التجاوزات المرورية مستمرة
هناك إنجاز مروري لافت يتمثل في تقليص وفيات الحوادث المرورية. كان معدل الوفيات قبل عامين 27 حالة وفاة ضمن كل 100 ألف شخص. تقلص في 1439هـ إلى 18 حالة وفاة لكل 100 ألف. التقرير الذي نشرته صحيفة "مكة" أمس، لم يستعرض أرقام الإصابات.
هذا أمر من المهم رصده، لأن بعض الإصابات تتضمن إعاقات، وبعضها يتطلب ملازمة المصاب للمستشفى شهورا طويلة بسبب الكسور المضاعفة، أو حالات الإغماء الطويلة "الكوما". لكنني سعيد جدا بالأرقام السابقة، وأنا أتناول بين فترة وأخرى جوانب السلامة المرورية، وأرصد ملامح التغيير الإيجابي. وما زلت أتطلع إلى أن يكثف المرور التعامل الحازم مع التجاوزات.
سبق أن تحدثت عن مظاهر وممارسات تعكس حالة لا مبالاة تستحق العقاب: استخدام الإشارة عند الرغبة في الاتجاه يمينا أو يسارا. هذا سلوك نادر. وبعضهم يظن أن هذا التجاوز دلالة احترافية وثقة بالنفس.
تقليص هذا الأمر يتطلب متابعة من الدوريات المرورية الراجلة، وأيضا من خلال الرصد الآلي.
هناك ممارسات أخرى لا تزال مستمرة، مثل عكس الطريق في بعض الشوارع الداخلية. المخالف بدلا من أن يتجه إلى التقاطع الذي لا يبعد عنه سوى 100 متر أو أقل، يختار أن يعكس الطريق ليدخل إلى شارع داخلي في الجهة الأخرى.
تجاوز السرعة حتى عند التقاطعات القريبة من المساجد والحدائق وعدم التوقف للمشاة، من الأمور الشائعة، وهذه تفضي إلى حوادث دهس. رغم أن النظام المروري يلزم السائق بالتهدئة والتوقف وإعطاء الأولوية للمشاة. لكن بعضهم يتصور جهلا أو رعونة أن الحق له في استخدام الشارع دون رادع.
هناك ملاحظة إيجابية: لقد أسهمت كاميرات الرصد الآلي في تقليص استخدام الهاتف خلال قيادة السيارة. من المهم تكثيف هذه الكاميرات، واستيعابها لكل المخالفات.