الملاك الصامت
كتب بول روايته “الملاك الصامت”، بين عامي 1949 و1951. بعد عودته إلى مدينته كولونيا، من حرب عالمية قضى فيها ست سنوات، جنديا في مشاة الجيش النازي. وجاء وصفه الروائي لمدينته المدمرة، قاسيا في واقعيته، مبينا الآثار الفظيعة للحرب إلى درجة لم يجرؤ ناشر على نشر الرواية، وطلب منه مراجعة النص مرات كثيرة، ففعل ذلك. لكنهم في النهاية، لم يوافقوا على النشر، فعرف أن “ملاكه الصامت”، لن تُنشر حكايته إلا بعد وقت طويل. وتأكد ذلك؛ إذ لم تُنشر الرواية إلا بعد أربعين سنة، أي بعد مماته بسبع سنوات 1992. في الملاك الصامت، ليس هناك من شيء سوى هانز العائد إلى مدينته المدمرة، عائد من حرب عبثية، حولته إلى شبح يائس مندثر الملامح، يفترسه الجوع إلى درجة تجعل دماغه لا يفكر إلا في شيء يمكن أن يؤكل، أي شيء، ولو كسرات من الخبز العفن، ليأكلها ببطء شديد، أخيرا لحظة البلع قدر ما يستطيع؛ لأنه، ربما لن يجد شيئا في أيام تالية.