أرقام قياسية مرتفعة لأول مرة منذ 4 أشهر تتحدى التعليقات القاتمة
يوم أمس الإثنين وصلت أسواق الأسهم أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، غير عابئة بتعليقات جان كلود تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، وتعليقات الممول الملياردير وارين بوفيت، بأن الأزمة المالية لم تنته بعد.
أقفل مؤشر فاينانشال تايمز 100 ومؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 عند أعلى مستوى لهما منذ أوائل كانون الثاني (يناير).
كذلك حقق مؤشر ستاندارد آند بورز 500 أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر بنهاية التداول في بورصة لندن، في الوقت الذي ساعد فيه مؤشر المؤشرات الكبيرة في مجلس المؤتمر على رفع الروح المعنوية، وذلك من خلال الإيحاء بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتجنب الكساد الاقتصادي.
كانت أسهم شركات التعدين والسلع من بين أكبر الرابحين في التداولات، على خلفية توقعات متزايدة بأن التضخم، خصوصاً أسعار الموارد الطبيعية، سترتفع خلال الأشهر المقبلة. كذلك ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة إلى أعلى مستوياتها لهذا العام، حيث كان المزيد من المستثمرين سعداء بشراء الأسهم الخطرة على خلفية مزاج متزايد من التفاؤل.
ارتفع مؤشر بنك مورجان ستانلي للأسهم في الأسواق الناشئة إلى ما يقارب 1250، أي بزيادة نحو 25 في المائة عن أدنى مستوى له في الـ 22 من كانون الثاني (يناير) الماضي.
هذا المزاج المتحمس للتداول كان على طرفي نقيض مع ملاحظات تريشيه في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية. قال تريشيه: "نحن نمر الآن بتصحيح متواصل خطير للغاية في السوق".
كذلك كان بوفيت يشعر بالقدر نفسه من التشاؤم، حين قال: "لا أظن أن آثار الانقباض الائتماني بعيدة كل البعد عن الزوال".
قال عدد من المتداولين إن تضيُّق الفروق بين العوائد على سندات الخزانة وسندات الشركات عمل على إعطاء دَفعة للأسهم، حيث تقلصت الفروق في مؤشر آي تراكس أوروبا، وهو مؤشر يتابعه المراقبون من كثب بشأن نوعية الائتمان، تقلصت إلى نقطتي أساس لتصل إلى 66 نقطة أساس. وقد وصل المؤشر الآن إلى مستوى يقل 20 نقطة أساس تقريباً عن مستواه في الخامس من أيار (مايو).
قال إدمون شينج، المحلل الاستراتيجي للأسهم الأوروبية لدى البنك الفرنسي بي إن بي باريبا: "الأمر الذي ساعد الأسهم هو قوة أسهم شركات السلع والتعدين، ولكن هناك أيضاً اعتقاد بأن الكثير من الأخبار السيئة قد ولت إلى حد ما، وأننا قطعنا شوطاً طويلاً خلال الأزمة الائتمانية".
على الجبهة التضخمية، إذا كان هناك تضخم في بعض القطاعات، فإن هذا يمكن أن يكون أمراً طيباً بالنسبة لأسعار الأسهم، رغم أنه يتعين علينا أن نكون إلى حد ما على حذر وألا نبالغ في التفاؤل. الأمر المرجح على أكثر تقدير هو أننا نمر بفترة تتسم فيها السوق بالتراجع وهبوط الأسعار. لاحظ أن اقتصادات البلدان المتقدمة هي في حالة تعثر, كما أن نمو الناتج المحلي الإجمالي سيكون في الربع الثاني أدنى من النمو في الربع الأول".
في منتصف النهار ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز بنسبة 0.8 في المائة ليصل إلى 1437.20، في حين أن مؤشر داو جونز للشركات الصناعية ارتفع بمقدار 0.8 في المائة ليصل إلى 13091.10.
في المقابل استمرت أسواق السندات في المعاناة من المخاوف التضخمية، حيث ساد القلق بأن البنوك المركزية يمكن أن تواجه مأزقاً حول الحاجة إلى كبح الأسعار في الوقت الذي يظل فيه النمو الاقتصادي متراخياً.
ذهبت العقود الآجلة لسندات الخزانة الألمانية، وهي مؤشر جيد لسوق السندات، ذهبت بعيداً في المنطقة السالبة، حيث هبط سعر العقود الآجلة تسليم حزيران (يونيو) بما يزيد على 30 وحدة في مرحلة معينة.
عانت النهاية القصيرة من منحنى السندات، وهي نهاية حساسة تماماً للتضخم، عانت معاناة هي الأكبر من غيرها، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية إلى ما يقارب عشر نقاط أساس ليصل إلى 4.81 بعد الارتفاع العجيب في الأسبوع الماضي بمقدار 45 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع منذ تموز (يوليو) 1994.
قال جوناثان ليونز، كبير الاقتصاديين لمنطقة أوروبا في مؤسسة كابتيال إيكونومكس، إن الموضوع الكبير في أسواق السندات هو "تكثيف المخاوف حول التضخم".
لعبت السلع دوراً كبيراً في الأسواق، حيث ارتفع سعر النفط إلى مستويات قريبة من الأرقام القياسية التي حققها الأسبوع الماضي، وذلك بسبب ملاحظات شكيب خليل، رئيس منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
قال خليل إنه لا يرى أن "أوبك" ستزيد من الإمدادات في اجتماعها المقبل في أيلول (سبتمبر) على الرغم من قرار السعودية في الأسبوع الماضي برفع الإمدادات إلى أعلى مستوى لها منذ سنتين.
كذلك حقق الذهب ارتفاعاً، مستفيداً من المخاوف حول التضخم. وقد وصل سعر الأونصة في مرحلة معينة أثناء التداول إلى 913 دولاراً.
قال ريكاردو باربيري، رئيس قسم التحليل الاستراتيجي في بانك أوف أمريكا في لندن: "تستمر قصة السلع في كونها المحرك للسوق. وقد ساعدت الأسهم، ولكن الناس يشعرون بالاطمئنان من الحقيقة التي تقول إن كلا من السلع والأسهم أدركتا وفهمتا ضمناً أن التقلب في سوق الأسهم انخفض في الأسابيع الأخيرة".
في العملات اندفع الدولار الأسترالي إلى مستوى قياسي جديد هو الأعلى منذ 24 عاماً في مقابل الدولار الأمريكي، على خلفية أسعار السلع القوية. يذكر أن أستراليا، التي تتمتع بموارد طبيعية هائلة، هي من أكبر البلدان المصدرة لخام الحديد والمعادن الأخرى.
كانت تداولات الدولار في مقابل اليورو والين ضمن معدلاته العليا والدنيا، رغم أنه تلقى دَفعة يسيرة إلى الأعلى من مؤشر المؤشرات الكبيرة في مجلس المؤتمر في الولايات المتحدة.