آسيا المتعطشة للطاقة تبحث عن حرارة الأرض

آسيا المتعطشة للطاقة تبحث عن حرارة الأرض

في مواجهة أزمات طاقة وشيكة قد تعصف باقتصاديهما الناميين، تبحث إندونيسيا والفلبين تحت سطح الأرض عن حل يلبي حاجتهما الملحة إلى الطاقة. ويقع البلدان فيما يعرف بحلقة النار في المحيط الهادي، وهي منطقة تكثر فيها البراكين وفيها أكبر مستودع لطاقة الحرارة الأرضية.
وقال ليستر براون رئيس معهد سياسة الأرض في خطاب الشهر الماضي "حين أفكر في الطاقة في إندونيسيا أفكر في الحرارة الأرضية، هناك أكثر من 500 بركان في إندونيسيا من بينها 130 بركانا نشطا". وتابع أمام مجموعة (سي. إل. إس. إيه ـ أسواق آسيا والمحيط الهادي الاستثمارية) "يمكن أن يعتمد اقتصاد إندونيسيا على طاقة الحرارة الأرضية كليا، وهي لم تقترب من الاستغلال الكامل لإمكاناتها".
وربما يتغير ذلك مع ارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلب وتداعي المنشآت في قطاع الطاقة، مما يزيد من إلحاح عملية البحث عن سبل لاستغلال احتياطيات الحرارة الأرضية في إندونيسيا والفلبين. غير أنه ثبت صعوبة استغلال هذه الإمكانات.
وتشمل مشاريع الحرارة الأرضية حفر آبار على عمق كبير لاستغلال البخار أو الماء الساخن لإدارة المحركات، ولكن الأمر لم يقتصر على التحديات الطبيعية، فالعملية تحتاج إلى استثمارات ضخمة ويزيد من صعوبتها الروتين وغيره من العقبات في أماكن مثل إندونيسيا والفلبين.
ويهدف مشروع "بدوجول" المقام بين براكين في جيب بالي، لتوليد 175 ميجاوات من الكهرباء أو نحو نصف احتياجات المنتجع تقريبا من الكهرباء، غير أن المشروع متوقف حاليا بسبب مخاوف السكان من الأضرار في منطقة تحوي مقدسات هندوسية والتأثير في إمدادات المياه من بحيرات قريبة.
وتأتي معظم احتياجات بالي من الكهرباء من جزيرة جاوة المجاورة عن طريق كابل تحت البحر. ويقول مؤيدون إن المشروع ضروري لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في جزيرة بالي قلب صناعة السياحة في إندونيسيا.
وتقول ني مادي ويدياساري من شركة بالي للطاقة، وهي الشركة التي تنفذ المشروع "نأمل أن يتم تشغيل المشروع ليس فقط من أجل المستثمرين، بل من أجل مستقبل بالي"، ونفت أن يكون للمشروع أي أضرار.
وفي الفلبين، وهي حاليا ثاني أكبر منتج للحرارة الأرضية بعد الولايات المتحدة، فإن إحدى العقبات الأساسية التي تعرقل تطوير الاحتياطيات تتمثل في الحامضية العالية المرتبطة بالبراكين النشطة، التي قد تؤدي لتآكل الأنابيب.
ويقول بول أكينو رئيس بي. إن. أو. سي لتطوير الطاقة "مازال هناك الكثير من الحقول الحامضية، وهو ما يعني أن البراكين الخاملة أسفلها لم تمت بالفعل". وأضاف أكينو أن ذلك سيجعل من الصعب على الفلبين تحقيق هدفها بزيادة طاقة الحرارة الأرضية من 1931 ميجاوات إلى 3131 ميجاوات بحلول 2013 والتفوق على الولايات المتحدة كأكبر منتج لها.
وتدير الشركة تسعة حقول بخار بطاقة 1199 ميجاوات، أي نحو 60 في المائة من طاقة الحرارة الأرضية في البلاد. وتمثل طاقة الحرارة الأرضية نحو 18 في المائة من احتياجات الفلبين من الطاقة.
وثمة ضغط كبير بالفعل على شبكات الكهرباء في الفلبين وإندونيسيا اللتين يصل تعداد سكانهما إلى 316 مليون نسمة. ويقدر أن الطلب على الكهرباء في الفلبين ينمو بنسبة 4.8 في المائة كل عام، بينما تعاني إندونيسيا انقطاع الكهرباء نظرا لضآلة الاحتياطي في أوقات ذورة الطلب.
وتولد إندونيسيا حاليا 850 ميجاوات من الكهرباء من إمكاناتها التي تقدر عند 270 ألف ميجاوات من الحرارة الأرضية، أي نحو 3 في المائة من إنتاج الكهرباء الحالي.
ورغم أن الحكومة تريد التركيز بصورة أكبر على المحطات التي تولد الكهرباء من الفحم، قال وزير الطاقة بورنومو يوسجيانتورو إن الكهرباء المولدة من الحرارة الأرضية قد تصل إلى 9500 ميجاوات بحلول عام 2025.

الأكثر قراءة