هناك مشكلات عديدة تعوق العمل الدعوي الموجه للجاليات
أكد الشيخ الدكتور عبد الله بن علي أبو عشي المالكي المشرف العام على المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات في أبها, أنه مع تقدم التكنولوجيا ودخول التقنيات الحديثة أسلم عدد لا يستهان به من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام عن قناعة بعد اطلاع على تعاليمه وسماحته, وذلك أثناء وجودهم في المملكة، وكذلك عن طريق المراسلات سواء كانت عن طريق البريد الإلكتروني أو عن طريق المراسلات العادية بالبريد العادي, وكان لها تأثير كبير وإيجابي، لأنها تمثل التواصل بين هذه المراكز المختلفة وتبين من يريد أن يعرف عن الإسلام من الغربيين أو غيرهم أو حتى من أراد أن يتزود بمعلومات عن الإسلام.
وأضاف أن الدور المطلوب منهم بعد أن أبصروا نور الإسلام أثناء وجودهم في المملكة القيام بنشر هذا النور الذي أكرمهم الله به بين عائلاتهم وذويهم، بل حتى بين من يعمل معهم في الأعمال التي يقومون بها على اختلافها، أيضا نتوقع منهم أن يعطوا المثل أو القدوة الحسنة للمسلم، ,أن يزدادوا إخلاصًا في عملهم وعطاء لكي يرتبط في أذهان من يلتقون بهم من غير المسلمين هذا العطاء وهذا الإخلاص بحرصهم الذي ربما يكون عاملا لاعتناقهم الإسلام، وكذلك يعطون الصورة الجيدة عن الإسلام.
وقال أبو عشي بالنسبة إلى ما يتعلق بالدور الذي يمكن توقعه من الجاليات المسلمة عند إسلامهم فإن الدور كبير جدا أيضا، فمثلاً نتمنى منهم أيضًا أن يتم التواصل بين مكاتب الجاليات الموجودة في المملكة وبينهم؛ لكي يستمر النفع وتبادل ما يستجد من معلومات وكتيبات وأشرطة, ويتم التواصل لعله يُعين هذا المسلم الجديد حتى عندما يعود إلى بلاده يكون قد كون البيئة المناسبة لأنه سيرجع إلى بلاده التي قد لا يكون للإسلام فيها صوت قوي، لذا فإن في هذا التواصل تثبيتا لهذا الشخص عندما يعود إلى بلده.. هذا أولاً.
ثانيًا: نتوقع من الشخص عندما يعود إلى بلده أن يكون خير سفير، ورسولا لهذا الدين يطبقه ويحسن تقديمه بالتي هي أحسن وبالأساليب المسالمة البعيدة عن الإجبار أو الإكراه؛ لأن القرآن الكريم يقول لك (لا إكراه في الدين)، فلابد أن يدعو إلى هذا الدين بالأسلوب الحسن وأهم وسيلة هو هذا السلوك، وتطبيق الإسلام، فقد يكون الإنسان يدعو دون أن يتكلم، بمعنى آخر بتطبيقه الإسلام، نجده يؤثر في الآخرين, إضافة إلى الاستعانة بما يتزود به من أشرطة ونشرات يقدمها لمن أراد أن يعرف عن الإسلام.
وأشار الدكتور أبو عشي إلى وجود مشكلات كثيرة تعوق العمل الدعوي نحو الجاليات، إلى درجة أننا بدأنا نسمع عن مصطلحات فقه الأقليات، وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما أتى من المعاناة التي تعانيها الجاليات المختلفة في مختلف البلدان عندما تذهب وتصطدم بقوانين وتشريعات تختلف عن التشريعات الإسلامية، يضاف إلى ذلك جهل معظم هؤلاء المغتربين والمهاجرين إلى تلك البلاد، فقد هاجروا ولديهم حصيلة قليلة جدًا من المعلومات والتشريعات الإسلامية أصلاً، فجاءوا وقابلوا وواجهوا القوانين المختلفة في البلدان التي يعيشون فيها، فبطبيعة الحال يظهر سؤال حول موقف المسلم من كثير من هذه الأمور التي تمس حياة هذه الجاليات التي ذهبت وهاجرت إلى الغرب، ولله الحمد, تم تكوين مجلس للإفتاء, وأظن أن المكتب الرئيس لهذا المجلس في بريطانيا، وظهر عدد من الفقهاء الذين اهتموا بهذا الجانب وهو فقه الأقليات، ووجهوا بحوثهم واهتمامهم لهذه المشكلات التي تمر بها الجالية المسلمة في الغرب وفي الشرق وبدأوا وانبروا للرد وإعطاء الفتاوى المختلفة لهذه الأمور، بل أيضًا أقيمت المنابر لنشر هذه الفتاوى, وتمثلت هذه المنابر في مجلات دورية تهتم بهذه الأمور الفقهية وتنشرها, وهذا يذكرني بجهود مشكورة قدمتها وتقدمها رابطة العالم الإسلامي في هذا المجال، فهنالك عدد لا يستهان به من الأسئلة الفقهية التي وجهت إلى المجمع الفقهي, وهو من أحد الأركان الأساسية للنشاطات التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي، وتمت الإجابة من كثير من العلماء, خاصة الذين لهم دراية بطبيعة الحياة في البلاد الغربية تتم الإجابة عن هذه الأسئلة والاستفسار التي ترد على الأقليات المسلمة في الغرب، بل تم نشر هذه الفتاوى وترجمت للغة الإنجليزية ونشرت على موقع رابطة العالم الإسلامي على شبكة المعلومات, إضافة إلى تضمينها من ضمن النشرات، المجلات، والصحف التي تصدرها الرابطة.
وأوضح أن هناك قصصا لكيفية إسلام بعض الأشخاص, ومنها قصة إسلام رجل حصل على الدكتوراة في ثلاثة من العلوم, وهو حسبما أتذكر من أمريكا من مدينة بتسبيرج, حصل على الدكتوراة في الأديان المقارنة، وحصل على الدكتوراة في علم الفلسفة، يقول في شريط موجود ومتوافر في مراكز دعوة وتوعية الجاليات في أبها بصوت هذا الشخص، يقول إنه كان يبحث عن دين، فبدأ بالنصرانية، وهو الدين الذي ورثه عن آبائه، إلا أنه لم يقتنع بهذا الشيء، فبدأ يبحث عن بقية المعتقدات فتوجه إلى الهندوسية، وهكذا لم يجد بغيته ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن يحصل على ترجمة لمعاني القرآن الكريم، فيقول إنه عندما احتار وهو يبحث على السعادة والاستقرار الروحي توجه بكليته إلى الله وقال يا رب أرشدني بعد هذه الجولة الطويلة المحيرة والبحث الطويل أرشدني لما يرضيك عني, ثم تناول ترجمة معاني القرآن الكريم، ويؤكد في هذا الشريط وبصوته أنه لم يترك قراءة الترجمة كاملة، وفي جلسة واحدة حتى أثنى عليها وأكمل قراءة ترجمة معاني القرآن الكريم. والذي جعله يقوم بهذا الجهد العجيب أنه يقول لاحظت أن القرآن وما يذكر في القرآن يخاطبني مباشرة، أشعر أنه يخاطب النفس فقرر أن يتوجه اليوم التالي إلى المركز الإسلامي ليعلن إسلامه، واسمه الدكتور جاراميا.
وقال إنني أنصح الإخوة والأخوات بالحصول على هذا الشريط الذي يتكلم فيه هو بنفسه وبصوته عن رحلته الإيمانية إلى نور الإسلام وتجدونه بعنوان قصة الدكتور جراميا.
وأبان أنه يوجد قسم نسوي في مكتب دعوة وتوعية الجاليات في أبها، وله نشاط يقام في يوم الجمعة، وله مقر مستقل ملاصق لمقر الرجال وبمدخل مستقل، واستقلالية في النشاط، وهو يقدم برامج تعليم اللغة العربية، برامج في دورات لحفظ قصار السور للمسلمات الجديدات وبرامج في التعريف بالإسلام لمن يبحث عن الحقيقة من النساء، إضافة إلى المجهودات التي تقدم باستخدام الوسائل الحديثة والبرامج الإلكترونية في الإجابة عن كثير من الاستفسارات وإزالة بعض الشبه من لديه بعض الأمور والتساؤلات حول هذا الإسلام وهذا الدين العظيم.
وأفاد أنه في لغة الأرقام لدينا يتبين أن الفئة التي تتأثر بسرعة وتدخل في الإسلام أكثر من غيرها هم الصينيون، الذين جاءوا في إحدى الشركات التي تعمل في المملكة لنصب أبراج الهاتف الجوال، وبعد أن ألقيت عليهم محاضرة، وترجمت من اللغة الإنجليزية إلى لغة المتدربين وهي لغة أهل الصين أو معظمهم، فأسلم في هذه المحاضرة أكثر من 24 شخصًا، وفوجئنا بعد مرور أسبوع فقط أن هؤلاء الإخوة الـ 24 أثروا في البقية، وفوجئنا بأن 111 شخصًا بعد ذلك أسلموا, وأتمنى من الله أن يوفق الدعاة إلى الله لنشر الإسلام في جميع أصقاع المعمورة.