القاتل البطيء
قليلون هم الذين استطاعوا مقاومة القاتل البطيء الذي أصبح الخطر المقبل على جيل المستقبل، وقد لفتت دراسة صدرت عن كلية الطب في جامعة أسيوط ـ إلى خطورة التدخين بين قطاع الشباب، حيث حذرت الدراسة التي صدرت أخيرا التي أجريت على عينة من طلاب المدارس، أن التدخين وصل إلى 27.4 في المائة بين الأطفال ممن لا تتعدى أعمارهم 13 عاما، وأشارت هذه الدراسة إلى أن 57.6 في المائة من بين هؤلاء الأطفال أقبلوا على التدخين من باب الفضول، حيث دفعتهم التجربة إلى خوض غمار هذه التجربة، بينما 23 في المائة من هؤلاء الأطفال كانوا يقلدون زملاءهم، وهذه النسبة أيضا كانت تشتري السجائر أو تقترضها من الأصدقاء، أما 73 في المائة وهي النسبة الأكبر من الذين جربوا التدخين ولديهم مدخنون سابقون في الأسرة.هذه الدراسة أجريت على عينة، ولا أدرى هل هناك دراسات أجريت على عينات من الشباب السعودي لمعرفة نسبة المدخنين في المدارس، لأن بداية التدخين تبدأ من مقاعد الدراسة بين الأصدقاء الطلاب، وتستمر بعد ذلك لكنها تشكل خطرا كبيرا عليهم في المستقبل، ولعل من الدراسات التي يمكن الإشارة إليها عن خطورة التدخين والجميع يعرف مدى خطورته لكن بعض المدخنين يستمر غير آبه بخطورة ذلك على صحته، ولعل من الدراسات الحديثة ما صدر عن الجمعية البريطانية لأمراض الصدر، (تقول هذه الدراسة إن التدخين بشراهة لفترة قصيرة، وبين فترات متباعدة يعد خطراً حقيقياً على صحة القلب والرئة. وأوضحت أن كمية النيكوتين التي تتركز في الدم عالية جداً في حالة التدخين الشره لفترة مؤقتة، وأن ضررها كبير ومؤثر في القلب والرئة. وأوضحت الدراسة أن تدخين 20 سيجارة خلال أربع ساعات للمدخن غير الرسمي أشد ضرراً من تدخين 20 سيجارة لمدخن بصورة منتظمة، يدخنها خلال يوم كامل، والحديث عن التدخين يقودنا إلى دعوة الذين وقعوا فيه لإنقاذ أنفسهم من هذا الخطر الذي يسهم في قتل صاحبه ببطء، ولا يستيقظ المدخن إلا على تفشي المرض فيه، وهو لم يحاول إنقاذ نفسه وأعرف زملاء وأصدقاء ساهم التدخين في القضاء على حياتهم، وكانوا يعرفون خطورته عليهم لكنهم يقولون لم نستطع تركه، والحقيقة أن تركه ليس بصعب لمن كان عنده عزيمة وقوة إرادة على التخلص منه، وكما أعرف من ماتوا بسبب التدخين ـ رحمهم الله ـ فإني عرفت العديد من المدخنين الذين عزموا على ترك التدخين ووفقهم الله لتركه، وإني لأثني على جهود جمعية مكافحة التدخين التي تبذل جهودا مشكورة وفي إنقاذ المدخنين من التدخين خلال عدة جلسات، كما يذكر المشرفون عليها، وهذه فرصة لاستغلال ما تبقى من رمضان لترك التدخين والاستعانة بالله، والله الموفق.