احتمالات مرجحة: النفط يواصل الصعود هذا الأسبوع

احتمالات مرجحة: النفط يواصل الصعود هذا الأسبوع

تنبئ كل المؤشرات بأن سعر برميل النفط سيشهد هذا الأسبوع ارتفاعا، وذلك استنادا إلى التصاعد الذي شهده السعر الأسبوع الماضي بسبب الإعصار جوستاف، الذي يتوقع أن يصل إلى منطقة خليج المكسيك، التي تلعب دورا محوريا في صناعة النفط الأمريكية وتلبية الاحتياجات الاستهلاكية المحلية، مع التأثير المتوقع لتطورات الأوضاع في القوقاز وبروز العامل الجيوسياسي على الساحة النفطية مجددا.
وتتوقع مراكز الرصد تحول العاصفة الاستوائية إلى إعصار ومن ثم تهديدها للمرافق النفطية، وهذا ما دفع شركات: بي.بي، رويال دتش/شل وكونوكوفيليبس إلى القيام بعمليات إخلاء للعاملين لديها في المرافق النفطية في منطقة خليج المكسيك مع تزايد الاحتمال أن تكون قوة الإعصار جوستاف ب قوة إعصاري كاترينا وريتا اللذين ضربا تلك المنطقة قبل ثلاث سنوات، ولاتزال الصناعة النفطية الأمريكية تتعافى منها. وخلصت نسبة 38 في المائة من المحللين الذين استطلعت وكالة "بلومبيرج" الاقتصادية آراءهم إلى توقع ارتفاع سعر البرميل طوال هذا الأسبوع.
ومع أن نصف مليون برميل يوميا من النفط الخام تبدو مهددة بصورة مباشرة بسبب الإعصار بعد أن تحول خلال عطلة نهاية الأسبوع من مجرد عاصفة إلى إعصار من الدرجة الرابعة، ويتوقع أن يضرب لويزيانا اليوم أو غدا الثلاثاء، إلا أن التأثير الأكبر يتوقع أن يكون في ميدان المنتجات المكررة للدرجة التي دفعت الوكالة الدولية للطاقة إلى إطلاق الوعد بإطلاق بعض الإمدادات من احتياطياتها.
وكان سعر البرميل تقد سجل تصاعدا متصلا في أول أربعة أيام من الأسبوع الماضي، وفي يوم الجمعة زاد ثلاثة دولارات دفعة واحدة، وذلك بسبب الخوف من إعصار جوستاف، الذي شكل تهديدا للمرافق النفطية في منطقة خليج المكسيك على مستوى المشاريع الأمامية وتلك النهائية. والمنطقة تحتضن نحو ربع الإنتاج النفطي الأمريكي و15 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي. ونتيجة لهذا التخوف شهدت أسعار النفط تحسنا عكس الاتجاه التنازلي الذي كان واضحا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه واردات الولايات المتحدة تراجعا خلال الربع الثاني من هذا العام بنحو 1.2 مليون برميل يوميا مما كانت عليه في الوقت ذاته من العام الماضي، كان الجزء الأكبر من التراجع من نصيب المنتجات المكررة التي تراجعت بنحو 940 ألف برميل والخام 290 ألفا. لكن من ناحية أخرى فإن إنتاج المصافي زاد 300 ألف برميل إلى 15.1 مليون، في الوقت الذي تعمل فيه المصافي بطاقة 87.3 في المائة.
وفيما يتعلق بالمخزون تشير الأرقام الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة إلى أن مخزون الخام انخفض بنحو 100 ألف برميل إلى 304.8 مليون برميل، وهو ما جاء عكس التوقعات بحدوث زيادة تتجاوز مليون برميل. مخزون البنزين أيضا تراجع 1.2 مليون برميل إلى 195.4 مليون، وهو ما يقل عن المتوسط العام وما كانت تتوقعه السوق من انخفاض يصل إلى 2.3 مليون برميل. لكن وضع المقطرات يظل غير متغير عند 132.1 مليون برميل وكان التوقع بزيادة 400 ألف.
ويرى قاي قاروسو مدير إدارة معلومات الطاقة أن سعر البرميل لا يزال في اتجاه تنازلي، وقد يصل إلى أقل من 100 دولار للبرميل خلال فترة 18 شهرا المقبلة، وذلك بسبب تباطؤ الطلب من ناحية وزيادة الإنتاج من كل من السعودية، كندا، أنجولا، والبرازيل. كما أن تحسن وضع الطاقة الإنتاجية الفائضة سيلعب دورا مهما في الضغط على الأسعار. لكن الأعين ستظل مركزة هذا الأسبوع على ما سيحدثه الإعصار جوستاف.

الأكثر قراءة