د. باروم: عقبات عديدة تعترض طريق الشباب والفتيات للزواج
دعا الدكتور علي بن محمد باروم مدير مركز الدراسات الإسلامية في كلية الشريعة في جامعة أم القرى إلى ضرورة تذليل العقبات التي تعترض طريق الشباب للزواج، وقال إن هذه العقبات التي تحول بين شبابنا وفتياتنا من الزّواج، بحاجة إلى تكاتف المجتمع المسلمَ لو تعاون في حلّها وتذليلها لصار ذلك خيرًا كثيرًا لمجتمعنا المسلم.
ويبين أن مِن تلك العقبات: نظرُ بعض الآباء والأمّهات إلى مَن يتقدّم لخطبة الفتاة، فنرى أحيانًا خطأ من أمّهات الفتيات، يتمثّل هذا الخطأ الذي تقع فيه الأمُّ أحيانًا من أنّها تنظر إلى خطيبِ ابنها بنظرٍ خاصّ، وتريد مواصفاتٍ معيّنةً، والأمر في ذلك أيضًا مادّي، فهي لا تريد لفتاتِها إلا من يكون ذا كذا وذا كذا، ذا مال أو ذا جاه أو ذا عملٍ كبير أو إلى غير ذلك، فهناك مِن الأمّ خطأٌ في أنّها لا ترغَب في زواج فتاتِها إلا بأمور معيّنة, لو فكّرت حقًّا لرأت أنَّ كثيرًا ممّا تريد ليس من مصلحةِ الفتات في مستقبلها، فالأمرُ بيد الله، والفقر والغنى بيد الله، ويقول الله جلّ وعلا: "إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ ?للَّهُ مِن فَضْلِهِ" (النور:32). لا شكّ أنّه مطلوبٌ من الزوج القيامُ بالنفقة، لكن لا يُجعل الغنى وحدَه أو كثرة المال وحدها هي الوسيلة، إنّما يُسلَك الأمر الوسَط في ذلك.
قد يخطئ الأب أحيانًا إذا خُطِبت منه فتاته، فإمّا أن يطلبَ مهرًا زائدًا وتكلفاتٍ هائلة قد تثقل كاهلَ ذلك الشابّ الخاطب، تثقل كاهلَه، وتحمّله ما لا يطيق.
ويوضح فضيلته أنّ الآباءَ والأمهاتِ مسؤولون جميعًا عن هذه المهمّة الكبرى، والمطلوب منهم التعاون على البرّ والتقوى. ويضيف أنّ صداقَ المرأة أمر مطلوبٌ شرعًا، "وَءاتُواْ ?لنّسَاء صَدُقَـ?تِهِنَّ نِحْلَةً" (النساء:4)، هذا أمر لا شكّ فيه، فماذا يريد وليها من صداقٍ يثقل به كاهلَ ذلك الخاطب؟! وقد لا يجد كثيرًا منه، وقد يتحمّل ديونًا ويأخذ قروضًا بفوائد متعدِّدة، يشتري سيّارات أو غيرها، ويحمِّل ذمَّتَه أمرًا لو فكّر فيه لرأى صعوبةَ الأمر وعسرَه عليه، ومتى يقضي ذلك الدّين، فيعيش في همٍّ وغمّ وثُقلِ الدَّين الذين يقلِق مضجعَه ويجعله في همّ وغمٍّ متلازمين.
وقال إنّه ينبغي على ولي الأمر إذا تقدّم لابنته أن ينظر للخاطب أولا من ناحية الدّينَ أوّلاً، ثمّ انظر عقلَه ورجاحة فكره وأهليّته لتلك الفتاة، فإذا توسّمتَ فيه الخيرَ واستخرتَ الله واستشَرت غيرَك ممّن تظنّ أنّه يشيرك بالخير، فإيّاك أن تردَّ ذلك الزوجَ لأجل مطامعَ ماديّة، لا تجعل المادّةَ هي المعيار في القبول أو الردّ، ولكن اجعل الأخلاق والعقل وحسنَ التّصرّف هي الغاية المقصودة. أمّا المهر فلا تكلِّفه ما لا يطيق، لا تطلب ما لا يُستطاع، فما أوتيت من مهرٍ فسيجعل الله فيه بركة، فأنفقه قدرَ استطاعتك، والله سييسّر الأمور، وسيجعل الله بعدَ عسرٍ يُسرًا.