينظر للفوز على أنه كسب الصفقات المالية، وأنه لو أفلح فيها وانتصر على منافسيه فإنه الفوز الذي كان يبحث عنه، ورابع يرى أن الفوز تفوقه على أقرانه في لعبة ما، وعلى سبيل المثال التغلب على من يقابله في لعبة البلوت، وخامس يرى أن الفوز لديه هو الكتابة ضد القيم والأخلاق، وهكذا دواليك تسير حياة بعض الناس لا هم لهم إلا تحقيق هذا الفوز الذي يرضي نهمهم ولا تنتهي مثل هذه الرغبات عند حد معين بل إنما تزيد، وهناك من لديه رغبات مختلفة، وما ذكرناه هو على سبيل المثال لا الحصر، لكن هل هذا فعلا هو الفوز الحقيقي لكل صاحب رغبة أم أن هناك فوزا آخر أهم له مواصفات معينة، وله راغبون مختلفون؟ الإجابة واضحة
إن الإجابة عن مثل هذا السؤال تحمل في طياتها الكثير من تباشير الفرح والسرور، فالفوز الحقيقي تكتحل العيون به وتأنس النفوس به دونما نهاية وليس لفرحة وقتية تنتهي بنهاية الحدث بل إنه فوز يحتوي على أطيب الكلام وعلى نبل الأخلاق وأنس الوحشة، الخطى إليه تتواصل والدموع لبلوغ الغاية تسيل، نجد العجب العجاب إذ قصدناه عن رغبة وحب وحرص، ونتألم إذا فقدناه أيما ألم، إن فوزا يرفع همة صاحبه ويعليها عند ربه هو الفوز الأعظم الذي ينبغي أن يكون العمل له ليل نهار، فهذا الفوز يتنافس عليه المتنافسون، ويعمل من أجله العاملون ''لمثل هذا فليعمل العاملون'' فهناك من ينفق في أوجه الخير لكي يفوز وينال رضا الله، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ''ينزل ملكان كل صباح فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا'' أو كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ. فالذي يبحث عن الفوز الأخروي فهو يبذل جهده ليحظى بهذا الدعاء أما الممسك الذي أعطاه الله المال ويبخل به فقد أصابته دعوة الملك اللهم أعط ممسكا تلفا، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''ما نقص مال من صدقة''، وأوجه الفوز في أعمال البر والخير كثيرة ومتعددة ومتحققة عند الله.
لذا فإن شهر رمضان فرصة كبيرة لنا جميعا للاستزادة من العمل الصالح حتى يتحقق لنا في ختامه العتق من النار، لأن لله عتقاء في هذا الشهر وكل مسلم يمني نفسه أن يكون من الفائزين بالعتق من النار، ولن يكون ذلك إلا إذا أخلص الإنسان العمل لله ولم يداخله العجب أو الرياء فهو ـ بإذن الله ـ إذا لم يقع فيما سبق فقد ربح ـ إن شاء الله ـ والأمثلة كثيرة على سبل الفوز، لكن لعل المثال الواحد السابق وغيره قد وضح الأمر أكثر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لكل خير وأن يجعلنا من الفائزين.
بسرعة
ـ الفوز الحقيقي كما قال ربنا سبحانه وتعالى ''فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون'' الأعراف: 8 ـ 9.
ـ لا يضع أحدنا نفسه في موقف لا يسر ويأثم عليه، فلا يتحقق له الفوز الأعظم.
ـ النظرة للأمور بمقياس الدنيا قد يحرم الإنسان الفوز الحقيقي الذي يحتاج إليه كل فرد منا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي