اجتماع جدة فرصة للمكاشفة وتخفيف الضغوط على المنتجين
أكد خبير نفطي أن اجتماع جدة للطاقة يأتي في وقته المناسب، للوقوف على الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية في الوقت الذي تتوافر فيه كميات كافية من المعروض في الأسواق. وتحدث الخبير لـ "الاقتصادية" عبر الهاتف من مقره في جنيف، قائلا إنه من الواضح وباعتراف الأوروبيين أن ما يحرك أسعار الخام حاليا هي عوامل غير أساسية (لا ترتبط بالعرض والطلب)، فتحرك الأسعار في نطاق 10 و12 دولارا في يوم واحد بالهبوط أو الارتفاع لا يعكس إلا وجود مضاربة في الأسواق، والمؤتمر الذي دعت إليه السعودية ينتظر أن يسلط الأضواء على هذه العوامل، ويوضح للمستهلكين على وجه التحديد أن السوق مشبعة ولا تعاني نقصا في المعروض.
ويستشهد الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه، بالزيادة التي ضختها السعودية في أيار (مايو) الماضي البالغة 300 ألف برميل يوميا، حيث يشير إلى أنها لم تنعكس على الأسعار، مما يدل في المقابل على أن السوق لم تكن تعاني نقصا في المعروض بقدر ما كانت تخضع لعوامل غير أساسية.
وتابع الخبير متحدثا عن الدعوة السعودية للمؤتمر، أن الرياض تثبت من خلال هذه الدعوة حرصها على استقرار أسواق النفط، وهي ترغب في المقابل في حوار أو نقاش مفتوح بين المنتجين والمستهلكين، خاصة أن بعض المستهلكين ما زالوا يعلقون سبب الارتفاع على المعروض، في حين أن المنتجين يستدلون بعدة معطيات على عدم علاقة المعروض بالسقف الذي بلغته الأسعار حاليا. ولا يستبعد المحلل أن ينجح المؤتمر – من خلال المكاشفة والمصارحة – في تخفيف الضغوط على الدول المنتجة وهي ضغوط برزت منذ أن تخطى سعر البرميل 100 دولار.
وفي سؤال لـ "الاقتصادية" حول مغزى دعوة الشركات النفطية إلى المؤتمر من وجهة نظره، قال الخبير النفطي إن ذلك يعكس رغبة السعودية في وصول الاجتماع إلى حقائق ثابتة حول مسألة الأسعار، فقد يكون هناك جوانب متعلقة بالشركات المنتجة، خاصة ما يخص الاستثمار والتصدير، وبالتالي فالحوار أو النقاش سيكون جليا وواضحا لجميع الأطراف، و"نتوقع أن يظهر من خلال مداولاتها مدى الحاجة الماسة إليه بالفعل".
والمعلوم أن الإنتاج اليومي العالمي للنفط يبلغ نحو 85 مليون برميل ارتفاعاً من 72.231 مليون قبل عشر سنوات، تنتج الدول من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" نحو 53 مليون برميل يوميا تمثل 60 في المائة من استهلاك العالم، فيما تنتج دول أوبك نحو 32.2 مليون برميل يوميا، ما يعادل نحو 40 في المائة. وحقق الاستهلاك العالمي للنفط نموا هو الآخر بلغ 85.220 مليون برميل يومياً في 2007، ارتفاعاً من 73.598 مليون برميل قبل عشر سنوات، وزاد الاستهلاك في شمال أمريكا إلى 25.024 مليون تستحوذ أمريكا على معظمه بحصة تبلغ 20 مليون برميل يوميا، ارتفاعاً من 22.276 مليون في وقت حققت منطقة آسيا والباسيفيك نموا في الاستهلاك إذ ارتفع من 20.063 مليون برميل قبل عشر سنوات إلى 25.444 مليون، الحصة الرئيسة فيها للصين التي ارتفع استهلاكها من 4.179 مليون برميل إلى 7.530 مليون، والهند من 1.828 مليون إلى 2.748 مليون.