يبحثون عن المال بلا ضمير!!
أولت الدولة جل اهتمامها للجانب الاستثماري ووضعت الكثير من التسهيلات لتنشيطه في أوساط صغار المستثمرين، وقد شاهدنا محاولات شتى يقوم بها جيل يبني مستقبله طوبة بعد أخرى لكنه يصطدم بعقبات كثيرة، ولعل أكثر المستثمرين تضررا هم المستثمرون في سوق الأسهم، فهم دوما الحلقة الأضعف بين أندادهم المستثمرين في مجالات أخرى، لأنهم لا يعلمون متى تحين لحظة إرجاع خسائرهم، فهناك متلاعبون لا يتورعون عن إسقاطهم كلما اقتربوا من إعادة شيء من خسائرهم، وهم على هذا المنوال ولن يتغير أسلوبهم إلا إذا كانت هناك عقوبات واضحة يتعرض لها المتلاعبون في السوق من هواميره، فمساكين هؤلاء وأنت تشاهد أحدهم يضرب كفا بكف متحسرا على أموال جمعها ذهبت إدراج الرياح، ولن تعود إلا إذا أراد الله له تعويض خسائره، فيما تجد المتحكمين في السوق يختارون التوقيت المناسب لهم ويسقطون الصغار بعد أن يكونوا قد أوقعوهم في خسائر كبيرة بالنسبة لرؤوس أموالهم، ولك أخي القارئ أن تتعامل مع أناس بلا ضمير لا يخافون الله، يبحثون عن المال، ولا يهمهم الوسيلة التي يصلون إليه بها، فهم لم يفكروا أدنى تفكير في كيف يكسبون هذه الأموال ولا كيف تأتي إليهم، ولذلك فقلوبهم قاسية لا رحمة فيها، ولا يدري هؤلاء أن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر والسؤال: من يحمي صغار المستثمرين؟
المستثمرون في غير الأسهم
قد يعتقد البعض أني أكتب لأني تعرضت لخسائر لكني أؤكد أني لم أدخل في مساهمات ولله الحمد، ولكن ما أشاهده أمامي من مواقف تجعلني أكتب مذكرا من تمر عليه مثل هذه المقالات أن يتقوا الله ويراجعوا أنفسهم، فالدنيا ليست دائمة لهم، فهو ربما يجمع هذه الأموال التي يكون فيها ما كان أصله محرم، فيكون عليه وزرها إلى يوم القيامة فيكون من الخاسرين، فْإن ضميره كان يؤنبه فليرحم إخوانا له في الدين خسائرهم كبيرة وبعضهم غادر الدنيا بسبب خسارة أسهم نسأل الله له الرحمة والمغفرة، والإنسان إذا راجع نفسه في الدنيا يكون من الفالحين، إذا صاحب ذلك توبة صادقة عن العودة إلى ما يلحق الضرر بالآخرين، ولعلي قبل أن أختم مقالي أهمس في أذن كل مساهم أن يحتسب ذلك عند الله وليعلم أن الله لن يضيع حق أحد، كما أقول لإخوة الإسلام المستثمرين في غير الأسهم من المبتدئين أن يستعينوا بالله أولا وآخرا وأن يعلموا أن الرزق من عنده وعليهم بذل الأسباب التي لا تتعارض مع التوكل على الله، وكلما كان الإنسان صادقا مع ربه كان أقرب للنجاح، لأن الله حث المؤمنين على الصدق بقوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (التوبة: 119)، فحري بكل من يطرق باب الرزق وباب الاستثمار تحديدا أن يحرص على جانب الصدق لأنه منجاة كما ذكر في الأثر (الصدق منجاة)، كما أن عليه أن يختار النشاط المناسب الذي لا تكون خسائره كبيرة ونتائجه الربحية ـ بإذن الله ـ تكون سريعة، والنجاح هو توفيق من الله يعطي الدنيا لكل أحد ولكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن يحب. نسأل الله أن نكون جميعا أقوياء في الدنيا في ديننا ودنيانا وأكثر نيلا وحصدا لنتائج عملنا واستثمارنا الأهم في الآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.