«أستراليا» .. علامة أسترالية للحم الحلال الأكثر موثوقية

«أستراليا» .. علامة أسترالية للحم الحلال الأكثر موثوقية

تبرز سوق الحلال بوصفها أحد القطاعات الأسرع نموا في قطاع الأغذية العالمي اليوم. وتبلغ قيمة سوق الأغذية الحلال العالمي في الوقت الراهن نحو 667 مليون دولار؛ أي نحو 20 في المائة من إجمالي صناعة الأغذية العالمية. ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 2.55 تريليون دولار بحلول عام 2024.
ووفقا لخبراء الاقتصاد، ستصبح صناعة الأغذية الحلال قوة سوقية رئيسة في المستقبل القريب استنادا إلى أربعة اتجاهات سائدة. ما يسهم في تغذية الطلب العالمي على المنتجات الحلال. ويقدر النمو السنوي في استهلاك الأغذية الحلال بـ 16 في المائة. ويمثل المسلمون نحو 23 في المائة من سكان العالم أو نحو 1.8 مليار مستهلك بمتوسط معدل نمو قدره 3 في المائة سنويا. إذا استمر هذا الاتجاه في النمو، فمن المتوقع أن يشكل المسلمون نحو 26 في المائة من إجمالي عدد السكان المتوقع في العالم والبالغ 2.2 مليار نسمة عام 2030.
وثانيا، الاتجاه المتزايد لاستهلاك المنتجات الغذائية الحلال لأسباب أخلاقية وأسباب تتعلق بالسلامة من قبل المستهلكين غير المسلمين. وتكتسب المنتجات الحلال اعترافا أوسع نطاقا ليس فقط لتلبيتها متطلبات الشريعة الإسلامية، بل متطلبات النظافة الشخصية والصرف الصحي وجوانب السلامة كذلك. وثالثا، القوة الاستهلاكية الحلال المرتفعة كقوة سوق متوازية مع نمو عدد السكان المسلمين وارتفاع دخلهم. وأخيرا، هنالك وعي أكبر بين المسلمين حول الحاجة إلى ضرورة استهلاك الطعام الحلال فقط. تستورد منطقة الشرق الأوسط نحو 90 في المائة من منتجات لحوم الأبقار ومنتجاتها. ويقدر إجمالي قيمة الواردات من هذه المنتجات بـ5.1 مليار دولار. وبالتوازي مع الزيادة المتوقعة في عدد سكان المنطقة 40 في المائة بحلول عام 2030، فقد يصل استهلاك الأغذية في الشرق الأوسط إلى 51 مليون طن بحلول عام 2020 وبمعدل نمو سنوي يبلغ 4.6 في المائة.
تبلغ قيمة قطاع الحلال في دول مجلس التعاون الخليجي الآن 50 مليار دولار. ومن المتوقع أن تتضاعف الواردات الغذائية السنوية للمنطقة من 25.8 مليار دولار عام 2010 إلى 53 مليار دولار عام 2020 مع إجمالي واردات اللحوم الحلال، التي تتجاوز المليون طن متري على أساس سنوي، فيما تمتلك دولة الإمارات وحدها صناعة طعام حلال بقيمة 69 مليار درهم.
أصبحت أستراليا، التي يبلغ تعداد سكانها من المسلمين نحو نصف مليون، رائدة على مستوى العالم في تصنيع وإنتاج اللحوم الحلال. وتعد القارة موردا موثوقا به طويل الأمد للحوم الأبقار والحملان الحلال إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، بما في ذلك دول منطقة الشرق الأوسط.
ولدى أستراليا واحدة من برامج الحلال الأكثر صرامة في العالم. ويتم تنفيذ برنامج الحلال المعتمد من قبل الحكومة الأسترالية AGAHP بالتعاون مع وزارة الزراعة والموارد المائية الأسترالية والهيئات الإسلامية الأسترالية؛ إذ يعملان معا على تطبيق أفضل الممارسات لمعايير الإنتاج، ما أسهم في تحقيق الاعتراف العالمي بأن أنظمة برامج الحلال في أستراليا هي الأكثر صرامة ودقة في العالم.
وقد استثمرت البلاد ملايين الدولارات في الأبحاث والتطوير في مجال علوم اللحوم، وأدركت أن الثروة الحيوانية الصحية المغذاة بشكل جيد والخالية من الضغوط والإجهاد تنتج لحوما أفضل جودة ليتسنى للمستهلكين الاستمتاع بتناولها.
أحد متطلبات الحلال المهمة هي أن يتم التعامل مع الحيوانات بشكل صحيح طوال حياتها، وأن تتمتع بسهولة الوصول إلى الطعام والماء والتجول بحرية. ولذلك فإن أستراليا، وبسبب بيئتها الطبيعية وأعلى معايير رعاية الحيوان في العالم، تفي بسهولة بتلك المتطلبات.
إضافة إلى ذلك، تستخدم جميع مرافق الذبح في أستراليا جزارين مسلمين مدربين جيدا. ويلتزم أولئك الجزارون بتعاليم الدين الإسلامي، ويتقيدون بها أثناء ممارستهم الذبح. كما أنهم يمتثلون لمتطلبات النظافة الشخصية والصرف الصحي السليم وبمتطلبات رعاية الحيوانات، فضلا عن أن تنفيذ الذبح يتم بواسطة سكاكين حادة وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية. وتتم مراجعة أنظمة الحلال ومرافق الإنتاج بشكل منتظم من قبل المنظمات الإسلامية المعتمدة وأنظمة ضمان الجودة الداخلية والإدارات الحكومية الأسترالية وممثلي البلدان المستوردة.
علامة الحلال الأسترالية هي ختم للنزاهة والضمان الذي ترتكز عليه وتؤكده الحكومة الأسترالية. كما تضمن علامة الحلال للمستهلكين أن المنتج قد تم اعتماده كمنتج حلال من قبل منظمة إسلامية معترف بها.
ولعل هذا هو السبب في أن سلامة ودقة نظام الحلال الأسترالي معترف بهما ومقدر في جميع أنحاء العالم بما في ذلك جميع دول مجلس التعاون الخليجي. تضمن سلامة أنظمة معالجة اللحوم الأسترالية دورة من الثقة بدءا من المزرعة وصولا إلى طبقك، الأمر الذي سمح لأستراليا بأن تظل موردا موثوقا به للحوم الأبقار والحملان الأسترالية إلى منطقة الشرق الأوسط. وبهذه المناسبة صرح الماستر شيف طارق إبراهيم، أول ماستر شيف من الشرق الأوسط، في تلخيصه رأيه حول اللحوم الحلال الأسترالية قائلا: "يمكنك الاستمتاع بثقة بالطعام الخاص بك، مع العلم أنه عند شرائك لحوم الأبقار والحملان الأسترالية الحلال، فإنك تحصل على منتج نظيف وآمن وصحي ومضمون حلال حتى النخاع 100 في المائة".

الأكثر قراءة