عبد العزيز بن سلمان: اجتماع جدة يعقد في الوقت المناسب للخروج بالنتائج الصحيحة

عبد العزيز بن سلمان: اجتماع جدة يعقد في الوقت المناسب للخروج بالنتائج الصحيحة

وصف الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية، اجتماع جدة للطاقة اليوم بـ "الاجتماع الكبير"، مؤكدا أنه "يعقد في الوقت المناسب من أجل الخروج بالنتائج الصحيحة"، متوقعا في الوقت نفسه أن يصل الاجتماع إلى "اتفاق حول المبادئ العامة التي من الممكن تطبيقها للوصول إلى حل للأزمة".
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر صحافي مساء أمس في جدة إن "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يضع أهمية كبيرة على هذا الاجتماع، والحضور الكبير للاجتماع يعكس النظرة إلى أهميته".
وتابع قائلا "الاجتماع يعقد في الوقت المناسب، للخروج بنتائج صحيحة نتطلع إليها جميعا، ونتطلع جميعا إلى الاجتماع الكبير يوم غد (اليوم)".
وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي يرأس أيضا اللجنة العليا المنظمة لاجتماع جدة للطاقة إلى أهمية هذا الاجتماع، مبينا أنها تتضح "في الهدف الذي يعقد من أجله وهو البحث في الأسباب التي أوصلت الأسعار للمستوى الحالي والوصول إلى حلول بشكل جماعي لهذه الأسباب والمشكلات".
وقال "سيجرى نقاش مركز غدا (اليوم) للبحث في الجهود التي ستبذل بين "أوبك" ومنتدى الطاقة الدولي ووكالة الطاقة الدولية.
وكان هناك نقاش مثمر خلال الأيام الماضية بين هذه المنظمات الثلاثة كما كان هناك تحليل مشترك للمشكلات الحالية ووضع تصورات عن الجهود والحلول لمواجهة هذه المشكلات، لأن الوضع الحالي يستدعي انتباه الجميع".
وقال "أملنا هو في التوصل إلى منهج عمل متقدم من أجل مواجهة هذه المشكلات، بفضل وجود روح الجدية والتعاون والتفاهم".
وتابع قائلا "لدينا إدراك وتحليل للموقف الحالي نحن لا نفضل حلا على آخر أو قضية على أخرى ولكن نناقش القضايا التي يرغب الحضور في مناقشتها ومناقشة المقترحات للوصول إلى اقتراحات تسهم من أجل حل هذه الأزمة ونعلم أن هذه الموضوعات صعبة وشائكة ولكننا نعتمد على الروح التي يتحلى بها المشاركون والتفاهم المشترك من أجل القضية التي يتم مناقشتها ونحن في موقف يحتاج إلى اهتمام الجميع وليس من الملائم أن نلقى باللائمة على بعضنا البعض ولكن نعمل سويا حتى إيجاد الحلول فالجميع حريصون على إنجاح هذا المؤتمر ومساعدة الفقراء والمحرومين و الأقل تنمية من دول العالم ولا يدفعنا لهذا العمل الشعور بالإحسان أو الشفقة على الآخرين ولكننا نعمل جميعا بطموح المساعدة من أجل رخاء وازدهار الاقتصاد العالمي ولن ندخر جهدا لإنجاح هذا المؤتمر والوصول إلى حلول ذات كفاءة عالية".
وقال "نتوقع الوصول إلى اتفاق حول المبادئ العامة التي من الممكن تطبيقها للوصول إلى حل للأزمة. والوضع يختلف حاليا عن اجتماع إيطاليا حيث لم يكن متخذو القرار مجتمعون مثل اليوم لتبنى المناهج العلمية لحل المشكلة ورأينا أن نجمع المعنيين بالأمر هنا لمناقشة جميع الأمور. وورقة العمل مشتركة، وضعتها المملكة و"أوبك" ووكالة الطاقة الدولية، ومنتدى الطاقة الدولي وتم إعدادها في وقت سريع وأخذت في الاعتبار ما يهتم به المنتجون والمستهلكون".
وأشار إلى أن "المملكة ليست المسؤولة الوحيدة عن الأوضاع الحالية للنفط وإنما تقدم المبادرات وتبحث عن الحلول وتبحث عن مصالحها التي تتوافق مع مصالح الاقتصاد العالمي وتربط نفسها بالعالم مع الرغبة في أن تكون لها مبادرات جادة يقابلها هذا الاهتمام الجاد والتعاون بشكل جيد ولا أستغرب أن تسمعوا مبادرات جديدة من المملكة في ارتفاع أسعار السلع وأتركها في ظرفها".
وأضاف "الاجتماع هو دليل آخر على الشعور والحس بالمسؤولية من قبل خادم الحرمين الشريفين ومن هذه الدولة وهو ما عهدناه من هذه الدولة التي دائما ما تبادر على أصعدة عالمية ومتعددة وليس فقط في النفط ودائما قرارات المملكة معلنة في جانب الإنتاج وهي سياسة المملكة و التي تخضع لمفهوم العرض والطلب انسجاما مع الطلب المتحكم".
حضر المؤتمر الصحافي وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور صالح النملة، ومستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم المهنا.
وأضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان في إشارة إلى الإعداد للمؤتمر "ليس من السهل أن نقوم خلال ثمانية أيام بالإعداد لهذا المؤتمر فهذه المنظمات وعلى رأسها "أوبك" تضم كل المهتمين بأزمة الطاقة والمؤتمر يضم أهم الدول المنتجة والمصدرة وستكون لدينا جلسة تقنية شاملة تضم كل المختصين".
وقال "لقد كان باعثنا ومحركنا الأول هو شعورنا بالمسؤولية كما أن توزيع الاتهامات هنا وهناك ليس هدفنا ولكن التزامنا بالتحليل والمناقشة بغاية الحرفية والمهنية هو محركنا ودافعنا للتوصل إلى حلول جماعية للأزمة".
وأشار إلى أن المشاركين سيتحدثون خلال المؤتمر عن "الأسباب المتراكمة للارتفاعات الحادة خلال السنوات الماضية"، موضحا أن "طبيعة المشكلة هي أن الأمور نسبية هنا وهناك ولن نجد طرفين يتفقان على رأى واحد أو حل واحد وما اقترحناه هو تنوع الأسباب التي تساهم في حل المشكلة العالمية وقد اقترحنا بعض الحلول الإيجابية للعمل من خلالها والتوصل إلى حلول ناجحة".
وقال "ورقة العمل وزعت الثلاثاء الماضي على المشاركين وهي تعكس اتفاقا حقيقيا بين السعودية وأوبك ووكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة الدولي ولقد أصدرنا بعض البيانات منذ عدة أشهر وهي تسير في اتساق تام مع ما نعلنه باستمرار فإذا تزايد الطلب على النفط سنقوم ببيعه لأن عملاءنا يحتاجون إليه".
وتابع قائلا "نسعى إلى إعادة استقرار أسواق البترول ونظرا لتعدد المسببات يتطلب الأمر التعاون الجماعي في عدة مجالات ويجب أن نكون واقعيين ولا يمكن لطرف من الأطراف أن يكون حلا للأزمة وإنما هناك آليات لإعادة الاستقرار للأسواق".
وأضاف مؤكدا "نحن نفضل أن تكون الأسعار مستقرة ونفضل أسعار مستدامة لفترة وما يهمنا النظر إلى الأمور على المدى الطويل ومن مصلحتنا ومن صميم اهتمامنا أن نطيل عمر مخزوننا البترولي وأن تكون العوائد ثابتة ومستدامة إلى حد كبير وأسعار البترول هي قضية متروكة للعرض والطلب ونفضل الاستقرار وهو الطريق الوحيد والهدف هو إطالة عمر البترول".
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان "يجب أن نكون واقعيين في التعامل مع الآخرين وإيجاد الحلول ويجب أن يكون لدينا إحساس حقيقي بالواقع ولابد من إيجاد حلول مختلفة لوجهات النظر المختلفة".
وأكد أنه "من الأخطاء ربط نجاح وفشل هذا الاجتماع بما تكون عليه الأسعار غدا أو بعد غد"، مضيفا أن "ما نسعى إليه هو تحقيق الحلول وليس الحلول الآنية وإنما تحقيق وإيجاد استقرار دائم للسوق واتخاذ الإجراءات الممكنة لتحقيق هذا الاستقرار". وكان الأمير عبد العزيز قد أكد في حديث لقناة "العربية" أمس أن قرارات إنتاج السعودية تجارية وليست سياسية وتعتمد على تلبية طلب المستهلكين. وقال إن الزيادة في الإنتاج تأتي بالتوازي مع الطلب الذي تتلقاه شركة أرامكو السعودية، مشيرا إلى أنها قرارات تجارية مستقلة عما ستتم مناقشته خلال اجتماع جدة.

الأكثر قراءة