الصين ترفع الرسوم الجمركية للحد من تصدير الأسمدة
فرضت الصين رسوماً جمركية باهظة على صادرات الأسمدة أمس في محاولة للسيطرة على الارتفاع السريع في أسعار المنتجات الزراعية والتضخم المحلي وقبل كل شيء ضمان زراعة ما يكفي من الحبوب لإطعام شعبها الذي يصل تعداده إلى 1.3 مليار نسمة.
ومن شأن الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين وتصل إلى أكثر من 100 في المائة على بعض صادرات الأسمدة أن تحد من الأسعار المحلية ولكنها قد ترفع الأسعار في الأسواق العالمية التي تعتمد على الإمدادات الصينية.
وهذه أحدث خطوة في سلسلة من إجراءات الحماية التجارية المتصلة بالسلع الأولية في شتى أنحاء العالم التي تهدد بتأجيج أسعار الغذاء على مستوى العالم بدلاً من خفضها.
وانزعاج الصين أشد من غيرها حيث تكافح لزراعة ما يكفي من الذرة والقمح لإطعام سكان المدن وتخشى أن يؤدي ارتفاع تكلفة الأسمدة ووقود الديزل والأيدي العاملة إلى ابتعاد المزارعين عن زراعة الحبوب مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكلفة العلف لمربي الماشية وبالتالي تفاقم التضخم.
وبلغ التضخم في الصين 8.3 في المائة في عام حتى آذار (مارس) وهو ما يوازي تقريباً مثلي المستوى الحكومي المستهدف لعام 2008، ويساهم ارتفاع أسعار الحبوب واللحوم في تفاقم التضخم.
وقالت وزارة المالية اليوم إن الصين لديها إنتاج كاف من معظم الأسمدة وبوسعها ضمان الإمدادات المحلية إذا سيطرت بشكل فعال على الصادرات، وستزيد الرسوم الجمركية على صادرات الأسمدة بواقع 100 نقطة أساس لتراوح بين 100 في المائة و135 في المائة خلال الفترة بين 20 نيسان (أبريل) و 30 أيلول (سبتمبر).
ووافق مستوردو الأسمدة الصينيون على دفع أكثر من ثلاثة أضعاف السعر الذين كانوا يشترون به قبل عام مع سعيهم للسيطرة على إمدادات شحيحة من سماد البوتاس وهو ما دفع أسهم شركات الأسمدة العالمية إلى الصعود إلى مستويات قياسية.
وأشارت تقديرات لمحللين إلى أن الصين وهي أكبر سوق مستورد لسماد البوتاس الذي يستخدم لزيادة غلة المحاصيل ستدفع ما بين 650 دولارا إلى 670 دولاراً للطن للتسليم في موانئها.
وقال بيل دويل الرئيس التنفيذي لشركة بوتاش كورب الكندية أكبر منتج للبوتاس في العالم في بيان "مع الضغوط الشديدة على إنتاج الغذاء العالمي والنمو المستمر للطلب على البوتاس فإن هذا هو الواقع الذي ستعيشه صناعتنا في المستقبل المنظور".
ويجد منتجو البوتاس صعوبة في مجاراة الطلب مع إقبال المزارعين حول العالم الذين قفزت دخولهم بفعل اسعار قياسية للحبوب على زيادة إنتاجهم من الحبوب لإطعام الناس والماشية وقطاع الوقود الحيوي السريع النمو.
وقال محلل بشركة للسمسرة مقرها موسكو إن اسعار العقود الآجلة لعام 2008 أعلى مما كان متوقعا والأحجام أقل كثيرا من مستويات العام الماضي.
وقال منتجون رئيسيون للبوتاس من روسيا وكندا إنهم باعوا للصين مليوني طن فقط من البوتاس، وقال محلل ببنك جيه.بي. مورجان في تقرير أبحاث إن السوق الصينيي تستورد في العادة ما لا يقل عن 8.5 مليون طن.