المعطاء: قصة صغيرة عن فكرة فعالة لإدارة الأعمال
يقدم الكتاب قصة إدارية جديدة تؤكد الحكمة التي تقول: "امنح وستجد" أو بمعنى آخر "من زرع حصد". تدور أحداث القصة حول شاب طموح يدعى جو متعطش للنجاح. وجو هو نموذج حقيقي لمن يجتهد في الحصول على الشيء حتى يحصل عليه، على الرغم من أنه يشعر أحيانا أنه كلما بذل المزيد من الجهد في العمل وسعى إلى إنجازه بسرعة أكبر، بدت أهدافه أبعد منالا.
وهكذا في أحد الأيام وعندما كان مصابا بالإحباط بسبب فشله في إنهاء صفقة بيع مهمة، طلب جو النصيحة من بيندار، وهو مستشار شهير يطلق عليه عملاؤه لقب الرئيس. وبعدها بأسبوع قدم بيندار لجو مجموعة المعطائين ممن عرفوا معنى قوة العطاء ومنهم: صاحب مطعم ومدير تنفيذ لإحدى الشركات وسمسار عقاري .
تبرع أصدقاء بندار بأن يقدموا لجو القوانين الخمسة للنجاح وعلموه كيف يمكنه أن يفتح قلبه لقوة العطاء. تعلم جو منهم أنه عندما يغير تركيزه من الأخذ إلى العطاء بأن يضع مصالح الآخرين على قائمة أولوياته ويحرص على إضافة قيمة إلى حياتهم، لأن هذا يؤدي حتما إلى مكاسب غير متوقعة.
قد يكون هذا الكتاب مصدرا لتغير كبير في حياة القارئ. والواقع أن البعض يرى أن هذه القصة الإدارية جديرة بأن توضع في مصاف القصص الإدارية ذات التأثير الكبير في جمهور القراء مثل رواية "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" لسبنسر جونسون. والواقع أن رد فعل القارئ على رواية المعطاء بمفهوم العطاء الجديد الذي تقدمه يعتمد على رؤيته الخاصة للأفكار الواردة فيها ومدى اقتناعه بها.
والواقع أن مفهوم العطاء الذي يقدمه الكتاب لا يقصد به العطاء المادي قدر ما يعني به العطاء المعنوي، وأن يكون الإنسان حريصا على شعور الآخرين من حوله وألا يكون مبرمجا فقط على تحقيق أهدافه دون وضع الناس من حوله في اعتباره.
فلنتخيل مثلا أن هناك اختبارا للقبول في إحدى الدورات الدراسية المخصصة لإدارة الأعمال، وكان هنالك سؤال يقول: البيع يساوي الشراء، مثلما يساوي النجاح: (أ) الفوز، (ب) السيطرة. (ج) العطاء (د) لا شيء مما سبق.
طبقا لهذا الكتاب فإن (أ)، و(ب) ليستا إجابات صحيحة، ولن يحصل الطالب عليها على أي درجات في حين أن (ج) العطاء هي الإجابة التي يدور حولها هذا الكتاب شرحا وتفسيرا، على الرغم من أنها تبدو مخالفة لكل قواعد إدارة الأعمال التي تحسب المكاسب والخسائر بلغة الأرقام.
يضفي الكتاب بعدا إنسانيا على الأنشطة التجارية وممارسات الشركات ويبتعد كثيرا عن النزعة البراجماتية التي تقوم عليها الأنظمة الرأسمالية، داعيا القراء إلى البحث عن متعة العطاء.