"الصيف" يرفع أسعار "التزيين" النسائي إلى أرقام قياسية

"الصيف" يرفع أسعار "التزيين" النسائي إلى أرقام قياسية

ارتفعت أسعار التزيين النسائي في المشاغل المنتشرة في العاصمة إلى أرقام مبالغ فيها، وذلك للزحام الشديد الذي يحدث نتيجة لموسم حفلات الزواج الذي يبلغ ذروته في صيف كل عام، وفي هذه الأيام بالذات زادت حالات الشد والجذب بين زبونات يتحدثن عن ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة لهن والتي تعد مبالغا فيها، فيما ترد صاحبات المحال أن أسعار مواد التجميل في ارتفاع متزايد إذ وصلت زيادات بعض تلك المواد إلى 100 في المائة من قيمتها، كما أن الإقبال عليهن يفوق طاقتهن الاستيعابية.
تقول حصة الشملان صاحبة أحد مشاغل التزيين في الرياض إن أسعار مواد التجميل ارتفعت بنسب متفاوتة، إذ زادت أسعار بعض أصناف أحمر الشفاه 20 في المائة خلال شهرين، كما ارتفعت أسعار أغلب أصناف كريم الأساس للمكياج ما يقارب 25 في المائة خلال العام الحالي، كما أننا نسعى من خلال عملنا إلى تقديم خدمات جيدة باستخدام مواد عالية الجودة والتي تكون في الغالب مستوردة من دول أوروبية تتعامل باليورو، وهي العملة المرتفعة أمام الدولار المنخفض الذي يرتبط بالريال السعودي.
وأضافت أن الازدحام الذي تشهده غالبية المحال المختصة في زينة المرأة (الكوافير) خلال فترة الصيف الذي تكثر فيه المناسبات العائلية أدى إلى تمديد ساعات العمل لتصل إلى قبيل صلاة الفجر، كما أن الحجوزات تسبق العمل بأيام، مرجعة السبب إلى قلة الأيادي المحترفة في هذا المجال وكثرة النساء. وعن أرباح المحال خلال الصيف قالت إنها جيدة، "هو موسم تجاري بالنسبة لنا، إذ إننا نرفض ذهاب أي من عاملاتنا في إجازة خلال الصيف لمحاولة تغطية العمل كما أننا في كثير من الأحيان نقدم لهم عمولات إضافية لحثهم على العمل لساعات إضافية، وهو ما أسعدهن كثيراً وأشعرهن بالرضا، وبالتالي يخدمن الزبائن بكامل نشاطهن، مما يجعلنا نفوز بإرضاء الزبونات الذي نعده الأهم".
من جهتها تقول سمية خطار مشرفة إحدى محال "الكوافير" في الرياض أن الأسعار عادة لا تشهد ارتفاعا كبيراً خلال فترة الصيف، إذ إن قيمة "الميك أب" تبدأ من 200 ريال وتصل أحيانا إلى ألف ريال، بحسب وقت إعداده والمواد المستخدمة فيه، أما العروس فتدفع ما لا يقل عن 1500 ريال حيث إن تزيينها يشمل إضافات أخرى وتحتاج إلى ساعات عمل أكثر وتركيز أكبر. وأضافت "أما التسريحات فتختلف بحسب نوع الشعر وطوله ونوع التسريحة والوقت المستغرق في تنفيذها إلا أنها تبدأ على أقل تقدير من 200 ريال وقد تتجاوز 800 ريال في حال طلب إجراء صبغات للشعر أو تسريحات معينة التي تكون صعبة الإنجاز وتحتاج إلى الكثير من الوقت".
أما عاملة الكوافير المنزلية صالحة علي فتقول إن تحرج بعض النساء من الذهاب إلى محال الكوافير أشعل سوق "الكوافيرات الجائلات"، والتي في العادة ما تكون أقل سعراً من غيرها العاملات في المحال، لافتة إلى أن الحجز لديها يصل إلى صلاة الفجر وقد يتجاوزها بكثير في ساعات عمل تبلغ 18 ساعة، كما أنها استنفرت أفراد أسرتها لمساندتها في فترة الصيف من خلال قيادة السيارة للابن وتقريب الأدوات للأم وغير ذلك.
وعن إيراداتها اليومية تقول صالحة: "تختلف من يوم إلى آخر، عدا أنها لا تقل بأي حال من الأحوال عن خمسة آلاف ريال في فترة المواسم، فأنا لا أذهب إلى منزل يقل عدد الراغبين فيه بالتزيين عن أربعة أفراد وبمبلغ لا يقل عن ألف ريال"، وحول طرقها في التسويق أوضحت أن ذلك يتم من خلال الزبونات حين يسعدن بالخدمة التي تقدم لهن ومن ثم يقمن بالتسويق لي، إلا أنها في الأوقات التالية أصبحت من المعلنين عن طريق الإنترنت من خلال الدخول إلى المواقع النسائية الخاصة والتسويق هناك أما عن طريق الاشتراك في المنتديات أو التحدث عن نفسها أو من خلال الإعلان المباشر هناك، إضافة إلى إقامة الدورات لمن ترغب من النساء بأسعار تكون رمزية عادة.
أما منى القحطاني فتقول إن بعض الفتيات اتجهن بعد ارتفاع أسعار الكوافيرات إلى شراء "البردة"، وهي كتيب وضع فيه تصاميم مختلفة للتسريحات وطرق عملها، وكذلك كتيبات اختصت بالماكياج ومراحل تنفيذه المستحضرات الداخلة في كل مرحلة بل وتقدم نصائح لأنواع المستحضرات وميزة كل مستحضر بمبلغ لا يتجاوز 50 ريالا.
وأضافت أن هذه الكتيبات تقدم العشرات من الطرق وأنواع المكياج والتسريحات لمختلف أنواع الشعر، والتي توفر أكثر من 100 طريقة مختلفة للتسريحة أو الماكياج، بأقل من تكلفة عمل الكوافير للمرأة الواحدة في اليوم ناهيك عن بقاء الكتيب وضمان عمله وليس التسريحة التي تعتمد على إتقان الشخص فقط، لافتة إلى أن الحل الوحيد للحد من تلاعب أصحاب الكوافير بالأسعار هو توظيف مراقبات يتبعن للبلدية يراقبن الأسعار خصوصا في أوقات المواسم.

الأكثر قراءة