رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«وثائقي» الحج .. كي يرصد الجهود الكبيرة والاستثنائية

كما هو الأمر في كل عام - بحمد الله - نجاحات تتوالى في إدارة موسم الحج، وتميز من قبل المؤسسات الحكومية المشاركة في هذه الشعيرة العظيمة بإدارة حكيمة ومتابعة مستمرة ودقيقة من قبل قادة البلاد - حفظهم الله - هذا بلا شك - وبحمد الله - نعمة يمن الله بها علينا بأن مكن في هذا البلد الكريم قادة وأبناء لهذا الوطن يدركون المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة؛ لييسر الله لهم تسهيل أداء هذه الشعيرة للمسلمين من كل أنحاء العالم؛ حتى أصبح المسلم في أي مكان وأيا كانت حالته لا يتردد أبدا في اتخاذ قرار الحج متى ما سنحت له الفرصة لذلك دون خوف أو قلق أمني، أو الشعور بوجود مشقة شديدة لا تمكنه من الحج، حتى وجدنا كبار السن، وكثيرا من المرضى والصغار والكبار والنساء، حتى الحوامل منهن لا يترددن مطلقا في أداء هذه الفريضة، حتى شهد هذا الموسم ولادة بعضهن خلال هذه الأيام، دون قلق مما قد يحصل لهن من معاناة خلال الولادة، أو احتمال عدم وجود العناية الكافية، ولعل صور سيارات الإسعاف وهي تنقل المرضى لأداء هذا النسك - صورة تنحتها الذاكرة كشاهد على أن ما تم - بحمد الله - أمر استثنائي من الصعب حدوثه في الظروف الطبيعية. وهذا - بحمد لله - شاهد على حجم الجهود الجبارة لخدمة الإسلام والمسلمين، خصوصا ضيوف الرحمن منهم، والحقيقة رغم أنه ليست لي خبرة في المجال الإعلامي، إلا أنني وكثير من أبناء هذا المجتمع والمسلمين عموما لدينا شغف بمعرفة تفاصيل بعض الأمور الخاصة بالحج، من خلال رصد دقيق لهذه الأحداث عن طريق سيناريو وعرض مشوق أشبه بالأفلام الوثائقية، وذلك لبناء مكتبة مرئية لهذا الحدث العظيم، الذي له مكانة عزيزة في قلوب المسلمين حول العالم، ولا شك أن هذه المكتبة لن تكون محل اهتمام المسلم فقط، بل كل من يبحث عن الجميل والمثير والمبهر حول العالم، وهناك كثير من المهتمين بمثل هذا النوع من البرامج، حتى في بعض الأحداث البسيطة، التي لا تقارن إطلاقا بالحج، باعتبار أنه شعيرة، وركن أساس في الإسلام، ومحل اهتمام خُمس سكان هذه الأرض، الذين يتطلعون يوما ما إلى أن يحضروا هذا المشهد، كما أنه شعيرة وتنظيم أبهر كثيرا غير المسلمين حول العالم. لا شك أن مَشاهد مثل مشهد سيارات الإسعاف وهي تنقل بعض المرضى بطاقم طبي كامل؛ ليتمكنوا من أداء هذه الفريضة من المدينة إلى مكة - لهو مشهد نادر في هذا الزمان، كيف والأمر لا يقتصر على مريض واحد، بل مجموعة من المرضى، في مشهد يوحي بعمل كبير، أشبه بالمستشفى المتنقل في المشاعر، ومشهد قوات الطوارئ وهي لا تكتفي بدورها الطبيعي ومسؤوليتها الصعبة في حفظ الأمن في المشاعر، إلى تقديم الخدمات للحجاج من كبار السن وغيرهم، وخدمتهم وكأنهم أبناء لهم، ومشاهد هذه العناية لا تنتهي، إضافة إلى الجهود التي تبذلها "الشؤون الإسلامية" في توعية الحجيج، ومشهد رجال المرور وجهودهم في تنظيم حركة السير، إضافة إلى رجال الدفاع المدني وتفانيهم في الحفاظ على سلامة الحجاج، ومشهد المتطوعين من الفرق الكشفية، وغيرهم كثير، كل ذلك شاهِد على عمل جبار نادر يستحق التوثيق. لا شك أن جهود المؤسسات الإعلامية، سواء من خلال وزارة الإعلام أو الإدارات الخاصة داخل الوزارات - جهود كبيرة، ولا تقل عن جهود المؤسسات الحكومية الأخرى، ولكن هذه فكرة نابعة من شغف بمعرفة تفاصيل تلك الأحداث الاستثنائية والنادرة، من خلال برنامج وثائقي يستعرض ظروف هذه الحالات وتفاصيلها، وأثر تلك الخطوات في صاحبها، خصوصا بعد عودته إلى بلاده، وأثر ذلك في عائلته. لا شك أن ذلك عمل كبير، ويحتاج إلى كثير من الجهود من قبل جميع المؤسسات رغم انشغالها الكبير بموسم الحج، ولعل هذا البرنامج قد ينعكس إيجابا على تلك المؤسسات، وإدراك أهمية وأثر جهودها في ضيوف الرحمن، ما يكون له أثر في العاملين في تلك المؤسسات. والخلاصة؛ إن الجهود الكبيرة التي تقدمها المملكة على مختلف المستويات، ومن جميع المشاركين، سيكون لتوثيقها وبناء مكتبة مرئية من خلال برامج وثائقية مشوقة، على غرار ما تنتجه كثير من المؤسسات الإعلامية المميزة، سيكون له أثر إيجابي في المشاركين في خدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى ترسيخ الصورة الإيجابية عما تقدمه المملكة من جهود جبارة في هذا الموسم، وتوثيق هذه الأحداث لتكون مرجعا لأجيال المستقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي