مجلس الوزراء: اجتماع جدة للطاقة يؤكد حرص السعودية على استقرار الاقتصاد العالمي
عبّر مجلس الوزراء أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن تقديره للترحيب العالمي وسرعة استجابة الدول للدعوة التي أطلقها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، لعقد اجتماع لوزراء الطاقة للدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وأكد المجلس أن عقد هذا الاجتماع جاء من منطلق دور السعودية الإيجابي في العلاقات الدولية بمختلف جوانبها واهتمامها بالاقتصاد العالمي واستقرار السوق النفطية وحرصها على تعاون الدول المنتجة والمستهلكة في هذا الشأن.
إلى ذلك، أكد خبير نفطي تحدث لـ "الاقتصادية" من فيينا أمس، أن اجتماع جدة للطاقة يأتي في وقته المناسب، للوقوف على الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية، في الوقت الذي تتوافر فيه كميات كافية من المعروض في الأسواق. وقال الخبير "من الواضح وباعتراف الأوروبيين أن ما يحرك أسعار الخام حاليا عوامل غير أساسية (لا ترتبط بالعرض والطلب)، فتحرك الأسعار في نطاق 10 و12 دولارا في يوم واحد بالهبوط أو الارتفاع لا يعكس إلا وجود مضاربة في الأسواق".
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
عبر مجلس الوزراء السعودي أمس عن تقديره للترحيب العالمي وسرعة استجابة الدول للدعوة التي أطلقها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي لعقد اجتماع لوزراء الطاقة للدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وأكد المجلس أن عقد هذا الاجتماع جاء من منطلق دور السعودية الإيجابي في العلاقات الدولية بمختلف جوانبها واهتمامها بالاقتصاد العالمي واستقرار السوق النفطية وحرصها على تعاون الدول المنتجة والمستهلكة في هذا الشأن.
وفي الوقت الذي يرقب العالم "اجتماع جدة للطاقة" الذي ينعقد الأحد المقبل بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مالت أسواق النفط أمس إلى الهدوء وسجلت تراجعات ملموسة وتحديدا في آسيا ولندن. واستجابت أسعار النفط في الأسواق العالمية أمس لقرب موعد الاجتماع الذي ينعقد بمشاركة عدد من زعماء العالم ووزراء الطاقة في "أوبك" وكبار المنتجين خارجها وكذلك المستهلكين إلى جانب مسؤولي عدد من الهيئات والشركات ذات العلاقة بسوق الطاقة. وتراجعت أسعار خام "برنت" في آسيا ولندن إلى دون 135 دولارا، وهبط الخام 28 سنتا إلى 134.83 دولار للبرميل، فيما في بلغ الخام الأمريكي 134.90 دولار لعقود تموز (يوليو) المقبل، بعد أن هبط في أول التعاملات المبكرة. وتأثرت الأسعار بشكل مباشر بتزايد الإشارات إلى زيادة إضافية مرتقبة من السعودية يتوقع أن تكون في حدود 200 ألف برميل. لكن الأسعار عادت وارتفعت إلى حدود 140 دولارا مع تراجع الدولار أمام سلة عملات في أسواق المال العالمية.
وأمس الأول، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن السعودية أكبر دول العالم تصديرا للنفط، تتأهب لزيادة الإنتاج إلى 9.7 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) المقبل فيما يمثل الزيارة الثانية في الإمدادات خلال شهرين. وتشير بيانات إلى أن هذا سيمثل زيادة قدرها 550 ألف برميل يوميا أي أكثر من 6 في المائة منذ أوائل أيار (مايو) وسيرفع الإنتاج السعودية إلى أعلى مستوى شهري منذ آب (أغسطس) 1981.
ويرى بعض المحللين زيادة إنتاج النفط السعودي إشارة إلى أن أعضاء آخرين في "أوبك" قد يحذون حذو السعودية. وقال روب لوخلين المحلل في "إم.إف جلوبال للسمسرة": أعتقد أن منظمة "أوبك" ستضيف كميات أكبر من النفط الأسبوع المقبل وينبغي أن تكون الكميات كبيرة بما يكفي لكي يلحظها العالم".
وأوضح المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، أنه تم توجيه الدعوة لوزراء الطاقة في الدول الرئيسة المنتجة والمستهلكة للبترول، وأبدى الكثير من الوزراء ترحيبهم بهذه الدعوة وتطلعهم للمشاركة في هذا الاجتماع، الذي من المتوقع أن تنتج عنه نتائج إيجابية تسهم في استقرار السوق النفطية الدولية. وبين الوزير أنه تم كذلك توجيه الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع لدول "أوبك"، والدول المنتجة الرئيسة من خارج "أوبك" ومن ضمنها: روسيا الاتحادية، النرويج، المكسيك، والبرازيل إضافة إلى الدول المستهلكة الرئيسة وهي أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، اليابان، الصين، الهند، وجنوب إفريقيا وغيرهما. كما تمت دعوة بعض المنظمات الدولية وتشمل الأمانة العامة لمنتدى الطاقة، ومنظمة "أوبك"، ووكالة الطاقة الدولية، والمفوضية الأوروبية للطاقة، وشركات البترول العالمية الرئيسية.
ويناقش اجتماع جدة للطاقة وضع السوق البترولية الدولية ، والارتفاع الحالي في أسعار البترول، وكيفية تعاون الدول المنتجة والمستهلكة والمنظمات الدولية ذات العلاقة، وشركات البترول الرئيسة من أجل التعامل مع هذه الظاهرة التي ليس لها ما يبررها من حيث المعطيات البترولية وأساسيات السوق، واقتراح الحلول المناسبة للتعامل معها.
على صعيد الحضور العالمي، أعلن رئيس وزراء أستراليا كيفين رود
أمس اعتزام بلاده المشاركة في اجتماع جدة للطاقة، يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه رود ضغوطا داخلية قوية بسبب ارتفاع أسعار الوقود حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحوالي 80 في المائة من الأستراليين يؤيدون تقليص الضرائب المفروضة على الوقود لخفض الأسعار. وقال رود "الحقيقة أن أسعار النفط تؤثر في الاقتصادات في كل أنحاء العالم وأن أزمة النفط الحالية هي الأشد التي نراها خلال 30 عاما وهي تؤثر في كل الدول المستهلكة للنفط، ولهذا من المهم المشاركة في المنتدى (الذي سيعقد في السعودية) وغيره من المنتديات المماثلة". وكان رئس وزراء بريطانيا جوردن براون قد أعلن مطلع الأسبوع مشاركته في الاجتماع. وفي برلين، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أن وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوس سيشارك في المؤتمر الاستثنائي للطاقة، وأن المشاركة تأتي بدعوة من وزير النفط السعودي علي النعيمي.