الطاقة تعيد روسيا للأضواء وتدعم عودتها للقوى العظمى
تتمتع روسيا بموارد وفيرة من أهم وأثمن الموارد الطبيعية في العالم، خاصة تلك الموارد اللازمة لدعم الاقتصاد الحديث القائم على التصنيع. كما أن لديها الكثير من الأيدي العاملة المدربة ذات التعليم المناسب والخبرة التقنية العالية. إلا أنه لا تزال هناك دلالات على ضعف البنية التحتية الروسية وعدم فاعلية نظم الإمداد والتي يجب تحسينها من أجل استغلال أفضل لهذه الموارد.
شهدت روسيا ازدهارا في الاستثمارات الرأسمالية منذ بدايات العام الماضي، بدا بصفة خاصة في مجال الإنشاءات محققة معدلات نمو لم تشهدها روسيا الحديثة من قبل. كما أن روسيا هي أهم القلاع الصناعية بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي على الرغم من تأثير السنوات الصعبة التي مرت عليها بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي وكانت فيها معدلات الاستثمار منخفضة.
بجانب الصناعات المعتمدة على الموارد الطبيعية، نجحت روسيا في تطوير قدراتها التصنيعية خاصة في مجال صناعة الآلات. كما أنها ورثت معظم قاعدة الصناعات العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق.
في أعقاب الانهيار المالي الذي وقع في آب (أغسطس) 1998، بدا أن عهد روسيا كإحدى الدول العظمى قد ولى وانتهى، كما كانت تشير معظم الدلالات. وكان الجميع يعتقدون أن استجماعها لقواها وقيامها مرة أخرى ضربا من المعجزات الاقتصادية والسياسية المستحيلة.
استنادا إلى بحث موسع يتضمن العديد من المقابلات الشخصية والحوارات مع فلاديمير بوتين، يكشف الكتاب العودة المثيرة لروسيا إلى الساحة العالمية، موضحا السبب الأساسي وراء ميلادها الجديد؛ ألا وهو استخدام ثروتها الطبيعية المتمثلة في مصادر الطاقة لتأكيد طموحاتها التقليدية كقوة عظمى.
يسلط الكتاب الضوء على النفط في روسيا متتبعا الجهود المضنية التي بذلها بوتين ليتحكم في شركات النفط العملاقة التي تصاعد نفوذها في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويصف جهود بوتين لإعادة تأميم وتشكيل الصناعات الروسية إلى شركات مملوكة للدولة والشركات التي يصفها بالأبطال القوميين والتي تمتلك الحكومة الروسية معظمها.
يستعرض الكتاب تسديد روسيا ديونها الدولية ونجاحها في تكوين ثالث أكبر احتياطي عالمي من النقد الأجنبي، ما ساعدها على تحقيق كل هذا هو كونها أكبر منتج للنفط في العالم وثاني أكبر دولة مصدرة له.
واليوم تمكن بوتين ومجموعته من تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الروسي لأول مرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإعادة تمركز السلطة إلى موسكو وبالطبع كان الوقود الأحفوري (النفط والغاز) من أهم العوامل التي ساعدت على هذا. قصة النفط والغاز في روسيا هي قصة الاكتشاف والإثارة والفساد والثروة والمحسوبية والطمع.