رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


موتوا بغيظكم

عندما تتحدث الأرقام تتوقف الاتهامات الباطلة وتسكت الألسنة الحاقدة. حج هذا العام كان بحق مضرب المثل في النجاح الذي يحلم به كل من يهتم لأمر الإسلام والمسلمين. ليست المعالجة الفريدة للأعداد الهائلة السبب، وليست التجهيزات الفريدة السبب، وليست الأموال والميزانيات المفتوحة السبب، لكنها الإدارة الفاعلة التي جعلت كل شيء يتناغم، وكل مجهود يضيف لما حوله من المكونات لتظهر الصورة بهذا الحسن، وينطق الجميع بالحق المستحق.
إدارة عظيمة جعلت كل عنصر ممن يخدم الحجيج يتبنى فلسفة القيادة التي بنيت في الأصل على الخدمة والاستمرار فيها والإصرار عليها بشكل يجعل كل من يبحث عن الخلل يعجز وهو يرى كل شيء واقعا أمامه. هذه الإدارة التي استوحت أهميتها ودورها من الكعبة المشرفة - كما قال رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل عندما شرح أولويات عمله في المنطقة أميرا لها. هذه الإدارة التي اختارها خادم الحرمين الشريفين لتمثل تطلعاته في خدمة الحجيج ومنحها كل ثقته ودفعها لتحقيق المزيد، تجلت ونجحت بعد أن عانت سنوات مضت وهي تؤسس مفهوم الخدمة الذي تقصده.
لا أخفيكم أنني كنت أعد كم مرة قال خالد الفيصل كلمة خدمة ومشتقاتها، حتى أدركت أنها هي العلامة الفارقة في كل شيء، وهي - كما قال - ما تحاول البلاد أن تفعله، بل وتطالب الحجيج أن يسمحوا لها به. فكرة أدت إلى تفاعلات غير مسبوقة ومبادرات خلاقة أبطالها العاملون في خدمة الحجيج، سواء كانوا حكوميين أو متطوعين بوقتهم وجهدهم.
فحملوا الحاج والحاجة، وأنعلت التي لا تملك النعال، واستقبل صدر حنون طفلا كيلا يشغل أهله عن الرمي، وشاهدنا من العجائب ما لا يتوقعه أحد في أي بلد، ومن أي عامل عام. لقد كان أعضاء الجمعيات يطاردون الحجيج لتقديم العون والصدقات والخدمات، فصفت قلوب كل الحجيج، ولم يجد أعداء هذا الجهد ما يبررون به عداوتهم سوى انتقاد التطور الهائل الذي تعيشه مناطق الحج ومنشآت خدمة الحجاج وتقنيات النقل والتفويج وإدارة الحشود، وهم بذلك كشفوا الحجاب عن عداوة لما تمثله المملكة من الخير والحماية والعناية بالإسلام والمسلمين، حتى قال من يعيش معهم ويعلم حقدهم وتواطؤهم على الإسلام وأهله "موتوا بغيظكم".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي