على صهوة الكلام
لا أكتب شعرا، حين أكتب، ولا أكتب نثرا؛ أعبر الحدود بين مملكتين حصينتين مثلما يفعل المهرب سرا. أخشى على كلامي من الجمارك وحراس الحدود، وألعن في سري الدهاقين وسدنة المعابد؛ يزنون، بأصدإ الموازين، متاع الروح واللسان، ويدقون إسفينا بين الترسل والقصائد. لا أكتب من الكلام إلا ما أشاهد؛ بعين ترى وأخرى تبصر ما لا تدركه الأولى من مشاهد. لا أكتب شعرا، حين أكتب، ولا أكتب نثرا؛ لكنني كلما امتشقت مدادي خلت نفسي، عن خطإ، أشذب الكلام من الزوائد.
المؤلف عبدالإله بلقزيز باحث مغربي في الفلسفة وفي شؤون الفكر العربي والفكر السياسي. حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس في الرباط، المغرب. أستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء. هو الأمين العام لـ "المنتدى المغربي العربي"، الرباط.