مجموعة الـ 8: الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة غموض .. وبوش يؤيد "سياسة الدولار القوي"

مجموعة الـ 8: الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة غموض .. وبوش يؤيد "سياسة الدولار القوي"

أكد قادة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى أمس الثلاثاء، أن الارتفاع الحالي في أسعار النفط يشكل تهديدا خطيرا للنمو الاقتصادي العالمي، وقال القادة في بيان صدر خلال اليوم الثاني للقمة "لدينا قلق بالغ بسبب الزيادة الحادة في أسعار النفط التي تشكل خطرا على الاقتصاد العالمي".
كما حذر القادة خلال قمتهم المنعقدة في اليابان من أن الاقتصاد العالمي يواجه حاليا مرحلة من "الغموض" وأن "المخاطر لا تزال قائمة"، وأكد القادة أن ارتفاع أسعار الغذاء والنفط يشكل "تحديا خطيرا لاستقرار النمو في العالم" كما أن له "تداعيات خطيرة على الفئات الأكثر تضررا منه".
وأوضحوا أن ثمة حاجة إلى تنسيق الجهود للتعامل مع الأسباب الكامنة وراء ارتفاع أسعار النفط.
ومن بين الحلول المقترحة للتغلب على هذه المشكلة زيادة الإنتاج على
المدى القريب وتحسين قدرات التكرير وزيادة الشفافية لمنع المضاربة، وعلى جانب الدول المستوردة فإنه يتعين عليها بذل المزيد من الجهد لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل اعتمادها على المواد الهيدروكربونية.
ودعا قادة المجموعة إلى عقد منتدى للطاقة يركز على كفاءة استخدام
الطاقة وإيجاد تقنيات جديدة وتعزيز الحوار بين المنتجين والمستهلكين. بدأت قمة مجموعة الثماني فعالياتها البارحة الأولى في جزيرة توياكو اليابانية
بمشاركة قادة اليابان، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، كندا، إيطاليا، الولايات المتحدة، وروسيا.
وخلال اليوم الثاني من القمة وجه زعماء المجموعة اهتمامهم إلى قضايا
البيئة والارتفاع الحاد في أسعار النفط والغذاء وسط مخاوف من أن يؤدي
ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية إلى مزيد من التباطؤ في الاقتصاد العالمي، وشهد اليوم الثاني من أعمال قمة المجموعة جلسات عمل مغلقة.
وقال مسؤول في مجموعة الثماني إن الزعماء اتفقوا على جمع كبار منتجي النفط ومستهلكيه في منتدى عالمي جديد للطاقة لبحث الإنتاج والأسعار.
وفي إشارة إلى المشاورات الأخيرة التي جرت في السعودية بين المنتجين
والمستهلكين قال المسؤول لـ "رويترز" المنتدى سيكون شبيها بمنتدى جدة لكنه سيكون أوسع نطاقا، وأضاف "قال الزعماء إنه لا يكفي أن يقولوا إنهم يشعرون بالقلق (بشأن أسعار النفط)، فقد شعروا أن عليهم الإشارة إلى تبني عمل ملموس".
وبين جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني أمس أن قمة نفطية ثانية لمنتجي ومستهلكي النفط ستعقد في كانون الأول (ديسمبر) في لندن، وأوضح براون أن اجتماع لندن هو جزء من عملية مستمرة منذ اجتماع مماثل في جدة وتأخذ في الاعتبار التوصيات بشأن أمن الطاقة والتغير المناخي التي أصدرتها قمة مجموعة الثماني الغنية في اليابان.
وقال براون للصحافيين "لقد اتخذنا قرارا بشأن (عقد) منتدى للطاقة سيدعو
إليه اليابانيون أنفسهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسيكون في أيلول (سبتمبر)..في الخريف"، وأضاف "سيدرج حينئذ توصياته في حوار المستهلكين والمنتجين الذي نجريه مع منتجي ومستهلكي الطاقة والذي سنعقده في لندن في كانون الأول (ديسمبر)".
وفي بيانهم عن الاقتصاد العالمي قال قادة مجموعة الثماني إنهم يتطلعون إلى قمة لندن قائلين إن هناك حاجة لمزيد من الحوار والشراكة المتطورة لتعزيز امن الطاقة العالمي.
من جهته، أكد جورج بوش الرئيس الأمريكي أمام نظرائه في المجموعة أنه يؤيد سياسة "الدولار القوي" على ما قال مسؤول في البيت الأبيض.
وقال دان برايس مستشار بوش للشؤون الاقتصادية الدولية خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة الثماني في توياكو (اليابان) إن "الرئيس أعاد التأكيد بطبيعة الحال على تمسكه بدولار قوي والتزامه العمل من أجل أن يكون الدولار قويا".
وفقد الدولار أكثر من 30 في المائة من سعر صرفه في مقابل اليورو خلال سنتين ويسهم تراجعه في ارتفاع النفط الذي يسعر بالدولار، وبقيت تصريحات المسؤولين الاقتصاديين في الأشهر الأخيرة الداعمة لسياسة
"الدولار القوي" من دون أي تأثير.
من جهة أخرى، أكدت مجموعة الثماني أنها تمهل نفسها خمس سنوات لتحريك 60 مليار دولار من اجل محاربة الأمراض المعدية في إفريقيا، كما أكدت تعهدها بمضاعفة مساعداتها للقارة بحلول 2012.
وقال رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني المجتمعون في توياكو في اليابان "نكرر تعهدنا بمواصلة الجهود والعمل بهدف تقديم 60 مليار دولار على الأقل على مدى خمس سنوات من أجل محاربة الأمراض المعدية وتعزيز القطاع الصحي".
وتعهدت مجموعة الثماني بدفع 60 مليار دولار لمكافحة الملاريا والإيدز
أثناء قمتها السابقة في هايلغندام في ألمانيا، لكنها لم تحدد آنذاك أي موعد أقصى لتحقيق ذلك.

الأكثر قراءة