مطالب بسن قيود ضد نشاط المضاربين لكبح جماح الأسعار

مطالب بسن قيود ضد نشاط المضاربين لكبح جماح الأسعار

تزايدت الدعوات وسط الدول المنتجة إلى فرض قيود على المضاربين في أسواق عقود النفط إذ تعتقد الدول المنتجة أنهم سبب رئيس في رفع الأسعار مع توافر المعروض في الأسواق.
ومنذ مطلع عام 2008 وعندما تخطى النفط 100 دولار بدأت دول "أوبك" والمنتجون خارجها توجيه اتهامات صريحة إلى المضاربين في السوق، خاصة أن "أوبك" رفعت إنتاجها لكن دون أن تلمس ردة فعل إيجابية في السوق، وتغطي المنظمة حاليا 40 في المائة من حاجة السوق (32.2 مليون برميل)، فيما يتم توفير حاجة السوق العالمية الباقية من دول خارج المنظمة، حيث تنتج نحو 53 مليون برميل، على أساس أن الاستهلاك العالمي في حدود 85 مليون برميل يوميا. ووفق محللين نقلت آراءهم وكالات الأنباء العالمية خلال اليومين الماضيين، فإن نشاط المضاربين سيكون أحد محاور اجتماع جدة للطاقة.
وتراجعت أسعار النفط أمس مع اتجاه السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم إلى تعزيز الإنتاج على ما يبدو إلى أعلى مستوى وذلك للحد من موجة صعود قياسية تهدد نمو الاقتصاد العالمي.
وجاء التراجع إثر صعود طفيف في وقت سابق من الجلسة إلى مستوى قياسي قرب
140 دولارا للبرميل أوقد شرارته ضعف الدولار الأمريكي وإغلاق طارئ لمنصة نفطية في بحر الشمال.
وقال أندي ليبو محلل النفط في "إم. إف جلوبال" في نيويورك "بعد صعود الأسعار اليوم
مقتربة من 140 دولارا يعيد الناس تقييم الوضع آخذين في الحسبان أننا قد نحصل
على كميات أكبر من أوبك وأن السعوديين يستضيفون قمة للمنتجين والمستهلكين نهاية الأسبوع".
وتحدد سعر التسوية للخام الأمريكي الخفيف تسليم تموز (يوليو) منخفضا 25 سنتا عند 134.61 دولار للبرميل، وذلك دون أعلى مستوياته على الإطلاق 139.89 دولار الذي لامسه في وقت سابق من المعاملات. وهبط "مزيج برنت" في لندن 40 سنتا مسجلا 134.71 دولار.
وصعدت أسعار النفط نحو 40 في المائة وسط تقلبات جامحة منذ مطلع العام وهي مرتفعة لما يقرب من سبعة أمثالها منذ عام 2002 مدفوعة بزيادة الطلب في الصين ودول نامية أخرى.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد قال أمس الأحد إن السعودية تعتزم رفع إنتاجها النفطي إلى 9.7 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو).
وبهذا تبلغ الزيادة 550 ألف برميل يوميا أي أكثر من 6 في المائة منذ أيار (مايو) ليصل الإنتاج السعودي إلى أعلى معدل شهري له منذ آب (أغسطس) 1981 بحسب بيانات للحكومة الأمريكية.
وقال سام بودمان وزير الطاقة الأمريكي أمس إن الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم التي يعصف بها ارتفاع أسعار البنزين وأزمة في سوق الإسكان ترحب بالخطوة.
وتأتي الخطط السعودية قبل اجتماع لمنتجي ومستهلكي النفط في 22 حزيران (يونيو) لإيجاد حل لأسعار النفط القياسية التي أثارت احتجاجات واسعة من المستهلكين. لكن بعض المحللين يقولون إن الخطوة قد لا تكون كافية لكبح جماح الأسعار. وقالت شركات تكرير النفط الأمريكية إنها لن تكون مهتمة بشراء أي كميات إضافية من النفط السعودي ما لم تتراجع الأسعار بدرجة كبيرة. كذلك أثار الارتفاع السريع في الأسعار دعوات سياسية إلى فرض قيود على من يسمون بالمضاربين في أسواق عقود النفط. ويقبل المستثمرون على السلع الأولية هذا العام تحوطا من ضعف الدولار والتضخم.
وكانت الأسعار قفزت في وقت سابق من أمس مع تراجع الدولار مقابل اليورو وسط توقعات أن يعمد البنك المركزي الأوروبي إلى رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم. وأضاف متعاملون أن إغلاق منصة نفط أوزنبرج أيه التابعة لشركة النفط النرويجية شتات - أويل هايدرو في بحر الشمال بسبب حريق، شجع أيضا على بعض عمليات الشراء.

الأكثر قراءة