رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تدريب المعلمين .. نقاط على الحروف

عودا على موضوع التدريب على رأس العمل، وقرار وزارة التعليم البدء بدورات تدريبية للمعلمين خلال الفترة من 17 إلى 27 ذي القعدة لعام 1439هـ، رأيت من الواجب العودة إلى الموضوع؛ لتسليط الضوء عليه، بصورة مفصلة تساعد الوزارة تحديدا، والجهات التي سيطلب منها تنفيذ هذه الدورات، وهي الجامعات، ولعله من المناسب الإشارة إلى أن السلك التعليمي من مدير، وموجه، ومرشد طلابي، والمعلم الذي يقوم بالتدريس كلهم مصنفون على وظيفة معلم، لذا فقرار التدريب يفترض أنه يشملهم جميعا، لكن طبيعة الدورة المقدمة لكل واحد تختلف حسب الدور الوظيفي الذي يمارسه يوميا، كالتخصص، والعمر، والخبرة، إضافة إلى الحاجة التدريبية.
التغيرات المتسارعة على الصعيد العالمي، خاصة في المجال التقني، وما يترتب عليه من تغيرات في الثقافة، والسلوك، وفي العلاقات، ونمط الحياة تستوجب أن تؤخذ في الحسبان، فطالب اليوم ليس كطالب الأمس، خاصة في التعامل مع التقنية، وإمكانية الوصول إلى مصادر المعرفة، أيا كان مجالها في العلوم الطبيعية، والرياضيات، أو في العلوم الشرعية، والعربية، أو في العلوم الإنسانية، على افتراض أن يكون اهتمامه مركزا على هذا الشيء، بدلا من أن تكون مهارته في استخدام التقنية موجهة لمواقع تسلية يقضي فيها جل وقته، وإدراك هذه الحقيقة يترتب عليه أن يكون المعلم على مستوى التعامل الجيد مع التقنية، وبما لا يقل عن الطالب. ما سبقت الإشارة إليه لا يعني التعميم على المعلمين، بل إن من المعلمين من حقق تفوقا هائلا في هذا الشأن، ولذا لا بد من وضع النقاط على الحروف بضرورة التعرف على الاحتياجات الفعلية لكل من سيتم ترشيحه للدورات، بدلا من تركها حسب العلاقات، فمعلم قد يكون فقيرا في خلفيته التقنية، وآخر يحتاج إلى التدريب للتعرف على روابط مصادر المعرفة، وآليات التعامل معها، وثالث مشكلته في أن طرق التدريس التي يستخدمها لا تناسب، ولا تراعي الأعمار والمرحلة الدراسية التي يدرسها، كما أن من المعلمين من يفتقد القدرة على توظيف العلاقات الإنسانية في تدريسه، ما يوجد مسافة شاسعة بينه وبين الطلاب تصل إلى حد النفور وعدم التقبل، وهو ما ينعكس سلبا على تفاعل الطلاب، واستيعابهم المعرفة.
طرق تقويم معارف، ومهارات، وسلوك، وقيم، وأساليب التفكير التي تشكلت لدى الطلاب، خاصة الطرق الحديثة، بدلا من الطرق التقليدية التي تمثل حاجة ضرورية تكشف للمعلم، والطالب مستوى النجاح في تحقيق الأهداف المرسومة للمادة الدراسية، والمرحلة الدراسية، فسلامة الطرق فيها تغذية ذاتية للمعلم، وراجعة للطالب.
قائد المدرسة: كما هو المصطلح المعتمد تلزمه دورات حسب احتياجه، ربما في التخطيط المبسط الذي يتناسب مع حجم وطبيعة العمل، كما أن من أولويات قائد المدرسة الإلمام بقواعد التعامل الإنساني لإحداث بيئة يسود الانسجام بين جميع منسوبيها، تجنبا للخلافات والصراعات المشتتة للجهود، والمضيعة للوقت، كما أن من الاحتياجات للبعض الإلمام بالأنظمة واللوائح المنظمة لسير العمل، خاصة مع نفور كثيرين من العمل الإداري، واضطرار الوزارة إلى تكليف من تنقصه المؤهلات الشخصية لذلك. الشخصية القيادية لا تتوافر عند كل أحد، ولذا فالتدريب على الشفافية، والتعامل بالعدل، والمساواة، وتجنب المحاباة كلها عناصر لازمة يمكن أن تكون ضمن حقيبة التدريب.
الموجه التربوي: من الاحتياجات الواجب توافرها لديه؛ دقة الملاحظة، الموضوعية في الأحكام، إضافة إلى إجادة تطوير واستخدام قوائم الملاحظة، حتى يكون التوجيه والإرشاد الذي يقدمه للمعلم مبنيا على أسس سليمة، على أن يتم التوجيه حسب الأساليب العلمية المتعارف عليها؛ ليضمن علاقة حميمية مع المعلم بدلا من جرح مشاعره. إن تمكن الموجه في مادة التخصص تكسبه تقديم التوجيه السليم، بدلا من الظهور بمظهر الضعيف أمام المعلم، ولذا فأسلوب الحوار الحبي بين الطرفين يوصل الفكرة وبتقبل حسن.
المرشد الطلابي: أحد أعضاء الهيئة التعليمية، حاجاته التدريبية تلتقي وتختلف مع الأعضاء الآخرين، فالتعامل الإنساني عنصر مشترك بين الجميع؛ لأن التربية تقوم عليه في الأساس، إلا أن إجادته استخدام أدوات وأساليب القياس أمر حتمي لمعرفة أسباب المشكلة التي يعانيها الطالب، حتى يمكن المساعدة على حلها، كما أن القدرة على تكوين العلاقات مع المعلمين والطلاب تسهم في تشجيعهم على الانفتاح عليه، وكشف ما يعانونه من مشكلات نفسية واجتماعيه متى ما تحققت الثقة به والشعور بالأمان، وسرية المعلومات التي يدلي بها الطلاب.
التدريب عملية ديناميكية مستمرة، ومتجددة بتجدد الحياة، وليست عملية روتينية. فهل الإجراءات والوقت القصير الذي تم خلاله إقرار تدريب المعلمين كافٍ لإيجاد وتنفيذ برامج تدريب تسهم في تحقيق الأهداف المرسومة إن كانت هناك أهداف واضحة ومحددة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي