إجراء جراحة نادرة لطفل يعاني تشوهات في العمود الفقري
أجرى مستشفى الملك خالد الجامعي جراحة لطفل في السابعة من العمر، يعاني تشوهات في فقرات العمود الفقري، حيث كانت إحدى الفقرات ناقصة في التخلق ومتزحزحة إلى الخلف ضاغطة على الحبل الشوكي مسببة انحرافاً في العمود الفقري، في حين أن المريض يعاني أصلاً تشوهات في الحبل الشوكي ولديه مرض الفتق السحائي، حيث إن الحبل الشوكي يقع تحت الجلد مباشرة من دون أن يكون عليه حماية من العمود الفقري.
وتعد هذه من الحالات النادرة جداً والمعقدة في إجرائها، إذ إن التشوهات محيطة بكل جزء من أجزاء العملية، إضافة إلى الأعضاء الأساسية والحبل الشوكي المكشوف والأوعية الدموية الرئيسية في جسم الإنسان.
وأوضح الدكتور عبد المنعم الصديقي استشاري جراحة العظام والعمود الفقري في مستشفى الملك خالد الجامعي في جامعة الملك سعود، الذي أجرى العملية أن هذه من الحالات النادرة جداً حيث إن المريض يعاني انكشاف الحبل الشوكي، وضعفاً في الأطراف السفلية وأن هذا الضعف بدأ في الزيادة نتيجة نمو الفقرة غير المكتملة والمنزلقة إلى الخلف ضاغطة على الحبل الشوكي، وخطورة هذه العلمية تكون في الالتصاقات الشديدة الحاصلة في الحبل الشوكي حيث يصعب تحريكه والوصول للفقرة من الخلف.
وقال إن "كثيراً من المراكز لا تتوافر لديها الوسائل والخبرات الكافية لعمل مثل هذه العلميات"، لافتا إلى أنهم تمكنوا من تحريك الحبل الشوكي ومن ثم استئصال الفقرة كلياً من الخلف فقط من دون الحاجة إلى عمل عملية جراحية من الأمام (كما كان في السابق) وتم إنجاز العمل من دون مضاعفات - ولله الحمد - وأخرج المريض من المستشفى بعد أربعة أيام من العملية وبدأ في التحسن العصبي تدريجياً.
وذكر الأستاذ الدكتور مساعد بن محمد السلمان عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية، أن المستشفى الجامعي يفخر بمثل هذه الكوادر الوطنية، التي أصبحت في مصاف الخبرات العالمية والقادرة على عمل العمليات المعقدة في التخصصات النادرة مثل جراحات العمود الفقري، مشيراً إلى أن المستشفى الجامعي أكمل جميع التجهيزات الخاصة بوحدة جراحات العمود الفقري والوحدات التابعة له كجهاز ملاحظة الأعصاب أثناء العملية والأشعة المتقدمة لاكتشاف جميع أمراض انحرافات العمود الفقري، حيث تم إنجاز أكثر من 25 عملية لتقويم انحرافات العمود الفقري بنجاح في أقل من عام.