تحقيقات في بنك دبي الإسلامي تثير دعوات بمزيد من الشفافية في القطاع المالي
أثارت تحقيقات الشرطة في مخالفات في بنك دبي الإسلامي وتحقيق في شركة "ديار" التابعة للبنك دعوات من أجل مزيد من الالتزام والشفافية في بنوك المنطقة.
وأفادت سجلات الشرطة والادعاء أن الشرطة في دبي وهي مركز مالي وتجاري في المنطقة اعتقلت سبعة أشخاص، منهم اثنان كانا يعملان في بنك دبي الإسلامي في إطار تحقيقات في اختلاسات، وحظيت القضية بتغطية مكثفة في وسائل الإعلام المحلية في دول الخليج الغنية بالنفط وتهدد بتشويه صورة قطاع التمويل الإسلامي الوليد.
وقال راج مادها مدير بحوث الأسهم في المجموعة المالية القابضة "هيرميس" في مصر لوكالة رويترز "كل هذه القضايا التي حدثت في الفترة الأخيرة تشير إلى ضرورة أن يكون هناك التزام أكبر، ونريد اتصالات أفضل وشفافية عندما تظهر مثل هذه الأمور".
ونما التمويل الإسلامي بسرعة في السنوات القليلة الماضية بسبب ارتفاع الطلب على الاستثمارات والخدمات المالية الإسلامية، وقال محمد ياسين من "شعاع للأوراق المالية" "يجب أن تكون هناك رقابة أفضل على مثل هذه الأمور".
واستجابت السلطات في الإمارات العربية بعدد من الاعتقالات لشخصيات بارزة أثارت اهتمام وسائل الإعلام، والمعتقلان اللذان كانا يعملان في بنك دبي الإسلامي هما رفعت عثماني نائب الرئيس وعمير موراج العضو المنتدب ومدير التمويل الإسلامي في "جيه. بي. مورجان تشيس" وكان من قبل العضو المنتدب في وحدة تابعة لبنك دبي الإسلامي، ونفى المحامون المدافعون عن عثماني وموراج قيام موكليهم بأي عمل مخالف للقانون عندما اتصلت بهم "رويترز".
وأصبحت دبي المركز المالي لمنطقة الخليج فعليا وهي تجاهد لبناء سمعة طيبة تتعلق بالإجراءات الرقابية الواضحة والشفافية والضرائب المنخفضة، وقال عصام التميمي وهو مؤسس ومشارك رئيسي في شركة التميمي إحدى كبريات شركات المحاماة في الشرق الأوسط "هناك اتجاه جديد في الإمارات شهدته على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية أن لا أحد فوق القانون"، وأضاف "السلطات لديها سلطة التحقيق مع من يخالف القانون أياً كان سواء كان مواطنا أو بريطانيا أو أيا كان".
وهبط سهم بنك دبي الإسلامي بأكثر من 13 في المائة في الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بارتفاع أسهم بنوك منافسة في الإمارات في المتوسط بنسبة 9 في المائة حسب بيانات "رويترز"، والغيوم التي تلبد سماء ثالث أكبر بنك إسلامي في الخليج تهدد بالتأثير في قطاع التمويل الإسلامي بأسره.
ويتمتع بنك دبي الإسلامي بنمو سريع بسبب إقبال المسلمين ولأن البعض من المستثمرين غير المسلمين يعتبرونه استثمارا أخلاقيا لحظره العمل في أنشطة تتعلق بالإباحية.
وقال مادها "قد يكون لذلك بعض الآثار السلبية على العمل المصرفي الإسلامي بشكل عام"، وقال "ليس من الواضح ما الذي يجري"، وأضاف "إنها قضية ربا وبالتالي يمكن للعملاء أن يسألوا: وما الفرق بين البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية؟"، ويقول مستثمرون آخرون إن الأثر قد يمتد لأبعد من القطاع الإسلامي والى القطاع المالي المتنامي بسرعة في الخليج بشكل عام.
وقال ياسين "أن يكون البنك إسلاميا أو غير إسلامي لا علاقة له بالاختلاس، الأمر المهم حقيقة أنها مؤسسة مالية كبيرة لها وجود كثيف في دبي"، وأكد بنك دبي الإسلامي لحملة أسهمه في بيان أن التحقيقات لن يكون لها أثر في الوضع المالي للبنك.