جني الأرباح يعود بالدولار للصعود والاقتصاد الأمريكي ينزلق نحو الكساد

جني الأرباح يعود بالدولار للصعود والاقتصاد الأمريكي ينزلق نحو الكساد

ارتفع سعر الدولار أمام اليورو والين أمس، وسط سعي المتعاملين لجني الأرباح بعد انخفاض العملة الأمريكية على نطاق واسع قبل نهاية الربع الأول من العام، لكن المحللين قالوا إن الانتعاش من المستبعد أن يستمر.
وهبط سعر الاسترليني مسجلا انخفاضا قياسيا أمام اليورو بعد أن عززت بيانات ضعيفة عن سوق الإسكان البريطاني وثقة المستهلكين الاعتقاد أن الاقتصاد البريطاني يضعف وأن بنك إنجلترا سيخفض الفائدة الشهر المقبل.
وهبط اليورو أثناء تداولات أمس 0.1 في المائة إلى 1.5765 دولار وتأرجح حول أعلى مستوياته على الإطلاق البالغ 1.59 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.
وقال إيان ستانارد من "بي إن بي باريبا" "الدولار من المرجح أن يظل في وضع
ضعيف للغاية في الأجل القصير... ظلت تصريحات مسؤولين من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الليلة الماضية ترسم صورة قاتمة للوضع في الولايات المتحدة وتزايد احتمالات الدخول في حالة كساد".
وقال رئيس بنك أتلانتا الاحتياطي الاتحادي دنيس لوكهارت أمس الأول، إن الاقتصاد
ينزلق نحو الكساد فيما يبدو وأنه يتعين على مجلس الاحتياطي الاتحادي العمل على
الحد من آثار ذلك.
وأثار ذلك توقعات بالمزيد من الخفض في أسعار الفائدة بعد أن خفض البنك المركزي الأسبوع الماضي سعر الإقراض الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس إلى أدنى مستوياته
في ثلاث سنوات عند 2.25 في المائة.
وفي أعقاب بيانات تؤكد أن نمو الاقتصاد أوشك على التوقف في الربع الأخير من العام الماضي قال مسؤولون آخرون من مجلس الاحتياطي الاتحادي إن أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة مازالت تؤثر في إنفاق المستهلكين.
وعلى العكس من ذلك هدأت تصريحات جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي الذي قال إن سعر الفائدة الأوروبي عند المستوى الصحيح من توقعات خفض الفائدة في وقت قريب عن مستوى 4 في المائة.
وأمام الاسترليني ارتفع اليورو بأكثر من نصف نقطة مئوية إلى مستوى قياسي بلغ 79.145 بنس. وارتفع الدولار 0.6 في المائة إلى 100.25 ين وتعرض الين لضغوط بيع في وقت مبكر أمس بعد تقارير أن كوريا الشمالية أطلقت صواريخ قصيرة الأجل. واعتبر المحللون ذلك إظهارا للغضب إزاء واشنطن والحكومة المحافظة الجديدة في سيئول.
وانخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل اليورو الأوروبي وتراجع مقابل الدولار اليوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات ضعف أسعار المساكن وثقة المستهلكين بما يشير إلى تباطؤ اقتصادي في بريطانيا.
وانخفضت أسعار المساكن في بريطانيا للشهر الخامس على التوالي في آذار (مارس)
لتسجل الزيادة السنوية في الأسعار أدنى معدل منذ 12 عاما بما يظهر تعثر أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد البريطاني.
كما انخفضت ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوى منذ 15 عاما في آذار (مارس) مع تزايد التشاؤم بين الأسر البريطانية بشأن التوقعات الاقتصادية ليصل إلى مستوى لم يحدث منذ أوائل التسعينيات.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شكا أمس الأول، من أن اليورو قوي بشكل مبالغ فيه. وقال ساركوزي في كلمة ألقاها في حي المال في لندن في ختام زيارة لبريطانيا استمرت يومين "عندما كنت طالبا تعلمت أن الاقتصاد القوي يكون له عملة قوية"... وزاد "ما أراه اليوم هو العكس. الدولار لم يكن قط بهذا الضعف واليوان عند أضعف مستوياته على الإطلاق وكذلك الين. أما اليورو الذي يستند إلى نمو (اقتصادي) ضعيف جدا فإنه عند مستوى مرتفع جدا".
وتساءل ساركوزي قائلا "من يمكنه أن يعتقد أن الاختلالات النقدية التي أدت إلى الوضع القائم اليوم يمكن أن تستمر...".
ووجد ساركوزي نفسه وحيدا العام الماضي وهو ينتقد بشدة صعود اليورو أمام العملات الأجنبية. لكن عددا متزايدا من الدول الأوروبية عبرت عن قلق مماثل من الضرر الذي يخاطر اليورو القوي بإيقاعه بالصادرات مع مواصلة العملة الأوروبية الموحدة الصعود لتقفز إلى مستوى قياسي فوق 1.59 دولار الأسبوع الماضي. وبلغت مكاسب اليورو أمام الدولار في 2007 أكثر من 12 في المائة وواصل الصعود مسجلا مكاسب أخرى بلغت 8 في المائة منذ بداية العام الحالي.
وانخفضت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس، تحت وطأة تراجع أسهم النفط مع هبوط أسعار النفط وأسهم البنوك بسبب المخاوف من أن يشهد القطاع المزيد من الخسائر.

الأكثر قراءة