استثمار سور ملعب فيصل بن فهد
كتب ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز تاريخه بأقدام اللاعبين، فالتاريخ يكتب بالأقدام أحيانا.
هذا الملعب الذي شهد مباريات وبطولات تاريخية لا يمكن أن تمحى من الذاكرة الرياضية السعودية والخليجية والعربية.
كان اسمه الملز ثم تشرف، بعد وفاة الأمير فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ بحمل اسمه، وواصل التاريخ كتابة ركض الأقدام وسخونة الأنفاس اللاهثة على المستطيل الأخضر وفي المدرجات.
ملعب الفيصل كان شاهدا على أحداث كثيرة تغنى بها اللاعبون والفرق، وشهد صرخات الانتصار وانكسارات الهزائم، ولم يتوقف عن الهدير يوما.
هذا من الداخل، أما خارجيا فهو صامت لا كلام فيه ولا وجود في سوره حتى للتعليمات والإرشادات المهمة للشباب والشيبة، وكم نحن بحاجة هذه الأيام إلى إرشاد الجميع إلى تجنب الأخطار التي تحدق بنا من كل جانب ومنها التطرف والمخدرات والبعد عن الدين الحقيقي.
سور ملعب الأمير فيصل بن فهد ظل صامتا بلا استثمار توعوي أو حتى تجاري، وكان يمكن لسور ملعب تاريخي كهذا أن يؤدي دورا جميلا، وهو الذي تقصده أعداد كبيرة من الجماهير الرياضية، ويدور حوله الممارسون لرياضتي المشي والركض، ويلعب في ساحاته الخارجية الكثيرون من مختلف الجنسيات، وتنظم فيه المهرجانات وحفلات الأعياد.
لماذا لا يتم استثمار هذا السور الذي يبدو متهالكا حاليا؟ وبهذا نستطيع أن نحقق ثلاث إيجابيات في وقت واحد: أولها تحسين وتجميل السور، وثانيها الاستفادة منه توعويا، وثالثها استثماره تجاريا فيما يعود على الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالعوائد المالية.
لماذا لا تقوم الرئاسة بعرض هذا السور الطويل جدا في مناقصة تدخل فيها شركات إعلانية لتزيين السور بالإعلانات واللوحات الإرشادية؟
وأعتقد أن كثيرا من الشركات التجارية ترغب في الإعلان على سور هذا الملعب الذي يشهد دائما منافسات قوية داخلية وخارجية ويقع أيضا على شوارع مهمة ومعروفة.