أحمد.. 23 عاما من الشلل لم تمنعه من العيش بـ 2000 ريال
قضى أحمد العنزي, جندي سابق في الحرس الوطني 23 عاماً, مشلولاً بسبب حادثة مرورية ومن ثم خطأ في التشخيص ومضاعفات رمت به على كرسي متحرك، لكن ذلك لم يقف عائقاً في حياته، خصوصا أنه يتيم فقد أبويه وهو في الـ 26 من عمره، إذ تزوج وأنجب ولداً وبنتا، لكنه مازال يحتاج إلى يد تعينه على تكلفة المعيشة.
يقول أحمد (42 عاماً) لـ "الاقتصادية" إنه عمل عسكرياً في الحرس الوطني في الرياض، وفي يوم، مع انتهاء الدوام، قُدر أن تقع له حادثة مرورية أثناء رجوعه إلى منزله، ووقع ذلك في طريق خريص وتحديداً عند تقاطع النظيم مع طريق أكاديمية الأمير نايف الأمنية، إذ أنه فوجئ بسيارة ترتطم به من الأمام، نتج عن ذلك ضربة في الرقبة أفقدته الوعي، لم يع نفسه بعد ذلك إلا في مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني، لكن من قام بإسعافه على الطريق لم يتعاملوا معه بشكل صحيح، وتم حمله على موضع الإصابة ما تسبب بمضاعفات عدة.
ويضيف: "عند وصولي إلى مستشفى الحرس الوطني لم يتم تشخيص حالتي بشكل مطلوب، وأوقعهم ذلك في خطأ طبي، بحيث شخص الأطباء المشرفين على حالتي أن الفقرتين الرابعة والخامسة ضغطتا على بعضهما البعض". وأشار إلى أن الأطباء أفادوا بضرورة شدها حيث تركب في الرأس مسامير من أجل أن ترجع الفقرات لموقعها الأساسي.
وظل العنزي على هذا الحال نحو أربعة أشهر، وفي الشهر الخامس تم عمل أشعة على موضع الإصابة في الرقبة واتضح للأطباء أن الفقرتين متباعدتين عن بعضهما، والسبب يعود إلى سوء التشخيص منذ البداية.
يقول العنزي إن الطبيب الذي أشرف على حالته منذ دخوله المستشفى لم يكن يعلم ما معنى هذه الإصابة، وطريقة علاجها، إذ مكث في المستشفى نحو عام، وهو على هذه الحال من دون تحسن يذكر.
ويشير إلى أنه بعد ذلك تم تحويله إلى مركز التأهيل الطبي التابع للقوات المسلحة في الطائف، الذي يعد مركزا متخصصا في مثل هذه الحالات، ومكث تحت التأهيل نحو 14 عاما، لكنه ظل مشلول الأطراف الأربعة 23 عاماً.
ولفت إلى أن المشكلة التي يعانيها الآن تكمن في السكن، ذلك أنه يعيش حالياً في حي النظيم في منزل يتكون من دور أرضي فقط، عبارة عن غرفتين وصالة ومجلس ودورة مياه بإيجار يفوق 20 ألف ريال، وراتبه لا يكفي لسد حاجته، بعدما أحيل إلى التقاعد عندما أصيب بالشلل، إذ لا يتجاوز مرتبه نحو 2500 ريال، وعليه قرض من البنك يقتص 540 ريالا شهرياً، يتبقى فقط ألفا ريال فقط، لا تغطي المصاريف اليومية والشهرية، متمنيا أن يحظى بعلاج في مركز تأهيلي عالمي يعيد إليه حياته السابقة.
وأكد العنزي أن هناك مساعدات تأتيه من أهل الخير ولكنها بشكل غير دائم ما يجعله يتوجه إلى الجمعية الخيرية في حي النظيم لمساعدته، حيث تم صرف بطاقة شراء شهرية من أحد المحال الكبرى في الرياض ليتمكن من قضاء حوائجه الغذائية، غير أنها لا تكفي لسد متطلباته.
ويتابع في حديثه إلى "الاقتصادية": "بعض من الأقارب مدوا يد العون لي، من خلال مساعدتي على قضاء بعض من الحاجات خارج البيت.
وبمساعدة زوجته وأخيها، يستطيع العنزي أن يأكل ويشرب، ويلبس ملابسه، وهو قادر أيضا على الخروج من منزله، إلى جانب استطاعته التنقل إلى أي مكان، وتكون زوجته وأخوها مرتبطين معه لمساعدته على كل الأعمال. وعلى الرغم من وضعه المادي الصعب إلا أنه استطاع شراء سيارة لمثل من هم في وضعه، من خلالها تيسر عليه التنقل.
لم يبق للعنزي سوى إطلاق مناشدة إلى ولاة الأمر وأهل الخير لمساعدته في توفير مسكن خاص له ولعائلته في الحي الذي يسكن فيه، لوجود أقربائه وأهله الذين دوما يقومون بمساعدته، إلى جانب إيجاد مركز تأهيلي يمكنه علاج من هم في مثل حالاته.